جاد حداد

Outside the Wire... قصة غريبة من المستقبل

23 كانون الثاني 2021

02 : 00

تدور الأحداث في العام 2036 وتكون أوروبا الشرقية حينها غارقة في حرب أهلية: إنه نوع الحروب التي تسمح لمخرجي الأفلام بإبقاء الأفكار مبهمة واستعمال أسماء تنذر بالشؤم. في فيلم Outside the Wire (خارج السلك)، يخالف الملازم "هارب" المسؤول عن تشغيل طائرة بلا طيار (دامسون إدريس) أمراً مباشراً باستهداف شاحنة خطيرة، فينقذ بذلك حياة 36 جندياً لكن يموت مقاتلان في المقابل. تسود مشاعر سيئة في كل مكان.

يُعاد إرساله إلى معسكر التدريب، لكنه ينفذ فعلياً مهمة سرية بالتعاون مع النقيب "ليو" (أنتوني ماكي). على غرار "هارب"، يكون "ليو" رجلاً أسود البشرة لكنه كائن سيبراني من نوع "السايبورغ".

حين يغادران قاعدة العمليات، يشاهدان جنوداً وهم يسيئون معاملة جندي آلي، فينظر "ليو" إلى هذا المشهد بحزن شديد. وعندما يعودان إلى أوروبا الشرقية ويبدآن بمطاردة رجل مختلّ اسمه "فيكتور كوفال" يبحث عن بعض الرموز النووية، يثبت "ليو" تفوّقه لأنه ليس من جنس البشر. هو ينفذ العمليات بناءً على نوع من الواقعية السياسية، فلا يتحرك انطلاقاً من المشاعر ويتابع التركيز على الزمن الحاضر. هذا ما يوحي به سلوكه ظاهرياً على الأقل، فيقول لرفيقه "هارب": "أنا أستطيع كسر القواعد". هو يحب "هارب" بسبب دقة قراراته في العمليات التي تُشغّل الطائرات بلا طيار ويحتاج إلى شخص يحمل طريقة تفكير غير مألوفة. لكنه يقول له في الوقت نفسه: "قد لا يكون البشر عاطفيين بما يكفي، يا حضرة الملازم".





يستعمل المخرج مايكل هافستروم أسلوباً سريعاً لكن غير فوضوي ويتكل على سيناريو روان أتالي وروب يسكومب. ينتظر الفيلم 50 دقيقة كاملة قبل أن يكشف عن قدرات "ليو" كآلة قتالية حقيقية لكنه لا يبالغ في استعراض قوته. هو يستطيع ضرب عدد كبير من الأشخاص دفعةً واحدة لكنه لا يركض مثلاً على طريقة الممثل روبرت باتريك في فيلم Terminator (المدمّر). ورغم وقوع معظم الأحداث في أوروبا الشرقية، لا يجيد "ليو" بالضرورة لغات خارقة بقدر ما نتوقع من الروبوتات لأن معظم الناس في هذه النسخة من أوروبا الشرقية يجيدون اللغة الإنكليزية على نحو مثالي.

لكنّ انتماء الشخصيتَين الرئيسيتَين إلى العرق الأسود لا يحمل أهمية كبرى في هذا الفيلم لأن المسألة العرقية تغيب عن جميع جوانب القصة، حتى أنها غير مذكورة على شكل استعارة أو تلميح غير مباشر. بل تُركّز حبكة الفيلم والتفاعلات بين بطلَي القصة على مهمّة الروبوت الحقيقية والاستنتاجات التي يتوصل إليها بفضل تفكيره الآلي المستقل. حين يقوم "ليو" بتعريف "هارب" على مقاتل في "المقاومة" الإيرلندية، يشتبه الملازم بأن "ليو"، الذي اخترعه الأميركيون البارعون، قد يحمل نوايا تتعارض مع الأوامر الأميركية. سرعان ما يتبيّن أن "ليو" ينفذ أوامر سلطة عليا يعرفها جيداً محبو كتاب Star Trek: The Wrath of Khan (ستار تريك: غضب خان). سنشاهد إذاً جميع الأفكار المبتذلة التي يذكرها الكتاب، فضلاً عن عبارات مثل "أحياناً نضطر لتلطيخ أيدينا لإحداث تغيير حقيقي" أو "البشر يستطيعون تعلّم تحسين أدائهم". سنشاهد أيضاً عدّاً تنازلياً بأحرف حمراء كبيرة حين تبلغ أحداث الفيلم ذروتها. أخيراً، تُعتبر المؤثرات البصرية جيدة وطاقم الممثلين قوياً.


MISS 3