ألا تغامرين بإنتاجك مسلسلاً لبنانياً في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة؟
صُوّر "حادث قلب" قبل اندلاع الثورة وأزمة "كورونا"، لكنّ المغامرة الأولى أنني نفّذته بحسب القدرة الإنتاجية للتلفزيونات اللبنانية. لذا إن قارنت بين المسلسل والإنتاجات العربية الضخمة، تلحظ أنّ النوعية التي يقدّم بها العمل لم تختلف، وهنا نطرح أسئلة عدة: ألا يمكننا تقديم إنتاجات محليّة بأسعار معقولة ومقبولة؟ ولماذا علينا الإتّكال على ممثل واحد كي "نبيع العمل"؟ علماً أنّ كارلوس عازار هو نجم المسلسل بلا منازع ويعاونه عدد من الممثلين المبدعين. أما المغامرة الثانية فتكمن بخوض التجربة مع المخرجة رندا علم ووليد زيدان.
لماذا لم تتعاوني مع جوليان معلوف في الإخراج؟
صُوّر "حادث قلب" بالتزامن مع تنفيذ مسلسل "بالقلب" الذي أخرجه معلوف، فضلاً عن أنّ العمل يحتاج الى وجهة نظر وشعور إمرأة لتصويره وتنفيذه لذلك وقع الخيار على علم.
خبرتي في الإنتاج والإعلانات تتطلّب فرض مخرج يتدارك حيثيات الوقائع لتقديمها بأفضل الطرق. أنا لا أتعاون مع مخرج أو ممثل كي أرضي أطرافاً معيّنة، ما قد يخلق جدلاً في بعض الأحيان. لكنني أريد أن "تزبط طبختي". ومن هذا المنطلق قرأت النص بداية واستدركت أننا بحاجة لإحساس سيّدة كي يُقدّم بالطريقة الصحيحة. أرفض مقولة "يستطيع المخرج أن يقدّم الأعمال كافة"، إذ لكلٍّ منهم وجهة نظره المختلفة عن الآخر. إحساسي لا يخيب لذا أدرك كيفية اختيار ممثلين "يشرقطون" سويّاً ومخرج يدير العمل كما يجب.
كيف تتفرّدين في الإنتاج وسط زحمة إنتاجية على الساحة الدرامية؟
الإجابة عن هذا السؤال مقرونة بكم كصحافة ونقاد، لكنني أدرك جيداً أنّ "خانتي" تختلف عن "خانات" الإنتاجات الأخرى. أنا أعمل بكلّ صدق وشفافية، والرأي العام يلاحظ ذلك في الأعمال المعروضة على الشاشة. لم تكن أولويّتي يوماً مقرونة بمبلغ المال الذي أجنيه كمنتجة منفذّة. كما أنني مخضرمة في هذا المجال ومزوّدة بخبرة زوجي المخرج ميلاد أبي رعد. لست موجودة على الساحة "لأفشّخ" بل لأقدم إنتاجات ناجحة وذات وقع إيجابي.
ما السمات الرئيسة لإنجاح عمل معيّن؟
أوّلها المشاركة والتعاون فأنا أتشارك بأفكاري وآرائي مع زوجي وفريق العمل من مخرجين وكتّاب. الشراكة حجر أساس لإنجاح المشاريع. لذا لا أتفرّد بالقرارات بل نقوم بجلسات عصف ذهني لطرح الأفكار وتطويرها.
لماذا لا تشارك أعمالك في السبـــــــاق الرمضاني؟
طلبت مني شاشة الـMTV أن أعرض "حادث قلب" في سباق رمضان من العام 2019 لكنني رفضت، إذ لم نكن نملك حينها الوقت الكافي لإعادة توليف المشاهد المصوّرة بالشكل المناسب قبل بداية الشهر الكريم، ما قد يعرّض علم لإنتقادات عدة ويضع زيدان في طور النقد السلبي. أنا لا أخاطر بفريق عملي مقابل حفنة من المال، إذ أقدّم الـ"CROCHET" بصنع اليد، بينما الإنتاجات الأخرى تملك "المعامل".
