مايز عبيد

"ساحة النور" تألّقت بالثوار المحتجّين: التحرّك ضد المنظومة الـحاكمة مستمرّ

1 شباط 2021

02 : 00

تجمّـــــع بعنــــوان: "كـــــل لبنــــان مع طرابلــــس"

جمعت ساحة عبد الحميد كرامي (النور) أمس الثوار من مختلف المناطق اللبنانية حضروا جميعهم دعماً لمدينة طرابلس ووقوفاً إلى جانبها، ضد محاولة تشويه صورتها وصورة الثورة في عروس الثورة، عبر افتعال أعمال شغب لتشويه صورتها النضالية. فقد تقاطر الثوار بالمئات من مختلف المناطق الشمالية، كما حضر ثوار بيروت والمتن وصيدا والبقاع إلى ساحة الثورة، رافعين الأعلام اللبنانية وشعارات تدين أعمال التخريب التي حصلت والتي كانت استهدفت تشويه صورة المدينة الصابرة.

وتميز التجمع أمس بالهدوء والسلمية في مشهد أعاد إلى الأذهان الحراك الثوري وفعالياته الذي كانت تشهده هذه المدينة إبان ثورة 17 تشرين في الماضي. وتخلل التجمع العديد من الكلمات من ممثلي القوى الثورية المشاركة، التي شددت على أن "مدينة طرابلس هي مدينة صامدة في وجه الظلم والإستبداد. هذه السلطة أرادت تصوير طرابلس بأنها مدينة الإرهاب حتى يحرموها من حقوقها وحقوق أبنائها في الإنماء والعيش بكرامة وسلام. فطرابلس ورغم الإجحاف بحقها وفقرها، إلا أنها أقلقت هذه السلطة بثورتها وصوتها العالي في وجه الفساد والتهميش وسياسة التجويع".

وكان لـ"نداء الوطن" أكثر من لقاء مع عدد من الناشطين المشاركين في التحرك والجميع أكدوا أن "ما حصل أخيراً من أحداث وأعمال تخريب لا يمت إلى أهل طرابلس ولا إلى ثورتها وقواها الحية بصلة. إن ما حصل كان عملاً مدبراً من هذه السلطة من أجل القضاء على ثورة الناس الفقراء والمحتاجين في وجه قوى السلطة والأمر الواقع، الذين افتروا على طرابلس وعلى ثورتها وعلى وطنيتها وإنسانيتها". وحمل تجمع الأمس عنوان: "طرابلس عروس الثورة.. كل لبنان مع طرابلس"؛ وقد بدأ التجمع رسمياً فعالياته عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر مع وصول ثوار بيروت إلى ساحة النور، وجاؤوا متضامنين مع طرابلس عروس الثورة في لبنان.

تحية إلى عمر طيبا

وحيا المشاركون في الوقفة التضامنية مع مدينة طرابلس، روح الشاب الطرابلسي عمر طيبا، الذي سقط في الأحداث الأخيرة أمام السراي قبل أيام. ووصف المشاركون عمر بأنه "شهيد لقمة العيش والحياة الكريمة، شهيد في سبيل الحرية وشهيد جديد ينضم إلى قافلة شهداء ثورة 17 تشرين ضد السلطة المستبدة الفاسدة".

منى إحدى الصبايا المشاركات في حراك الأمس وآتية من مدينة بيروت، تحدثت إلى "نداء الوطن" فاعتبرت أن "ما نراه الآن مشهد يكبّر القلب ويعبّر بالفعل عن حقيقة مدينة طرابلس وأهلها، كما يعبّر عن ثورة الشعب اللبناني النظيفة، التي أرادت السلطة تشويهها عبر زرع عملائها ومخربيها ودسهم بين الثوار من أجل التخريب والعنف، للقضاء على الثورة وإجهاضها". أضافت: "نقول لطرابلس نحن هنا معك ولن نتركك فأنتِ مدينة تمثل كل حر وشريف ومناضل في هذا البلد، والثورة مستمرة من طرابلس إلى كل لبنان وستبقين يا مدينة العنفوان أرض الثورة".

طوق أمني

وقبيل انطلاق الحراك الذي أعلن عنه السبت الماضي عند الساعة الثالثة والنصف، كان الجيش اللبناني قد فرض طوقاً أمنياً مشدداً اعتباراً من الساعة الأولى ظهراً. فقد أقفل الجيش جميع المداخل المؤدية إلى ساحة النور بالعوارض الحديدية بشكل محكم، وعمل عناصره على التدقيق بهويات المارة والتفتيش، وذلك من أجل ضبط الأمن والحؤول دون قيام أية أعمال شغب. وبعد أن عبّر المشاركون عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب طرابلس في هذه الظروف الراهنة، تم فض الإعتصام نحو الساعة الخامسة والنصف. وتعرض تجمع الأمس لانتقادات من معارضين رفضوا "عودة ثورة الرقص والغناء والمنصة إلى ساحة النور لأنها أثبتت فشلها في السابق ولأنها هي ما تريده السلطة بالفعل". إلا أن المشاركين أصروا على يومهم هذا للتأكيد أن هذه هي صورة طرابلس الحقيقية، مدينة التلاقي ونبض الثورة، ولن تكون في يوم من الأيام، مدينة للفوضى والعبثية مهما حاولت السلطة وأزلامها شيطنتها. وعند ساعات المساء عادت حركة احتجاجية، كانت توحي صرخاتها وما دار بين ناشطيها بعدم سلمية التحرك المسائي، لكنها لم تكن بأعداد كبيرة. كما أن الجيش كان فرض اجراءات تمنع المخربين من القيام بمخططات لا تشبه طرابلس.

وتزامناً، عقدت مجموعة من القوى السياسية والمدنية في الشمال، اجتماعاً عبر منصة "زوم"، ضم "مواطنون ومواطنات في دولة"، "الحزب الشيوعي"، حزب "طليعة لبنان العربي الاشتراكي"، "المرصد الشعبي لمحاربة الفساد"، مجموعة "رؤى"، "المؤسسة الوطنية للخدمات الإجتماعية"، جمعية "لحقي"، للبحث في التطورات الأمنية التي وقعت في طرابلس.

وأصدر المجتمعون بياناً حمّلوا فيه "المنظومة الحاكمة مسؤولية الانهيار الاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي يشهده لبنان والذي انعكس على طرابلس والشمال بأبشع صوره"، داعين الى "إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومحاسبة كل من تهاون في حماية المدينة".

ولفتوا الى أن "طرابلس ليست بحاجة لخطة أمنية على غرار خطة عام 2016 التي وعدت بالأمن مقابل الإنماء، فلم تشهد طرابلس سوى المزيد من التهميش والإعتقالات بحق أبنائها".

ودعا المجتمعون الى "بناء جبهة من القوى التغييرية لتكون بديلا عن سلطة زعماء الطوائف وتؤسس لانتقال سلمي للسلطة عبر تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية مستقلة رئيسا وأعضاء عن المنظومة الحاكمة".


MISS 3