عماد موسى

اليوم العالمي للعناق

22 كانون الثاني 2021

02 : 00

حلّ علينا أمس (21 كانون الثاني) وعلى البشرية "اليوم العالمي للعناق" ولم نعطه ما يستحقه من اهتمام. يأتي الإحتفال السنوي هذا وسط المسافة على وجه التقريب بين "عبّوطات" عيدي الميلاد ورأس السنة وجحيم القُبَل في عيد الحب كما لو أنه تمهيد أو"روداج" ذات طبيعة عشقية. وهنا لا بد من توجيه أسمى آيات الشكر لابن ميتشيغين البار كيفن زابورني، وهو من طلع في العام 1986 بفكرة إحياء فكرة العناق بين الأشخاص، حتى وإن لم تجمع بين المتعانقين معرفة سابقة.

وفي حال شرقط العناق الأول بين لبنانيين وولّد طاقة وناراً فقد يتواعد المتعانقان لاحقاً على تجديد العناق في "اليوم العالمي للسعادة" الموافق في التاسعة والربع من مساء العشرين من آذار، في فقرا.

يقول باحثون إن العناق بين الزوجين يخفف التوتر في الجسد، ويضبط معدل ضربات القلب ومعدلات ضغط الدم، لكن في حالات معينة يوقظ العناقُ الشياطين من غيبوبتها ويجعل ضربات القلب المنتظمة في العادة أقوى من وقع حوافر الخيل على بلاط الشوارع القديمة، كما يحوّل رأس الفارس الحنطي إلى راس شمندر سكري.

ويقول آخرون إن العناق يمنح الشعور بالأمان والاحتواء والسعادة، ويقلل من الألم بعد العمليات الجراحية ويخفف الإحساس بالإرهاق، ويحسّن الحالة المزاجية ونظام المناعة والجهاز العصبي.

وبحسب الطبيبة الأميركية فرجينيا ساتير(يا رب) فإننا بحاجة إلى 4 عبطات يومياً للبقاء على قيد الحياة، و8 عناق يومياً لعلاج آلامنا، و12 عناقا يومياً للنمو، ولمن اكتمل نموّهم في النصف الثاني من القرن الماضي ولا يشكون من آلام لتسكينها فيحتاجون إلى 1460 عبطة عادية، غير الـمدرجة في فئة الـ "سبسيال".

ومع تفشي وباء كورونا، بات العناق من الشرور ومغامرة غير محسوبة النتائج، خصوصاً إذا جاء معطوفاً "على إغراءات "فتحة" في ثوب صيفي مع ثلاث بوسات سواء في "آنيفرسير" أو في عيد وطني أو في أثناء ممارسة الأخذ بالخاطر وباليدين وبالوجنتين.

في سنة، متنا وعشنا من ندرة العناق، وبعضنا احتفل للمرة الأولى باليوم العالمي للسمنة نتيجة الأكل والمرعى 20 على 24 ساعة في اليوم، ونحن باقون على قيد الحياة بالصدفة إن صحت نظرية دكتورة فرجينيا الشمالية، لأن جلّ ما فعلناه في هذه السنة الملعونة هو تسجيل سندات قُبل مشكوك بتحصيلها في الآماد المنظورة.

وأسوأ ما في يوم العناق العالمي، خشية المريض الملقى في غرفة العناية المركزة ألّا تتاح أمامه سوى فرصة يتيمة لمعانقة القديسين والأبرار فيما يستحيل عليه أن يحتضن "شقفة" من قلبه للحظة قبل أن يسكت.