ارتدت عارضات أزياء عباءات أنيقة وأحذية بكعوب عالية وسرنَ قرب حمام للسباحة، في عرض نادر بالعاصمة السعودية الرياض التي تشهد تغيرات اجتماعية متسارعة منذ سنوات.
وعروض الأزياء أمر غير مألوف في المملكة المحافظة، إذ اقتصرت في الماضي على الحضور النسائي فقط. ولكن في الحدث الخاص الذي أقيم في الرياض نهاية الأسبوع، عُرضت مجموعة جديدة من العباءات أمام مجموعة صغيرة من الرجال والنساء.
وسارت العارضات وهنّ سعوديات أو من أصول سعودية على الممشى وهن يرتدين مجموعة "خليكي شيك" أو "إبقي أنيقة"، ليكون هذا العرض ثمرة تعاون بين الأميرة السعودية صافية حسين غراس والمصمم البلجيكي كريستوف بوفيز.
وتأمل غراس أن يتبنّى الجيل الجديد موضة العباءة بشكل كامل.
وفرضت الشرطة الدينية في المملكة المعروفة باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العباءة على النساء من السعوديات وغيرهن ولاحقتهن في الأماكن العامة للتأكد من تقيّدهن بذلك. وأصبحت العباءة متوافرة بألوان زاهية ومطرّزة ومختلفة، وتحدت قلّة من السعوديات هذه القواعد فتجوّلن من دون عباءة في المملكة.
وتقلّصت في السنوات الأخيرة سلطة الشرطة الدينية، لكن عدم ارتداء العباءة قد يثير حفيظة متشددين في ظل عدم وجود قوانين حاسمة في هذا الشأن.
ويؤكد المصمم البلجيكي بيوفيس الذي يعمل في دار أزياء "لومار" في جدة، على أنّ التصميمات الجديدة ستجذب النساء من مختلف الثقافات والأديان اللواتي يتشاركن الرأي نفسه حول "الاحتشام والأناقة".
ومنذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد عام 2017، تحرّرت المملكة من قيود متشددة عدة، فسُمح للنساء بقيادة السيارات ودخول ملاعب كرة القدم، وأعيد فتح دور السينما، وأقيمت حفلات موسيقية عربية وغربية صاخبة خصوصاً في الرياض.
وفي نيسان 2018، شارك المصممان جان بول غوتييه وروبرتو كافالي في أول أسبوع للموضة العربية في المملكة، وهو حدث اقتصر على النساء فقط ومُنع منه الرجال.
