محمد دهشة

لا أسرّة فارغة لاستقبال المصابين في صيدا... واستعارة الأوكسيجين للمنازل

18 كانون الثاني 2021

02 : 00

عاصفة طبيعية...

على ضوء تفشّي "كورونا" غير المسبوق، لم تنجح العاصفة التي تسيطر على لبنان بأمطارها ورياحها الباردة، في تبريد الملفّات الساخنة، لكنّها ساعدت الدولة في فرض هيبتها، والقوى الأمنية في اجراءاتها، اذ أجبرت الكثير على ملازمة منازلهم في عطلة نهاية الأسبوع، في وقت يمثّل اليوم اختباراً جديداً لمدى الالتزام بحظر التجوّل والإقفال العام في يومه الخامس مع بداية أسبوع جديد، فيما أطلقت المستشفيات الرسمية والخاصة نداءات استغاثة بعدما امتلأت أسرّتها بالمصابين.


وصيدا، التي وقعت بالمحظور مثل غيرها من المدن اللبنانية بعد ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، دقّت فيها غرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات في إتّحاد بلديات صيدا – الزهراني ناقوس الخطر الأخير، بعدما سجّل عدّاد "كورونا" أرقاماً صادمة هذا الأسبوع بلغت 469 إصابة مقابل 281 الأسبوع الفائت، ما يعني ضعف الاصابات، في وقت تتمّ فيه متابعة 1051 حالة نشطة و3 حالات وفاة. وارتفاع عدّاد الاصابات ترافق مع اعلان أنّ القدرة الإستيعابية في مستشفيات صيدا وَصلت الى حدّها الأقصى، بحيث لم يعد هناك أيّ أسرّة فارغة، كما أن أجهزة التنفّس المنزلية بدأت بالنفاد من الأسواق وبدأت الاستعارة لمصابين يتلقّون العلاج في منازلهم، وِفق ما يؤكّد رئيس الغرفة مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن"، الذي أوضح "أنّ وضعنا الصحّي لا نحسد عليه، ومستشفيات المدينة تعاني كثيراً، بعدما امتلأت كلّ أسرّة العناية الفائقة البالغ عددها نحو 55 سريراً، اذ تستوعب حالات بلدات الاتّحاد (16 بلدة) والقضاء (49 بلدة) ولدواع انسانية بعض الحالات من العاصمة بيروت، الجنوب واقليم الخروب، لقد وصل الأمر بنا الى السعي لتأمين الأوكسيجين الى بعض المصابين في المنازل، بعد نفادها من الأسواق، وذلك عن طريق "الاستعارة" من أشخاص استخدموها سابقاً".


وتشكّل المدينة مركزاً طبيّاً محورياً لكامل المنطقة، وقد انخرطت في معركة مواجهة "كورونا"، اضافة الى المستشفى الحكومي (الذي يستقبل نصف أعداد المصابين تقريباً)، ستة مستشفيات خاصة هي: حمّود الجامعي، لبيب الطبي، الراعي، دلاعة، النقيب، وعسيران، ويستعدّ كلّ من مستشفيي "قصب وشعيب" لإفتتاح اقسام خاصة، ويؤكّد حجازي "الحلّ المتاح حالياً انّنا نعمل على زيادة أسرّة العناية في المستشفيات التي تستقبل المصابين وتشجيع الآخرين على الاسراع بالانخراط، لأنّه السبيل الوحيد بانتظار وصول اللقاحات في الشهر المقبل".

وواقع المستشفيات الحرج والتفشّي الكبير، انعكس لدى أبناء المدينة قلقاً مزدوجاً، صحّياً من خطورة الاصابة واجتماعياً من المزيد من البطالة والفقر والجوع بعد الالتزام بحظر التجوّل والاقفال التام، حيث توقّف الآلاف عن العمل، من موظّفين ومياومين، بعدما أقفلت كلّ المؤسّسات والأسواق وحتى عربات الخضار الجوّالة وباعة القهوة، في وقت تشدّدت فيه القوى الأمنية وشرطة بلدية صيدا في قمع أي مخالفة.

وفيما خيّم السكون على الشوارع الرئيسية وخلت من المارة، شهد سوق بيع السمك "الميرة" حركة بيع خجولة وإقبالاً محدوداً جداً، وطالب نقيب الصيادين نزيه سنبل الدولة والمعنيين بـ"مساعدة هذا القطاع ودعمه، وشمل الصيادين بالمساعدات التي ستقدّم، حتّى يتمكّنوا من الصمود في ظلّ فترة الإقفال والتخوّف من عدم تمكّنهم من بيع غلّتهم بسبب حظر التجول وصعوبة التنقّل، إضافة إلى أنّ سوق السمك لا يقدّم خدمة "الدليفري".