مسعود محمد

هجوم أربيل... رسالة إيرانية لتخفيف الضغوطات والعقوبات

17 شباط 2021

02 : 01

رجل يتفقّد الأضرار الناجمة عن الهجوم الصاروخي على مطار أربيل (أ ف ب)

أربعة عشر صاروخاً من عيار 107 ملم (من نوع "فجر واحد" - إيرانية الصنع)، أصابت بدقة متناهية هدفها في قلب أربيل، "وهذه أوّل مرّة تُصاب الأهداف بهذه الدقة"، بحسب ما كشف مصدر مطلع من داخل إقليم كردستان لـ"نداء الوطن". وعن أسباب إستهداف القاعدة التابعة للتحالف الدولي في هذا التوقيت بالذات، قال المصدر المطلع: "السبب الأوّل يكمن في تخفيف الضغط عن إيران في سوريا، فهي تعرّضت لمجموعة مركّزة من الضربات الإسرائيلية الموجعة، في ظلّ كلام جدّي عن إعادة تأهيل النظام السوري ورئيسه مقابل إنضمامه إلى محور السلام مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن "إيران تُريد من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لوقف العمليات ضدّها وضدّ ميليشياتها في سوريا".

وأضاف: "السبب الثاني هو رغبة إيران بتخفيف العقوبات والعودة إلى الإتفاق النووي"، معتبراً أن طهران كانت تعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن "سيقوم بكلّ شيء لإرضائها، إلّا أن الرياح جرت بعكس ما تشتهي السفن الإيرانية، فقد أُضيف بند جديد إلى طاولة المفاوضات، وهو برنامج الصواريخ الإيراني".

وفي هذا السياق، لفت المصدر إلى أن "الصواريخ الإيرانية التي استُخدمت ضدّ أربيل وقاعدة التحالف، وهي نفسها التي كانت قد استُخدمت ضدّ السفارة الأميركية في بغداد وضدّ مطار بغداد الدولي، دليل دامغ على خطورة هذه الصواريخ التي يُمكن استخدامها في كلّ الإتجاهات"، وتابع: "لذلك أعتقد أن إدارة بايدن ستكون حريصة على معالجة هذا الملف".

وبخصوص المجموعة المنفّذة للهجوم الصاروخي على أربيل، أي "سرايا أولياء الدم"، أوضح المصدر أن "ولي دم سليماني هو قاسم سليماني، والسرايا هي وجه من وجوه "الحشد الشعبي"، تختلف الأسماء إلّا أن مصدر الأوامر واحد وهو إيران".

وفي شأن خلفية هذه العملية، رأى المصدر أنّه "في ظلّ تعثر المفاوضات كان مطلوباً خلط الأوراق، وإيران تستخدم أراضي العراق وسوريا ولبنان واليمن وميليشياتها المنتشرة في تلك الدول لتمرير رسائلها، وهي لن تسمح بأي حلحلة في أي من تلك الدول قبل الوصول إلى تفاهم كامل حول ملفها... لذلك تخلق حالة من الخوف وتفرض ستاتيكو معيّناً بانتظار نتيجة المفاوضات الإيرانية - الأميركية".

وإذ أردف المصدر: "لقد دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى أن يعملا على إنهاء المخاطر التي تُشكّل تهديداً على الإقليم"، كشف أن هذه "دعوة مباشرة إلى تدويل الوضع في كردستان والعراق وطرح ملف الميليشيات المتفلتة في العراق على طاولة البحث، ما يؤدّي إلى نقاش الدور الإيراني في العراق".

كذلك، رأى المصدر أن "أولى نتائج هذه العملية كان قرار قوات التحالف برفع عدد جنودها في أربيل، وستكون هناك تطوّرات أخرى ستشهدها المنطقة في ظلّ تصعيد طهران بحثاً عن حلّ لأزماتها الإقتصادية والسياسية التي أتت نتيجة للعقوبات المفروضة عليها". وحول ما إذا كان لدى الأكراد أوراق للعبها في مواجهة طهران، اكتفى المصدر بالقول: "في إيران قوى وطنية كردية وأحزاب مسلّحة تتوق إلى فتح معركة التحرّر من نظام ولاية الفقيه".


MISS 3