جاد حداد

درّب نفسك على النجاح

إتبع نهجاً جديداً لتنفيذ قرارات العام الجديد

15 كانون الثاني 2021

02 : 00

غالباً ما تكون قرارات العام الجديد، سواء تعلقت باعتماد نظامٍ غذائيّ صحيّ أو السيطرة على التوتر، أو الالتزام بممارسة التمارين الرياضية يومياً، صعبة التنفيذ. فالقرارات المتخذة ليلة رأس السنة غالباً ما ترسل الى غياهب النسيان بحلول عيد الحب، ولكن قد يكون العام الحالي مختلفاً إن تدرّبت على النجاح كما يجب.

صمّمت الاستاذة المساعدة في مدرسة هارفارد الطبية قسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الدكتورة بث فرايتس استراتيجية اسمتها "التدرّب للمضيّ قدماً نحو اهدافك". إنها باختصار عملية تساعدك على تجنب المخاطر التي عطّلت مسار أهدافك في الماضي.

تقول فريتس وهي الرئيسة المنتخبة لكلية الطب لانماط الحياة الصحية في اميركا: "العادات الصحية مسألة شديدة الالتصاق بالعقلية والتواصل مع الذات. غالباً ما نتحدث مع ذاتنا بشكلٍ صامت، ومع أن حديثنا هذا لا يكون بالكلمات إلا أنه يقول الكثير". تكمن الحيلة في تدريب الصوت الذي بداخلك بحيث يحثك على التقدم بدلاً من اعاقتك.



الانطلاق بمقاربة التدريب

تستند مقاربة تدريب الدكتورة فرايتس الى خمس عناصر اساسية:

الفضول: اطرح على نفسك بعض الاسئلة مثلاّ ما الذي يسعدك أثناء اختيارك طريقك نحو اهدافك؟ تقول فرايتس: " يحثنا الفضول على اكتشاف ما نود القيام به فعلاً". ان كانت خطتك تقضي بتكثيف التمارين الرياضية ربما عليك اكتشاف انماط تمارين جديدة تساعدك على الضي قدماً. وتتابع: "يرغب البعض بالانضمام الى صفوف الزومبا، أو اليوغا او تدريب القوّة. لا تكون الاختيارات متشابهة. اختر منها ما يشعرك بالحماسة، ومتى استطعت أضف جديداً الى خطتك، فعقلك بلا شكّ يهوى التجديد".

الانفتاح: وفق الدكتورة فرايتس، مع بداية العام الجديد، تدور في ذهن الكثيرين منا أحاديث على شاكلة:" لن ينجح الأمر أساساً. لن استطيع الالتزام. لم ألتزم يوماً ولكن لا ضير في المحاولة". إطلاق الاحكام بهذا الشكل ينبئ بنتائج سلبية". بدلاً من اعتماد هذا النمط، حاول التفكير بالتحدي من منظار مختلف. تجاوز التفكير السلبي والعادات المؤذية التي اعاقت تقدّمك سابقاً. حين تواجهك مشكلة ما غيّر نظرتك إليها. قل لنفسك: "جميع الناس يرتكبون الاخطاء. جرّبت هذه الطريقة في الماضي لكني سأجرّب طريقةً جديدة ومختلفة نوعاً ما هذه السنة او سأعتمد استراتيجيات وطرقاً جديدة هذه السنة. لن احكم على نفسي. في حال الفشل سأستخلص العبر وأدع التجربة تغنيني. سأتعمّق في الأخطاء وأدخل تعديلاتٍ على سلوكي". إن كنت تسعى الى نمو الذات، وترى العقبات على انها حجر اساس وليست نهاية بحدّ ذاتها، يخفّ شعورك بالخوف من الفشل وتصبح أكثر ميلا الى المثابرة حتى النجاح.

