لوسي كامبيل

بيل غيتس: من أنا كي أحاضر في شؤون البيئة

15 شباط 2021

المصدر: The Guardian

02 : 01

اعترف بيل غيتس بأن العالم يعجّ بأغنياء يحملون أفكاراً مهمة. لكن بعدما ضخّ مؤسِّس شركة "مايكروسوفت" 100 مليار دولار لإجراء الأبحاث عن فيروس "كوفيد - 19"، جدّد هذا الملياردير تركيزه على الحالة المناخية الطارئة والحاجة المُلحّة إلى تخفيض انبعاثات الكربون إلى أن تصبح معدومة.

بحسب رأيه، لا شيء يمنعه من دعم هذه القضية حتى لو اعترف بنفسه يوماً بأنه قد لا يكون الشخص المناسب للتكلم عن هذا الموضوع.

يملك غيتس ثروة شخصية بقيمة 120 مليار دولار تقريباً، وهو يكشف في كتابه الجديد أنه أنفق أكثر من مليار دولار على مقاربات مبتكرة تهدف إلى بلوغ مرحلة حياد الكربون، أي الاستثمار في تقنيات خالية من الكربون وفي نُسَخ جديرة بالثقة ومقبولة الكلفة من الطاقة النظيفة.

يعترف غيتس بأنه قد لا يكون أفضل شخص لمحاضرة الناس حول التغير المناخي. قد تكون نسبة انبعاثات الكربون في نشاطاته اليومية مرتفعة بدرجة استثنائية، لكنّ كتابهHow To Avoid A Climate Disaster:Solutions We Have And The Breakthroughs We Need (كيفية تجنب كارثة مناخية: حلول نملكها وإنجازات نحتاج إليها) جعله أكثر إدراكاً لمسؤولياته في مجال تقليص الانبعاثات. إنه أقل ما يستطيع فعله نظراً إلى مكانته في العالم كما يقول.

يذكر غيتس في كتابه ما يلي: "أعرف أنني قد لا أكون الشخص المناسب للتكلم عن التغير المناخي. لا يفتقر العالم إلى أغنياء يحملون أفكاراً مهمة حول ما يجب أن يفعله الآخرون أو يظنون أن التكنولوجيا تستطيع حل جميع المشاكل. أنا أملك منازل كبرى وأسافر في طائرات خاصة، حتى أنني توجهتُ إلى باريس لحضور المؤتمر المناخي في طائرة خاصة، فمن أنا كي أحاضر الناس حول شؤون البيئة؟ أعترف بأنني مذنب في هذه التُهَم كلها. لا أنكر أنني رجل غني وصاحب رأي معيّن. لكني أظن أنه رأي مبني على معطيات وافية".

كذلك، يعترف غيتس بأنه يستمتع بالسفر في الطائرات الخاصة لكنه يشعر بالذنب في الوقت نفسه. قال غيتس إنه يحب البرغر ويأكل العنب على مدار السنة، لكنه أضاف أن أبرز العوائق السياسية أمام المبادرات المناخية ومساعي التخلص من الانبعاثات الضارة تتعلق بتُهَم النفاق. من وجهة نظره، يكون التركيز على التعابير الشخصية أشبه بإعادة ترتيب المقاعد على سفينة "تيتانيك"!

على صعيد آخر، يزعم غيتس أننا لن نبلغ مرحلة التخلص من الانبعاثات بالكامل عبر تخفيف قيادة الطائرات أو السيارات. بل يتطلب تخفيض الانبعاثات بشكلٍ جذري مقاربة شاملة: "نحتاج إلى عمليات خالية من الكربون لإنتاج الكهرباء، وتصنيع السلع، وزراعة الأغذية، والحفاظ على دفء المباني أو برودتها، ونقل الناس والبضائع حول العالم".

برأي غيتس، ثمة حاجة إلى إحداث تغيير جذري في طريقة إنتاج أسوأ العوامل المسيئة للمناخ، أي الفولاذ واللحوم والإسمنت. يشكّل إنتاج الفولاذ والإسمنت حوالى 10% من مجموع الانبعاثات العالمية ولحم البقر 4%.

في حدث بارز آخر، استقال رئيس شركة KPMG، الأسترالي بيل مايكل، بعدما طلب من الموظفين أن يكفوا عن التذمر خلال اجتماع افتراضي حول تداعيات فيروس كورونا، واعتبر التحيز اللاواعي مجرّد "هراء".





