جاد حداد

هل يوقف الفيتامين C نزيف اللثة؟

25 شباط 2021

02 : 00

تذكر دراسة جديدة أن تراجع مستويات الفيتامين C في مجرى الدم قد يكون سبباً كامناً لنزيف اللثة. يقول الباحثون إن فرك الأسنان أو تنظيفها بالخيط قد لا يكون كافياً لمعالجة هذه المشكلة الصحية.

غالباً ما يشير نزيف اللثة إلى مشاكل صحية كامنة في الفم، مثل التهاب اللثة أو أمراض دواعم الأسنان أو اضطراب التهابي يصيب نسيج اللثة والأسنان.

في المراحل الأولى من الالتهاب، قد تتورم اللثة وتنزف. وإذا لم تُعالَج المشكلة بالشكل المناسب، قد تتفاقم هذه الأعراض وتفصل اللثة عن الأسنان، ما يؤدي إلى خسارة الأسنان والعظام.

تتعدد العلاجات التقليدية لنزيف اللثة، منها فرك الأسنان وتنظيفها بالخيط في مناسبات إضافية يومياً ومعالجة المشاكل الكامنة التي تنعكس على نشوء التهاب اللثة.

ترتبط اضطرابات عدة بزيادة مخاطر التهاب اللثة، بما في ذلك مرض السكري ونقص المناعة. كذلك، تؤدي الخيارات المرتبطة بأسلوب الحياة، مثل التدخين، دوراً مؤثراً في هذا المجال.

لكن رغم أهمية فرك الأسنان وتنظيفها بالخيط للحفاظ على صحة الفم، يذكر البحث الجديد أن نقص الفيتامين C المعروف أيضاً باسم حمض الأسكوربيك قد يكون جزءاً من الأسباب الكامنة لنزيف اللثة.

نشر باحثون من جامعة واشنطن نتائجهم حديثاً في مجلة "مراجعات التغذية".

تأثير الفيتامين C على صحة الفم

راجع المشرفون على الدراسة الجديدة 15 تجربة عيادية جرت في ست دول وشملت 1140 مشاركاً بصحة جيدة عموماً.

حلل الباحثون أيضاً بيانات 8210 أشخاص شاركوا في "استطلاع الصحة الوطنية وفحص التغذية" في الولايات المتحدة، علماً أن المشاركين أصيبوا بدرجة من النزيف المرتبط بالعين أو النزيف العادي.

رصد الباحثون زيادة في مخاطر نزيف اللثة بسبب أبسط احتكاك بها وارتفع احتمال حصول نزيف في شبكية العين تزامناً مع تراجع مستويات الفيتامين C في مجرى الدم.

وفي المجموعة التي سجلت مستويات متدنية من الفيتامين C في بلازما الدم، كان لافتاً أيضاً أن تسهم زيادة استهلاك هذا الفيتامين في منع نزيف اللثة وكبح مشاكل النزيف المرتبطة بالعين.

يقول المشرف الرئيس على الدراسة، فيليب هوجويل، أستاذ مساعِد في علوم صحة الفم في كلية طب الأسنان التابعة لجامعة واشنطن: "نعتبر نتائج الدراسة مهمة لأن احتمال التعرّض لنزيف في اللثة أو شبكية العين قد يشير إلى مشكلة كامنة في جهاز الأوعية الدموية الدقيقة".

يشمل هذا الجهاز أوعية دموية رفيعة في أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب والكلى. تكشف النتائج الأخيرة أن كبح مشاكل النزيف في أنحاء الجسم ممكن عبر تقييم مستوى الفيتامين C في بلازما الدم ومعالجة أي نقص فيه.

لكن يشدد هوجويل على أن الدراسة لم ترصد رابطاً مباشراً بين زيادة مستويات الفيتامين C وتجنب الجلطات الدماغية أو مشاكل أخرى في الأوعية الدموية الدقيقة.

بل تكشف نتائج الدراسة بكل بساطة أن التوصيات الراهنة بشأن كمية الفيتامين C اليومية تهدف إلى الوقاية من مرض الأسقربوط وتبدو مناسبة أيضاً لتجنب نزيف اللثة ومشاكل وعائية أخرى.

قد تكون معالجة نزيف اللثة عبر تكثيف فرك الأسنان وتنظيفها بالخيط عادة إيجابية، لكن تشير هذه البيانات إلى احتمال ألا تكون هذه الخطوة كافية لمعالجة المشكلة الأصلية.

يوضح هوجويل: "حين تلاحظ أن لثتك تنزف، يجب ألا تسارع إلى تنظيف أسنانك بوتيرة متزايدة. بل حاول أن تكتشف أولاً سبب نزيف اللثة، وقد يكون نقص الفيتامين C سبباً محتملاً للمشكلة".

تطرقت أبحاث سابقة أيضاً إلى الرابط المحتمل بين الفيتامين C ونزيف اللثة. وفق دراسة كورية نشرها موقع "بلوس ون"، تبيّن أن مجموعة المشاركين التي تتلقى كميات غير مناسبة من الفيتامين C كانت أكثر عرضة بمعدل 1.16 مرة لأمراض دواعم الأسنان (نوع من أمراض اللثة) مقارنةً بمن يستهلكون كميات مناسبة من الفيتامين.

التوصيات الراهنة شائبة؟

وفق "المعاهد الوطنية للصحة"، تبلغ الكمية اليومية الموصى بها من الفيتامين C 90 ملغ للرجال و75 ملغ للنساء. يقترح هوجويل على من لا يستهلكون كمية كافية من هذا الفيتامين عبر الحمية الغذائية أن يفكروا بأخذ مكملات تترواح فيها كمية الفيتامين بين 100 و200 ملغ يومياً.

تكون المكملات مهمة لمن يطبقون حمية "باليو" أو حميات تَقِلّ فيها الكربوهيدرات لأن الأغذية المستهلكة في هذه الحالة قد لا تحتوي على كمية كافية من هذا الفيتامين الأساسي.

في النهاية، يستنتج هوجويل: "في مرحلة معينة من الماضي، كان نزيف اللثة يُعتبر بشكل عام مؤشراً محتملاً على نقص الفيتامين C. لكن مع مرور الوقت، تجاهل الكثيرون هذه الفكرة أو أغفلوا عنها بسبب تركيزهم المفرط على استهداف أعراض النزيف عبر فرك الأسنان أو تنظيفها بالخيط بدل معالجة السبب الأصلي للمشكلة".