جاد حداد

الجلطة الصغيرة مؤشرٌ تحذيري فلا تتجاهلها!

20 شباط 2021

02 : 00

يصاب حوالى 795 ألف شخص بجلطة دماغية للمرة الأولى سنوياً، وتسبق النوبة مؤشرات تحذيرية في حالات كثيرة. ثمة قواسم مشتركة بين النوبة الإقفارية العابرة (أو الجلطة الصغيرة) وأعراض الجلطة الدماغية النموذجية. لكن تكون النوبة الإقفارية في معظم الأوقات خفيفة وقصيرة، لذا يسهل أن يغفل عنها الناس أو يتجاهلوها. توضح الدكتورة إريكا كامارغو فاي، طبيبة أعصاب متخصصة بالجلطات الدماغية في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "تكون النوبة الإقفارية العابرة بمثابة جرس إنذار صاخب يطلقه الجسم كي يعرف الفرد أنه معرّض لجلطة دماغية كاملة ويجب أن يتنبه الناس إلى هذا التحذير".

أنواع مختلفة من الانسداد

تقع النوبة الإقفارية العابرة عندما لا تصل كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين إلى جزء من الدماغ. غالباً ما يتعلق السبب الكامن بتراكم الصفائح الدهنية داخل شرايين العنق، مثل الشريان السباتي، أو الدماغ بحد ذاته. تؤدي تلك الصفائح إلى تضييق الشرايين فتنشأ جلطة دموية فوقها، ما يُصعّب تدفق الدم عبرها.

يرتبط سبب آخر بتمزق جلطة دموية في القلب أو الشريان السباتي ثم وصولها إلى الدماغ وإعاقة وعاء دموي هناك موقتاً. كذلك، قد يؤدي تراجع الضغط إلى إبطاء تدفق الدم نحو جزء ضيق من الشريان.

تكون مؤشرات النوبة الإقفارية العابرة مشابهة للجلطة الدماغية العادية وقد تشمل أحد الأعراض التالية أو أكثر:

• خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، على طرف واحد من الجسم.

• ارتباك، مشاكل في النطق أو فهم الكلام، تلعثم في الكلام.

• مشاكل في النظر، مثل الرؤية المزدوجة، أو فقدان البصر على جهة واحدة من مجال الرؤية.

• صعوبة في المشي، دوار، فقدان التوازن أو القدرة على تنسيق الحركات. تدوم النوبة الإقفارية العابرة في الحالات العادية بين 30 ثانية و10 أو 20 دقيقة، مع أنها قد تمتد أحياناً على ساعة أو أكثر. تضيف فاي: "قد تنشأ النوبة الإقفارية العابرة أيضاً أثناء النوم من دون أن نعرف بحصولها. وتتكرر هذه النوبة بشكل عام من دون أن تتبع نمطاً واضحاً. قد تظهر الأعراض نفسها أو تنشأ أعراض جديدة. وفي حالات أقل شيوعاً، تزيد النوبات سوءاً مع مرور الوقت".

قد يصعب رصد هذه النوبات لأن الناس ينسبون أعراض التعثر المفاجئ أثناء المشي أو صعوبة النطق أو الدوار إلى مسار الشيخوخة الطبيعية. وبما أن النوبة الإقفارية العابرة لا تدوم طويلاً ولا تعطي أثراً فورياً ودائماً، يسهل على الناس أن يتجاهلوها.

اكتشف أعراض الجلطة بسرعة!

حددت "الجمعية الأميركية للجلطات الدماغية" أربع خطوات أساسية لمساعدة الناس على رصد أعراض الجلطة لديهم ولدى الآخرين: تدلّي الوجه، ضعف الذراع، صعوبة في التكلم، الحاجة إلى الاتصال برقم الطوارئ. لكن يقترح بعض علماء الأعصاب التنبه أيضاً إلى وضع التوازن (أي خسارة التوازن أو القدرة على تنسيق الحركات فجأةً)، والعيون (تشوش الرؤية أو فقدان البصر في عين واحدة أو العينَين معاً) لرصد جلطات محتملة إضافية. يترافق ثلثا الجلطات الدماغية الكبرى مع واحد من هذه الأعراض.

تعرّف على المخاطرلا تشير النوبة الإقفارية العابرة إلى إصابتك بجلطة دماغية مؤكدة مستقبلاً، بل إنها تخبرك بأنك أكثر عرضة للخطر. وفق "جمعية القلب الأميركية"، يتعرض بين 9 و17% من المصابين بنوبة إقفارية لجلطة دماغية خلال 90 يوماً.

إذا لاحظتَ أي أعراض مشبوهة، حتى لو اقتصرت على بضع ثوانٍ، يجب أن تتصرف وكأنك تتعرض لجلطة دماغية كبرى وتتلقى الرعاية الطبية فوراً. ويجب أن تطبّق هذه المقاربة أيضاً حتى لو كنت مصاباً بحالات تشبه أعراضها النوبة الإقفارية العابرة، مثل الدوار بسبب تراجع ضغط الدم. من الأفضل دوماً أن تتوخى الحذر وتناقش الأعراض مع طبيبك على الأقل.

بين عوامل الخطر والحلول

تتعدد عوامل الخطر المشتركة بين النوبة الإقفارية العابرة والجلطة الدماغية العادية، منها التدخين، وارتفاع ضغط الدم، والإدمان على الكحول، ومرض السكري، وارتفاع مستوى الكولسترول، واكتساب وزن مفرط.

كذلك، يرتبط الرجفان الأذيني بالنوبة الإقفارية العابرة، وهو يشير إلى ارتعاش القلب أو عدم انتظام ضرباته. قد يؤدي اختلال حركة الأذينَين (الحجرتان العلويتان في القلب) إلى نشوء جلطة دموية قد تصل إلى الدماغ وتُسبب نوبة إقفارية عابرة. وفق بعض الأبحاث، قد يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واحتمال التعرض للنوبات الإقفارية العابرة والجلطات الدماغية لدى الرجال، إذا تلقوا كميات مفرطة من العلاج ببدائل التستوستيرون.

لذا من الضروري أن يخضع الرجل لفحص طبي روتيني لرصد هذه المشاكل واختيار الحمية المناسبة وتعديل أسلوب حياته عند الحاجة.


MISS 3