جورج الهاني

هديّة بابانويل

28 كانون الأول 2020

02 : 00

لو سألني بابانويل الذي لم يزرْني منذ نحو أربعين عاماً عن الهدية التي أريدُ أن يحملها لي في زمن الأعياد المجيدة لطلبتُ منه أولاً أن يأتيني بوزارة للشباب والرياضة تكون، ولو لمرّة واحدة فقط، على قدر آمال وتطلّعات الرياضيين الشباب الذين يكافحون لوحدهم في سبيل الألعاب التي يحبّونها ويزاولونها من دون أيّ دعم أو رعاية رسميَين، ويقيناً لولا مساعدة وتشجيع ذويهم لهم على الصمود والإستمرار، لكانوا هجروا الملاعب والحلبات منذ زمن طويل وتركوها مساحات عقيمة فارغة لا حركة فيها ولا حياة.

كما كنتُ طلبتُ منه تفعيل دور اللجنة الأولمبية اللبنانية في ظلّ غياب أيّ دورٍ لوزارة الشباب والرياضة، فتحتضن الأبطال الذين لديهم القدرة والأمل في التأهّل الى البطولات العالمية المهمّة، وفي مقدّمها دورات الألعاب الأولمبية، وتُقيم لهم المعسكرات الداخلية والخارجية وتُشركهم في مسابقات وبطولات بارزة لكسب المزيد من المهارات والخبرات والثقة العالية بالنفس، وتتحمّل عنهم قسطاً لا بأس به من أعباء وتكاليف التمارين والمباريات ليسوا قادرين لوحدهم أن يتحمّلوها.

وكنتُ طلبت من بابانويل أيضاً أن يُهدينا إتحادات رياضية فاعلة يعمل رؤساؤها بجهد وبضمير ويضحّون في سبيل أنديتهم ويتحسّسون عمق مشاكلها ومعاناتها في هذه الظروف العصيبة ويسعون الى مدّ يد العون لها، لا أن يتمّ إسقاط بعضهم بـ "الباراشوت" في غفلة من هذا الزمن الرديء كرمى لعيون لذلك الزعيم الحزبيّ أو ذاك المسؤول الرياضيّ، من دون الأخذ بالإعتبار معيار الكفاءة والنزاهة والخبرة.

ولن أنسى أن أطلب منه أخيراً أن يُرجعَ الحيويّة والعافية الى الملاعب، فتنطلق البطولات الرسمية والودّية في كافة الألعاب الجماعية والفردية بعدما كان إتحاد كرة القدم النشيط السبّاق في إطلاق موسمه الرياضيّ للدرجتَين الأولى والثانية، وتعود حناجر المشجّعين لتصدحَ عالياً في المدرّجات بعيداً من وباء "كورونا" الذي طال أمده.


MISS 3