التقدير: قدّر نفسك لأيّ تغيير ايجابيّ أدخلته على حياتك مهما كان صغيراً. تقول فرايتس: "ارتداؤك حذاء رياضياً بمثابة خطوة نحو الاتجاه الصائب. تماماً كجدولة عشر دقائق للمشي على هاتفك الذكي. تذكّر النجاحات التي حقّقتها سابقاً. استخدم الاستراتيجيات نفسها لتحقيق اهدافك الحالية.

التعاطف: مارس التعاطف الذاتي. تساعدك هذه الخطوة على التعرّف الى الانشطة التي لا تسعدك. ان اخترت هذه النشاطات من دون اللجوء الى خطة لتجاوز ما لا يعجبك فيها يتحوّل الأمر الى عقبة تحول دون نجاحك. لا ينفع مثلاً ان تختار الركض في الهواء الطلق شتاءً ان كنت لا تحبّ البرد. او أن تلتزم بالمشي على جهاز المشي إن كنت تجده مملاً. لعلّ تلك ليست أفضل خياراتك بكل بساطة. تجنب كذلك العوامل المثبطة للتغيير باعتماد حوافز مغرية توصلك الى الهدف المطلوب. عليك أن تمشي؟ اجعل تمرينك مغرياً بمشاهدة برنامجك المفضل أثناء التمرين. وقد تدرك أنه من المفيد استثمار بعض المال على هوايتك المفضلة كالتزلج مثلاً. عليك أن تفكر كالتالي: "سأبدي تعاطفاً مع ذاتي لأنني اعلم أنّي أنفق المال حيث يجب". وتردف: "لن أركض خارج المنزل ان كان الأمر يشعرني بالتعاسة ولا يمدّني بالفرح".

الصدق: آخر عنصر ينبغي التركيز عليه هو الصدق. إن كنت تضع أهدافاً نصب عينيك احرص على أن تكون قابلة للتحقيق. لا تقرّر المشاركة في ماراثون للركض ان لم تركض لثلاث سنوات مثلاً. أو تقرّر خسارة عشرين كيلوغراماً في اربعة اسابيع. كن منطقياً وصادقا وواضحاً مع نفسك. إن كنت تعلم أنّ وجود صديق او زميل معك سيحثّك على اتمام العمل بشكلٍ أفضل، احرص على توفير هذا الامر ضمن خطتك. صارح الشخص بفشلك في تحقيق هدف او الإتيان بعملٍ كي تتمرن على محاسبة نفسك. قل له مثلاً: "لقد أخبرتك أنني سأعمل على بضعة أمور لكنّي لم أفعل وهذا ما حدث. هلّا ساعدتني على وضع استراتيجية للمضيّ قدماً؟".

ولعلّ أهم عامل كذلك هو أن تكون شفافاً مع نفسك بشأن الشوائب في خطتك. عدد كبير من الناس مثلاً يقول: "انشغلت كثيراً فلم اتمكن من التمرين، ولكن هذا الاسبوع سيكون مختلفا". ولكنّ الأمر لن يكون مختلفاً هذا الاسبوع أيضاً، إن لم تعترف بأنّ هفوتك تتجاوز مسألة انشغالك الشديد. لعلك مثلاً تفتقر الى نظام جيد يدعم سعيك للوصول الى الهدف المرجو.



اصنع التغيير

كخلاصةٍ يمكننا أن نؤكد أنّ تحقيق الاهداف المقررة رهنٌ بوجود خطة واضحة يواكبها تشجيعٌ دائم للذات، خصوصاً أنّ تداعيات انتقاد الذات الدائم سلبية. وقد يحفّزك اتباع نهج صارمٍ ليومٍ أو يومين إلا أنّ الأمر لن يستمر. وحدها مكافأة الذات تحقق النتائج المرجوة. فالتمارين التي تشعرك بتحسّن تكون غالباً مشجّعة. تحقيق هدف يشعرك بمزيد من الابداع أمر محفّز وأقل توتيراً. "تلك هي الأمور التي تدفعنا الى الامام على المدى الطويل، فالأمور المستدامة غالباً ما تكون ممتعة ومُرضية للذات.