يرأس مايكل الشركة منذ العام 2017 وقد أدلى بهذه التعليقات خلال لقاء افتراضي يوم الإثنين الماضي مع أعضاء الفريق الاستشاري المعني بالخدمات المالية في الشركة.

عاد مايكل واعتذر عن كلامه بعدما طلب من الموظفين أن يتوقفوا عن "لعب دور الضحية" ووصف مفهوم التحيز اللاواعي "بالهراء الكامل والشامل منذ سنوات".

ثم أضاف قائلاً: "أنا أحب الشركة وأعتذر من كل قلبي إذا كانت كلماتي مسيئة لزملائي وإذا أثّرت أحداث هذا الأسبوع عليهم. من هذا المنطلق، لا يمكنني الاستمرار في منصبي. لذا قررتُ مغادرة الشركة. لقد تشرفتُ بالعمل كرئيس مجلس إدارة شركة KPMG. أنا أفتخر بجميع الموظفين لدينا والإنجازات التي حققوها، وتحديداً في هذه الأوقات الصعبة".

زادت الضغوط على مايكل خلال الأسبوع الماضي بعدما ظهرت تفاصيل إضافية عما قاله للموظفين خلال اللقاء الافتراضي الذي حضره حوالى ثلث الفريق المؤلف من 1500 شخص.

يوم الأربعاء تنحى مايكل، الذي تلقى 1.7 مليون جنيه استرليني في السنة الماضية، بعدما أطلقت شركة المحاسبة العملاقة تحقيقاً مستقلاً تحت إشراف شركة المحاماة Linklaters.

كان مايكل قد دخل إلى المستشفى بعد إصابته بفيروس "كوفيد - 19" في شهر آذار من السنة الماضية، وقد اعتذر من الموظفين الذين انتقدوا الكلمات التي اختارها. ثم اعتذر لاحقاً من جميع أعضاء فريق المستشارين عبر رسالة إلكترونية أخرى. لكن لم يكن اعتذاره كافياً لمنع جهات داخلية من تسريب تفاصيل تعليقاته، بما في ذلك فيديو نشره موقع "ميل أونلاين".

قال مايكل في ذلك الفيديو: "لا وجود لما يُسمّى التحيز اللاواعي. لا أصدق ذلك لأن شيئاً لا يتحسن بعد كل دورة تدريبية عن التحيز اللاواعي".

عبّر الموظفون عن صدمتهم بموقفه عبر التطبيق الذي استُعمِل لإدارة ذلك الحدث، وسجّلت صحيفة "ذا غارديان" لقطات من تلك التعليقات. ذكر تعليق منها: "لا وجود لما يُسمّى التحيز اللاواعي؟! هل تمزح معنا؟ نرجو منك أن تقوم بالأبحاث اللازمة قبل أن تدلي بهذا النوع من التصريحات. تَحقّق من امتيازاتك أولاً".

سرعان ما أعلنت شركة KPMG أنها بصدد إجراء انتخابات لقيادتها من أجل استبدال مايكل في الوقت المناسب.

تم استدعاء شريكتَين لاستلام منصب مايكل موقّتاً تزامناً مع إجراء تحقيق حول تعليقاته. استلمت بينا ميهدا منصب القائمة بأعمال رئاسة الشركة، وهي من الأعضاء المرموقين والمُنتَخبين في مجلس الإدارة، وأصبحت ماري أوكونور شريكة رئيسية فيه. إنها أول مرة تستلم فيها امرأة أياً من هذين المنصبَين في تاريخ الشركة القائمة منذ 150 سنة.

تقول ميهدا: "قدّم بيل مساهمات هائلة لصالح شركتنا في آخر 30 سنة، لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة بصفته رئيس مجلس الإدارة ونتمنى له الأفضل في المستقبل".

برأي جيما ماكول، الرئيسة التنفيذية لشركة البرمجيات Culture Shift التي تساعد المنظمات على مراقبة التنمر والمضايقات ومنع انتشارها، لم يكن رحيل مايكل مفاجئاً بعدما فشل في تلبية المواصفات المطلوبة من القادة.

تضيف ماكول: "على القادة أن يتوخوا الحذر ويتجاوزوا التوقعات المنتظرة منهم على مستوى إنشاء بيئات آمنة ومدعومة لجميع الموظفين. ويجب أن تصبح مبادئ المساواة والتنوع والقبول محور ممارسات المنظمات، بدءاً من مجلس الإدارة نزولاً إلى أدنى المراتب".


MISS 3