رمال جوني -

تململ في النبطية من الإقفال غير المدعوم

23 كانون الثاني 2021

02 : 00

بلدية النبطية كانت السبّاقة في تشكيل خلية أزمة فاعلة

حالة تململ أصابت الناس جرّاء الإقفال "غير المدعوم"، إذ لم يكفِ المواطن سرقة البضائع المدعومة وبيعها بالمفرّق بسعر السوق السوداء، بحيث سجّل سعر كيلو السكر 5 آلاف ليرة والرزّ 8 آلاف وهو غير متوفر، حتى باغتته الدولة بتمديد الإقفال من دون توفير أدنى مقوّمات الصمود، أقلّه سلّة غذائية، تمكّنه من مواجهة الغلاء الفاحش الذي ضرب كلّ السلع من دون استثناء، فما قدّمته هو مزيد من الأزمات التي وجب على المواطن دفع ضريبتها من جيبه الفارغ.

فما إن وقّع المجلس الأعلى للدفاع قرار التمديد حتّى ردّ أصحاب المصالح بفتح أبواب محالهم، في رسالة صريحة "أمّنوا طعاماً للناس لتصمد"، إذ سُجّل استياء كبير لدى شريحة واسعة من الناس ممّن يقبعون تحت حجر "كورونا": "بدنا مساعدات"، فالمصابون يواجهون الفقر والأوجاع معاً، وفوق ذلك وجب عليهم تأمين 500 الف ليرة لبنانية أجرة قنينة الأوكسيجين لمن يعاني ضيق تنفّس، كلّ ذلك ولا من يسأل عن مصابي "كورونا" باستثناء بعض الشباب التطوّعي الذي بدأ يعمل عبر مبادرة "الإستجابة السريعة" لتأمين العلاج لمن تتدهور حالته. فالمصاب لا يحتاج فقط الى اتصال اطمئنان، بل يحتاج أيضاً دواء بات شبه مفقود أو سعره يفوق إمكانيته، ويحتاج دعماً غذائياً أيضاً.

في الشق الصحّي، بدأت تنشط مبادرة "الإستجابة السريعة" على خطّ المصابين، هم مجموعة من الشباب التطوّعي الذي وضع إمكانياته العلمية واللوجستية في خدمة المصاب. وِفق عبد، فإنّ اتصالات عديدة ترد على الخطّ الساخن التابع لفريق الاستجابة السريعة، معظمها من مصابين وضعهم صعب، يحتاج معاينة ميدانية وأحياناً أوكسيجين أو نقل الى المستشفى، وعادة ما يقوم الفريق بالتدخّل السريع وتقديم المساعدة الصحّية اللازمة، ويلفت الى أنّه تمّ تأمين عدّة قناني أوكسيجين لمساعدة المصابين الذين يجدون صعوبة في إيجاد عبوة واحدة جاوز سعرها الـ1000 دولار وِفق سعر صرف السوق السوداء".

يسدّ فريق الإستجابة فراغ الجهات الحكومية، فأغلب البلديات تنصّلت من مسؤوليتها، قلّة فقط من يتابع عن كثب حال المصابين، بلدية النبطية كانت السبّاقة في تشكيل خلية أزمة فاعلة وفريق تدخّل طبي سريع لمواكبة تطوّر حالة المصابين. أكثر من 160 إصابة نشطت في مدينة النبطية والعدد مرشح للإرتفاع نتيجة تفشّي الفيروس داخل العائلات، ما دفع بالبلدية الى تعزيز عمل خلية الأزمة. وِفق خضر قديح مسؤول الخلية، "إنّ البلدية دأبت منذ بداية أزمة "كورونا" على متابعة التفشّي الوبائي، وعملت عبر فريق متخصّص لمساعدة المصاب في تخطّي الإصابة، سواء بالدعم النفسي أو الصحّي أو تأمين مراكز حجر لهم"، ويشير قديح الى أنّه مع تفاقم الأزمة وفقدان الأوكسيجين، عمدت البلدية الى تأمين عدّة قناني أوكسيجين، وسيرتفع العدد في الأيام المقبلة ووضعتها في خدمة أبناء النبطية، ويرى في مبادرة البلدية بالتعاون مع فريق صحّي متخصّص أنّها تسدّ عجز الدولة التي عادة ما تتأخّر أو تغضّ الطرف عن دعم المواطن، ويؤكّد أنّه "بتضافر الجهود نستطيع هزيمة هذا العدوّ الملعون".

نشطت المبادرات الفردية الصحّية في منطقة النبطية سيّما مبادرات تأمين النفس الإصطناعي. وفي موازاة ذلك بدأ الناس يبحثون عن النفس البديل. وِفق ريم، فإنّها تعتمد النعناع والكينا في تأمين نفس اصطناعي عبر غليها وتنشّقها. ريم التي ضربها "كورونا" مع كامل افراد أسرتها لم تجد غير العلاج البديل لها في محاربة الوباء، فالأدوية مقطوعة أو "سعرها ذهب" وِفق وصفها، وبالتالي لم تجد غير الثوم والبقوليات والأكل التقليدي علاجاً لها لـ"كورونا" وتعزيز مناعتها، وتؤكّد أنّ الطبيب المعالج أوصاها بتناول البقوليات والورقيات إضافة الى شرب النعناع والقرفة لتعزيز المناعة ومكافحة ضيق التنفّس، لافتة الى "أنّنا وصلنا الى مرحلة علينا اجتراح الدواء من داخل منازلنا بعدما حوّلنا تجّار الأزمة سلعاً تجارية مربحة.