عيسى يحيى

إطلاق نار في بعلبك في جميع المناسبات وليلة رأس السنة تخطف إمرأة

4 كانون الثاني 2021

02 : 00

رصاص طائش يُهدّد الآمنين

"بكلّ عرس إلهن قرص"، المثل الشعبي البعلبكي الذي ينطبق على مطلقي النار عند كلّ مناسبة وما يرافقها من ترويعٍ للآمنين وتساقط الرصاص الطائش فوق رؤوسهم كزخّات المطر، وإصابتهم في أرواحهم وأولادهم من دون أي رادع أخلاقي أو أمني. لم تُجدِ نفعاً تحذيرات وزارة الداخلية ليلة رأس السنة بملاحقة مطلقي النار إبتهاجاً بقدوم العام الجديد، بل كان الإستعراض بالفيديوات والأسلحة على اختلافها ورسم لوحات على أنغام الرصاص في سماء مدينة بعلبك والجوار سيّد الموقف في آخر ليلةٍ من العام، وكأن الناس في ساحة نِزال ومواجهة مع السماء يطلقون النار والقذائف في الهواء، فيما أهل الأرض يناشدون الدولة حمايتهم من الزعرنات والإستعراضات التي تحتمي بستار العشائرية حيناً والحزبية أحياناً، وما بينهما رخَص السلاح التي يحملها الكثيرون منهم وتمدّد لهم الدولة صلاحيتها، كما حدث مع بداية العام الجديد.

يقضّ الفقر والجوع مضاجع الآلاف من أبناء بعلبك الهرمل بعدما فقدوا أعمالهم وتعطّلت أرزاقهم بفِعل وباء "كورونا" والأزمة الإقتصادية وحال الدولة المتّجه نحو المزيد من الإنهيار، فيما أُنفقت آلاف الدولارات ليلة رأس السنة إبتهاجاً، خصوصاً وأنّ أسعار ذخائر الأسلحة بالدولار وهي في ارتفاع، وكأنّ الناس تعيش برغدٍ وهناء.

من نيران الحرب السورية هربت حورية علي الجاسم إلى لبنان، واستقرّت في إحدى خيم النزوح في بلدة الطيبة البقاعية قرب بريتال، لتستقرّ رصاصة طائشة في رأسها أطلقها طائشٌ يحتفل بليلة رأس السنة على طريقته، ونقلت إلى مستشفى دار الأمل الجامعي تاركةً خلفها خمسة أولاد أضيف إلى تشرّدهم عن بلدهم تشرّد بغياب والدتهم، ناهيك عن أكثر من خمس إصابات بعضها لا يزال بحالةٍ خطرة جرّاء الرصاص الطائش. هذه الإصابات ليست الأولى في المنطقة فإطلاق النار في بعلبك الهرمل أصبح أمراً عادياً وإذا ما انقضى يوم من دون سماع أزيز الرصاص يكون الأمر مدعاةً للعجب بين الأهالي، فعند كل خلاف على أفضلية مرور يبدأ إطلاق النار، وخلال الأعراس ودفن الموتى والولادة والأخذ بالثأر، وما إلى ذلك من أحداث أقلّ ما يُقال فيها أنها من الزمن القبلي.

نيران الإحتفال برأس السنة إستقبلتها نيران الثأر في الهرمل مع بداية العام الجديد، تلك العادة السيّئة التي لا تزال تتحكّم بعقلية أبناء المنطقة، وتجعل الكثيرين منهم مشروع ثأرٍ مضاد. ففي ساحة الضيعة في الهرمل، تعرّض ثلاثة شبان مساء الجمعة يستقلّون سيارة "رابيد" لإطلاق نار من مسلّحين يستقلّون سيارة جيب بزجاج داكن، ما أدّى إلى وفاة العسكري في الجيش اللبناني بشّار علّام وإصابة زميله من آل علاو بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى. وفي وقت لاحق أوقفت دورية من مخابرات الجيش ثلاثة أشخاص من آل عواد لإطلاقهم النار على السيارة.

تكرار الأحداث الأمنية لا سيّما عمليات الثأر في الهرمل دفع ببعض أبناء البلدة، وتحت شِعار "الهرمل جريحة وتنزف كلّ يوم"، إلى الدعوة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبين المواطنين للتظاهر أمام سرايا الهرمل اليوم، لرفع الصوت عالياً وإجبار الدولة اللبنانية على بسط الأمن والحدّ من إنتشار السلاح المتفلّت والجرائم المتنوّعة ومحاسبة المخلّين بالأمن، ووجهت الدعوات لعلماء الدين والمخاتير ونواب المنطقة وزعماء العشائر والعائلات وكافة أطياف المدينة.


MISS 3