خسارة 255 مليون وظيفة عام 2020

لقاح "موديرنا" يتحدّى النسخ المتحوّرة!

02 : 00

الإعلانات الدعائيّة الداعية إلى الوقاية من "كورونا" منتشرة بكثافة في شوارع ومحطّات لندن (أ ف ب)

في وقت تتكاثر فيه الأنباء السيّئة عن الفيروس التاجي حول العالم، حملت شركة "موديرنا" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية في بيان "بشرى"، تُفيد بأنّ لقاحها لا يزال فعّالاً ضدّ النسختَيْن المتحوّرتَيْن البريطانية والجنوب أفريقية من الفيروس القاتل، مشيرةً إلى أنّها تعمل على تطوير جرعة إضافية لزيادة الحماية من النسخ المتحوّرة.

متحدّيةً موجة الهلع والمخاوف المتزايدة في شأن نسخ فيروسية جديدة، قدّمت "موديرنا" إذاً بعض الأخبار الجيدة من الدراسات المعملية للنسخ التي تمّ تحديدها للمرّة الأولى في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، إذ قال رئيس مجلس إدارة الشركة ستيفان بانسيل: "البيانات الجديدة مشجّعة للغاية، ما يُعزّز ثقتنا بأن يؤمّن لقاح "موديرنا" ضدّ "كوفيد 19" حماية من هذه النسخ الجديدة المتحوّرة".

وفرضت دول عدّة قلقة من انتشار نسخ جديدة من "الفيروس الصيني"، منها الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، قيوداً جديدة على دخول أراضيها وتشديداً في التدابير الصحية، أثارت تظاهرات كما الحال في هولندا، التي شهدت أعمال شغب لليلة الثانية توالياً قبل فرض حظر التجوّل.

وحضّت المفوضية الأوروبّية على تشديد سياسات مراقبة المسافرين ضمن إجراءات مكافحة الوباء. ودعت الدول الأعضاء الـ27 إلى فرض إبراز فحوص "كوفيد 19" على كلّ المسافرين المسموح لهم بدخول الاتحاد الأوروبي، إذ تُطبّق حالياً ضمن فئة الأعمال "الأساسية" فقط، مع حجر صحي عند وصولهم إذا قدموا من مناطق تنتشر فيها النسخ المتحوّرة من الفيروس الفتّاك.

كذلك، دعت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين رئيس مجلس إدارة شركة "أسترازينيكا" إلى فرض احترام جدول تسليم اللقاح الذي طوّرته الشركة، بموجب العقد مع الاتحاد الأوروبي، بعد إعلان تأخر عمليات التسليم، بحسب ما أفاد متحدّث باسمها، في حين كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع الصحي العام في البلاد بدأ يستقرّ تدريجاً، مع تراجع في عدد الإصابات اليومية وارتفاع في عدد حالات الشفاء من الفيروس.

وفي واشنطن، أعاد الرئيس الأميركي جو بايدن العمل بقيود الدخول إلى الولايات المتحدة، لا سيّما بالنسبة إلى الأجانب الذين زاروا بريطانيا وجنوب أفريقيا، فيما كان قد شدّد قواعد وضع الكمامات وأمر بالحجر الصحي للأشخاص المسافرين إلى الولايات المتحدة، التي تجاوزت رسميّاً الأحد عتبة 25 مليون إصابة وأكثر من 417 ألف وفاة.

وفي غضون ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن "كورونا" يُمكن أن تتحوّل إلى "مرض جهازي". وقال مدير برامج الطوارئ في المنظمة مايك رايان خلال مؤتمر صحافي: "هناك دائماً خطر تحوّل أي مرض إلى متوطن وجهازي. وشهدنا هذه الأمثلة في الماضي"، مضيفاً: "إذا نظرنا في تاريخ البشرية، فسنرى أنّنا تمكّنا من الانتصار على الجدري فقط. ولم ننجح حتّى الآن على سبيل المثال في التغلّب على شلل الأطفال أو الحصبة".

وبينما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أنّ وكالة الأدوية الأستراليّة أعطت الضوء الأخضر للقاح الذي تُنتجه شركة "فايزر"، والذي يُفترض أن يتمّ إعطاء الجرعات الأولى منه اعتباراً من نهاية شباط، أثار الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركية نيكولاس مادورو الإستغراب عندما تحدّث عن مضاد للفيروس التاجي قائلاً: "10 قطرات تحت اللسان كلّ 4 ساعات.. ثمّ تحصل المعجزة!".

وإذ قال مادورو خلال خطاب متلفز: "بعد أن حصلت على التصريح الصحي الرسمي للبلاد، يُمكنني تقديم دواء "كارفاتيفير" الذي يُحيّد فيروس "كورونا" بنسبة مئة في المئة"، أوضح أن هذا العلاج هو نتاج "دراسات إكلينيكية وعلمية وبيولوجية استمرّت 9 شهور"، وتضمّنت التجارب على مرضى بحالات متوسّطة وشديدة، و"أظهرت تعافيهم تماماً من الفيروس بفضل هذه القطرات".

تزامناً، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، البالغ السابعة والستين، أنّ نتيجة الاختبارات أثبتت إصابته بـ"كوفيد 19"، مشيراً إلى أنّ الأعراض خفيفة لكنّه يتلقّى علاجاً طبّياً، وأكد أنّه سيبقى متفائلاً.

وفي الشرق الأوسط، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 13 يهودياً متديّناً من "مثيري الشغب" بعدما حصلت اشتباكات عنيفة جدّاً بينهم وبين قوّات الأمن، أُصيب خلالها 3 من رجال الشرطة وتخلّلها إحراق حافلة، وذلك احتجاجاً على القيود المفروضة لاحتواء التفشّي الوبائي.

إقتصاديّاً، تسبّب الوباء الذي انطلق من ووهان الصينية بـ"أضرار بالغة" في قطاع الوظائف مع خسارة ما يُعادل 255 مليون وظيفة العام 2020، بحسب ما أعلنت منظمة العمل الدولية التي كشفت في تقريرها السابع المخصّص لآثار الوباء على عالم الأعمال، أنّه في العام الماضي "تمّت خسارة 8.8 في المئة من ساعات العمل حول العالم (مقارنةً مع الفصل الرابع العام 2019)، ما يُعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل"، أي خسارة ساعات عمل أكثر بمعدّل 4 مرّات مقارنةً مع فترة الأزمة المالية العام 2009.


MISS 3