عيسى يحيى

مستشفيات بعلبك صامدة والأدوية مفقودة

23 كانون الثاني 2021

02 : 00

تجهيز سرير واحد في العناية يحتاج نحو 90 مليون ليرة

مع إرتفاع أعداد المصابين منذ مطلع رأس السنة حيث غصّت المستشفيات بهم وتوقّفت عن إستقبالهم، لا تزال منطقة بعلبك ـ الهرمل من حيث قدرة مستشفياتها أفضل من نظيراتها على مختلف الأراضي اللبنانية، فلم تشهد زحمةً على أبوابها، أو يتلقّى المرضى الإسعافات الأولية عند مداخل الطوارئ وفي السيارات بالرغم من زيادة أعداد المصابين فيها قبل شهر.

وفي حين يعقد اليوم إجتماع لمدراء المستشفيات في بعلبك ـ الهرمل مع النائب الدكتور علي المقداد للبحث في سبل تأمين متطلّبات المستشفيات من فحوصات وأدوية وغيرها، أشار مدير مستشفى دار الأمل الجامعي الدكتور علي علّام في حديث لـ"نداء الوطن" الى أن أسرّة العناية الفائقة التي تستقبل مرضى "كورونا" في بعلبك ـ الهرمل في مجمل مستشفيات المنطقة تبلغ 100 سرير، في حين يفوق عدد الأسرّة العادية الـ 300 سرير، وأن مستشفى دار الأمل الجامعي والذي كان سبّاقاً في استقبال مرضى كوفيد 19 لديه 38 سرير عناية. وأضاف، أنّ ذروة الحالات التي وصلت إليها المنطقة كانت في شهر كانون الأول، وبالرغم من ذلك كانت المستشفيات تستقبل أبناء المنطقة ومرضى من خارجها ولا تزال حتى الآن، فلا يخلو سرير عناية من مريض إلا لساعات فقط حتى يعود ويدخل مريض آخر إليه.

وأشار الى أنّ زيادة عدد الأسرّة مرتبط بالإمكانيات، فتجهيز سرير واحد في العناية الفائقة يحتاج إلى ما يفوق الـ 90 مليون ليرة، ودولار المعدّات اللازمة غير مدعوم ونحن نواجه مشكلة في ذلك، والمطلوب توزيع المساعدات التي تصل للجيش اللبناني ووزارة الصحّة بشكل عادل على المستشفيات التي ساهم إنخفاض معدّل الإصابات في المنطقة في تخفيف الضغط عنها.

بدوره، أكّد الدكتور عباس شكر، مدير مستشفى بعلبك الحكومي أنّ على المستشفيات زيادة عدد الأسرّة لديها، ومستشفى بعلبك الحكومي جاهز لزيادتها فهو يحتوي الآن على 24 سرير عناية ولديه القدرة على زيادة 14 سريراً آخر، ولكن يحتاج الدعم المالي اللازم لتأمين المعدّات والأوكسجين والأدوية وكلّها بالدولار، إضافةً إلى تأمين الطاقم الطبّي، في حين تدفع وزارة الصحّة مليون ليرة نفقة مريض قضى عشرة أيام في العناية بينما هو قد كلّف المستشفى 6 ملايين ليرة، مشيراً الى أنّ المستشفى اليوم ينقصه العديد من الفحوصات اللازمة للمواطنين والأدوية نتيجة عدم توفر الأموال من مصرف لبنان على قاعدة 85% على سعر الصرف الرسمي. وأضاف، أنّ فحوص الـ PCR لا تزال تُجرى بشكل يومي في المستشفى وزاد الإقبال عليها بعد تخفيض ثمن تكلفتها، موضحاً أن مستشفيات المنطقة لا تزال أفضل حال من غيرها من مستشفيات لبنان من حيث الضغط.

واقع المستشفيات يناقضه واقع الصيدليات وفقدان الأدوية حيث يضطرّ أبناء المنطقة لقصد أكثر من عشر صيدليات للحصول على دواء أو بديل عنه، في حيث يقسّم بعض الصيادلة علبة الدواء بين شخصين وأحياناً ثلاثة. وأشار أحد الصيادلة لـ"نداء الوطن" الى أنّ فقدان الأدوية في المنطقة مردّه إلى أسباب عدّة: أولها دعم الدواء بالدولار المدعوم من مصرف لبنان بنسبة 85% وتأمين 15% من السوق السوداء، بحيث تبلغ قيمة الـ 15% قيمة الـ 85% ما يدفع بعض الشركات إلى بيعها للخارج والحصول على الدولار وتعويض خسائرها وتحقيق الأرباح، وثانياً تحويل مصرف لبنان الأموال للشركات بكمّيات غير كافية بسبب زيادة الطلب منها والتخزين والتهريب، بحيث يلجأ بعض المواطنين إلى جمع الأدوية من الصيدليات وبيعها وتهريبها إلى خارج الحدود، وثالثاً تخزين المواطنين للأدوية في حين يشتري آخرون الدواء بالظرف، أما السبب الرابع فهو بعض ضعفاء النفوس من الصيادلة الذين يخزّنون الأدوية ويمتنعون عن بيعها وهي موجودة على رفوف صيدلياتهم معوّلين على إرتفاع الأسعار خلال فترة قريبة.


MISS 3