جاد حداد

دوغلاس إيمهوف..."الرجل الثاني" في البيت الأبيض والداعم الأول لزوجته كامالا هاريس

21 كانون الثاني 2021

02 : 00

فضّل دوغلاس إيمهوف تأجيل طموحاته المهنية لتقديم دعم كامل لزوجته التي استلمت منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة. بتنصيب جو بايدن أمس أصبح زوج كامالا هاريس أول "رجل ثانٍ" في تاريخ الولايات المتحدة. إنها مكانة غير مسبوقة ولم تتّضح ملامحها بعد.

وُلِد إيمهوف في نيويورك، قبل أسبوع واحد من كامالا، في عائلة أميركية يهودية تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ونشأ في بروكلين ثم انتقل إلى نيوجيرسي ولوس أنجليس حيث كان والده مايكل يصنع أحذية نسائية. هو يصف طفولته بالمرحلة "العادية والسعيدة جداً". كان يجتهد على مر الأسابيع ويمضي عطلة نهاية الأسبوع وهو يمارس الرياضة. في سن المراهقة، عمل إيمهوف في مطعم "ماكدونالدز" للمشاركة في دفع تكاليف دراسة الحقوق في جامعة كاليفورنيا. تخرّج من جامعة "نورثريدج" وكلية الحقوق "غولد" وأصبح محامياً متخصصاً بقانون الإعلام، ثم راح يدافع عن مصالح الشركات والشخصيات الإعلامية التي تظهر على الشاشة الصغيرة، منها مرشّح في برنامج The Real Housewives، بالإضافة إلى مؤسسات في قطاع صناعة الأغذية والأدوية. وفق مجلة "فوربز"، ارتفعت عائداته مع مرور الوقت لتفوق المليون دولار سنوياً.

كان إيمهوف متزوجاً من مديرة شركة إنتاج قبل أن يقابل كامالا وأنجب منها ولدَين: كول (26 عاماً) وإيلا (21 عاماً). تطلّق منها في العام 2008 لكن بقيت العلاقة حسنة بين الزوجَين السابقين. في العام 2013، بعد خمس سنوات من العزوبية، تعرّف الرجل الأربعيني على كامالا عن طريق صديقة مشتركة بدت مقتنعة بأنهما سيتوافقان على أكمل وجه. حصل أول اتصال بينهما عبر الهاتف. تتذكر كامالا في سيرتها الذاتية تلك المكالمة التي دامت لأكثر من ساعة قائلة: "كانت رسالته الصوتية، التي أحتفظ بها حتى الآن على هاتفي الخليوي، طويلة ومفككة بدرجة معينة. لكنه أعطاني انطباعاً بأنه شخص طيب. أردتُ أن أتعرّف عليه عن قرب، لذا عاودتُ الاتصال به."

تقول كامالا عنه: "لم يكن يحمل أي شكلٍ من الغطرسة أو التبجح، بل بدا شخصاً عفوياً ومتصالحاً مع نفسه. هذه الصفات أعجبتني فوراً". بعد أول لقاء بينهما، كتب لها رسالة إلكترونية وأرفقها مع جدول أعماله خلال الأشهر اللاحقة وأضاف: "أمضيتُ عمري وأنا أدّعي ما لستُ عليه أو أقوم بألاعيب صغيرة. أنت تعجبينني وأريد أن أعرف إذا كانت علاقتنا قابلة للنجاح". التقى الثنائي مجدداً وقرر دوغلاس سريعاً أن يُعرّفها على ولدَيه، لكن رفضت كامالا طلبه. هي تبرّر موقفها قائلة: "كنت أعرف معنى الطلاق في طفولتي وأدرك مدى صعوبة أن يتقبل الأولاد علاقة أحد الأبوين بشريك جديد". لذا قرر الثنائي متابعة اللقاء طوال ستة أشهر ثم تقييم علاقتهما بعد هذه الفترة.

في آذار 2014، عشية العطلة المشتركة في إيطاليا، غيّر دوغلاس خطته الأصلية التي كانت تقضي بطلب يدها على جسر "بونتي فيكيو" في فلورنسا، فركع على ركبتيه في شقة كامالا في سان فرانسيسكو. تقول المدعية العامة في ولاية كاليفورنيا عن تلك اللحظة: "كنتُ أركّز على اختيار العشاء في ذلك اليوم ولم أفهم حقيقة ما يحصل". حصل الزواج في الصيف اللاحق في قصر العدل في "سانتا باربرا". تضيف كامالا: "تماشياً مع التقاليد الهندوسية، وضعتُ إكليل زهور حول عنق دوغلاس وكسرتُ كوباً زجاجياً بقدمه".

يدرك دوغلاس إلى أي حد لا تزال اللامساواة الاجتماعية مستمرة حتى اليوم حين يكون إلى جانب كامالا، فهو لا يواجه مثلاً أي مشكلة عند المرور بقسم الجمارك في المطار. تقول له زوجته، وهي ابنة أب جامايكي وأم هندية: "هل تدرك أن الوضع ما كان ليبدو بهذه السهولة لو لم تكن من أصحاب البشرة البيضاء"؟ يريد الزوجان معاً أن يجسّدا معنى العائلة المعاصرة والتقدمية.

أمضى الزوجان آخر عيد شكر لهما بحضور زوجة دوغلاس السابقة. اعتاد كول وإيلا على مناداة زوجة والدهما باسم "مومولا": هذا الاسم يعني لكامالا الكثير كما قالت خلال أول خطاب لها بعد ترشيحها كنائبة لجو بايدن. كان دوغلاس مشاركاً أساسياً في الحملة الانتخابية لكنه لم يكشف عن الدور الرسمي الذي سيؤديه بعد وصول زوجته إلى السلطة. هو أوقف نشاطاته كمحام في الوقت الراهن ووافق للتو على تولّي منصب "أستاذ زائر" في كلية الحقوق في جامعة "جورج تاون": إنها مؤسسة مرموقة تقع على بُعد شوارع معدودة من البيت الأبيض!


MISS 3