لماذا الإنتاج اللبناني ضعيف؟
بسبب نقص المال "وما حدا يفتح تمّو على غير شي"، فلو توفّرت الوسائل المادية المناسبة لكنّا قدّمنا أفضل الأعمال. أنا أحيي جهود شركات الإنتاج خصوصاً في ظلّ هذه الأوضاع الصعبة التي نتخبّط بها.
هل تلقى أعمالك الصدى المطلوب؟
بالطبع، وفخورة جداً بذلك. أنا أؤمن بالأشخاص وأعطيهم الفرص ليبرعوا ويثبتوا موهبتهم، فأحاول تطوير عائلتي الإنتاجية، مثلاً سترى في "حادث قلب" جينا أبو زيد وجوي حلاق ونيكولا طوبيا يجسّدون أدواراً للمرة الأولى بكلّ حرفية وواقعية.
ما رأيك بالدراما العربية المشتركة؟
هناك أخطاء نلاحظها في المسلسلات غالباً ما تكون غير مبرّرة. إذ يبقى الخطأ ممنوعاً في ظلّ وجود إنتاج ضخم. بالمقابل، ساهم الـ PAN ARAB بتعزيز الدراما اللبنانية، ومن يقول عكس ذلك يكون حقوداً وجحوداً.
هل كانت الدراما المحلية لتنتشر في العالم العربي من دون الـPAN ARAB؟
نعم، لكننا كنا نفتقر الى رؤية إنتاجية أوسع وميزانية أكبر كي نتمكّن من منافسة الدراما التركية.
أتشاركين منتجاً عربياً لإنتاج مسلسل مشترك؟
حسب الشروط، إن كان المنتج سيجعل "صاحبته" بطلة في العمل بالطبع سأرفض (ممازحةً). تجدر الإشارة الى أنّ عملية الإنتاج ليست سهلة على المنتج أو حتى على فريق العمل. علينا أن نستفيد من أخطاء بعضنا كي نتطوّر وليس كي نهاجم إنتاجات أخرى.
لماذا هناك تغييب للممثلين اللبنانيين الذكور في الدراما المشتركة؟
غير صحيح، كارلوس عازار مثلاً شارك في "لا حكم عليه" و"دفعة بيروت"، بديع أبو شقرا ويوسف الخال كذلك. لكن قبل الحديث عن دور الممثلين اللبنانيين في الدراما المشتركة فلنسأل أنفسنا: كم هو عدد الممثلين السوريين في هذا النوع من الإنتاجات؟ فلنقل عشرة. أتحتوي سوريا على عشرة ممثلين مخضرمين فقط؟ لذا، هذه النقطة خاطئة ولا يجب تناولها في الإعلام.
هل دور الإنتاج أساسي في "نجوميّة" الممثل؟
بالطبع. على الإنتاج أن يعطي الممثل مساحته كي يبدع في أداء دوره.
ما المميّز في مسلسل "حادث قلب"؟
الأحداث سريعة، واقعية ولا تُغرق المشاهد في الرتابة فضلاً عن قصة العمل المحمّسة والمشوّقة.
حدّثينا عن مشاريعك المقبلة؟
أحضّر لمسلسل غنائي وإستعراضي من إخراج رندة علم وكتابة جورج خباز، بالتعاون مع الفنان مايك ماسي.
من مثالك الأعلى في الحياة؟
القديسة تريزا الطفل يسوع، خصوصاً أنها عانت منذ طفولتها وبقيت تحارب بفضل إيمانها حتى الرمق الأخير.
ما الذي تعلّمته من تجربة "كورونا"؟
إعتبر البعض أنّ العام الفائت هو الأصعب في ظلّ "كورونا". لكن 2019 كانت من أسوأ السنوات بالنسبة لي إذ فقدتُ فيها والدي وخسرت بعض المسلسلات التي كنت قد أنتجتها. لذا "كورونا" علّمني أن أرتاح بعد سنة متعبة، كي أعيش اللحظة وأقضي وقتاً أطول مع أحبتي.
