بومبيو: إيران هي "أفغانستان الجديدة"

02 : 00

بومبيو خلال مؤتمر صحافي في نادي الصحافة الوطني في واشنطن أمس (أ ف ب)

في كلام وضع النقاط على الحروف وحمل في طيّاته أبعاداً وتداعيات قد تكون تاريخيّة، خصوصاً أن الإتّهامات التي تناولها تتخطّى بأشواط معطيات دفعت الولايات المتحدة سابقاً إلى خوض حروب خارجيّة وإسقاط أنظمة بائدة، وقبل أيّام معدودة من تسليم الإدارة الأميركية الحالية مفاتيح البيت الأبيض لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، "عرّى" وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إيران، فاضحاً علاقاتها الوثيقة مع تنظيم "القاعدة" ومتّهماً إيّاها بالمساعدة في التخطيط لهجمات 11 أيلول الإرهابيّة، إذ إنّ "القاعدة حافظت على علاقة مع طهران لما يقارب 3 عقود".

وإذ أشار بومبيو خلال مؤتمر صحافي مُخصّص لكشف معلومات استخباراتيّة رُفِعَت عنها السرّية في نادي الصحافة الوطني إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة باتت "المقرّ الجديد" لتنظيم "القاعدة"، أكّد تقريراً نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين الثاني كشف أن الرجل الثاني في "القاعدة" عبدالله أحمد عبدالله قُتِلَ في طهران في آب على أيدي إسرائيليين، لكنّه لم يعلن أنّ إسرائيل نفّذت العملية.

وقال وزير الخارجية الأميركي وأحد أبرز "الصقور" في إدارة الرئيس دونالد ترامب: "إيران هي بالفعل أفغانستان الجديدة، كمركز جغرافي رئيسي لـ"القاعدة"، لكنّها في الواقع أسوأ"، إذ "على عكس أفغانستان، حيث كانت "القاعدة" مختبئة في الجبال، فإنّ "القاعدة" اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني ولديها "قيادة مركزية" في طهران"، مؤكداً أن "طهران سمحت لـ"القاعدة" بجمع الأموال والحصول على جوازات سفر والتواصل بحرّية مع أعضاء "القاعدة" الآخرين في أنحاء العالم، والقيام بالعديد من المهمّات الأخرى التي كانت تُوجّه في السابق من أفغانستان وباكستان".

وفيما وصف التحالف بين إيران و"القاعدة" بأنّه "قوّة هائلة للشرّ في كلّ أنحاء العالم"، طالب بمزيد من "الضغط الدولي"، قائلاً: "إذا تجاهلنا محور الشر هذا "إيران - القاعدة"، فسنكون مسؤولين عن ذلك. علينا أن نُواجهه. علينا أن ننتصر عليه". كما أعلن بومبيو فرض عقوبات على عدد من الأفراد ومكافأة مقدارها 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن عضو في تنظيم "القاعدة"، لفت إلى أنّه موجود في إيران ويُعرف باسم محمد أباتي أو عبد الرحمن المغربي، الذي يُعتبر المستشار الرئيسي لزعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وصهره أيضاً.

كذلك، تحدّث بومبيو عن أسماء بارزة من "القاعدة" وجدت موطئ قدم لها في إيران، مثل الملقب بـ"سيف العدل" وأبي محمد المصري، مشدّداً على أنّه "يجب أن نستعمل القوّة العسكرية بطريقة جراحية ضدّ القاعدة"، في حين أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن "النظام الإيراني هو أكبر راع للإرهاب وقد أصبح ملاذاً آمناً للقاعدة"، قائلاً: "مُخطئ من يعتقد أن الإتفاق النووي سيُغيّر من النظام الإيراني". وأمل في أن تفهم إدارة بايدن حقيقة نظام إيران "قبل محاولة التفاوض معه".

تزامناً، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن بلاده في حال من اليقظة والإستعداد، لافتاً إلى أن هناك استنفاراً على النقاط الحدودية كافة. وخلال جولة تفقدية في قيادة المنطقة الشمالية مع كبار ضباط هيئة الأركان، قال غانتس: "نحن يقظون على طول حدودنا. لقد تصرّفنا وسنُواصل العمل ضدّ أي شخص يُحاول تحدّينا من قريب أو بعيد. نحن لا نجلس وننتظر، بل نتّخذ خطوات أمنية وسياسية واقتصادية"، بينما حذّر وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الولايات المتحدة من "أي خطأ في الحسابات"، مهدّداً بأنّ "ردّ إيران سيكون ساحقاً ضدّ أي اعتداء".

وفي تصريح متناقض أثار المخاوف، أعلن مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أنه على الرغم من أن خامنئي حرّم إنتاج سلاح نووي، لكن إيران تعتبر استخدامه "مباحاً" إذا كان ذلك ضروريّاً، في وقت ذكر تقرير لـ"المعهد الدولي للعلوم والأمن" أنّه تمّ حديثاً حفر 3 أنفاق في جبل بالقرب من منشأة "نطنز" النووية، وفق ما رصدته صور بالأقمار الإصطناعية، مشيراً إلى أن السلطات الإيرانيّة تبني منشآت جديدة تحت الجبل لتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم.

وعلى صعيد آخر، تعرّضت مواقع تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني عند أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور شرق سوريا لغارات جوّية، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي أوضح أن الضربات حصلت بعدما عمدت ميليشيا "فاطميون" الأفغانية إلى نقل حمولة أسلحة عبر 4 شاحنات كبيرة "مخصّصة لنقل الخضار والفواكه". وبحسب المرصد، فقد كانت تلك الشاحنات محمّلة بصواريخ إيرانية الصنع، جاءت عن طريق العراق وأُفرغت في مستودعات تجارية استأجرتها من مدنيين في منطقة كوع ابن أسود، الواقع بين مدينة الميادين وبلدة محكان في ريف دير الزور الشرقي.


MISS 3