مسعود محمد

بلوشستان... تعاون إيراني - باكستاني "لفك الحصار"

27 شباط 2021

02 : 01

الحدود الشرقية لإيران كانت عرضة لأحداث عدّة في الآونة الأخيرة (أرشيف - أ ف ب)

محافظة سيستان (بالفارسية: استان سيستان بلوچستان)، إحدى محافظات إيران الإحدى والثلاثين. تقع في جنوب شرقي إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان. عاصمتها مدينة زاهدان. تحوّلت إلى الخبر الرئيسي على وسائل التواصل الإجتماعي التابعة لجهات إيرانية معارضة، وتوالت الأخبار عن مجازر يُنفّذها النظام الإيراني بحق من قال عنهم بأنّهم "مهرّبون"، بحيث فتح "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" النار على مجموعة منهم بدم بارد، وانتشرت فيديوات تُظهر إنتشار قنّاصة "الحرس" في تلك المنطقة لتتصيّد المحتجّين على قمع السلطات بصدور عارية.

ما التطوّر الذي أدّى إلى قرار بمنع التهريب الذي عمره من عمر سيطرة النظام الإيراني على تلك المنطقة منذ قسّمها الإستعمار البريطاني وسلّمها لشاه إيران، واستمرّ خلال أكثر من 40 عاماً من عمر نظام الملالي؟ ولماذا تطوّرت الأمور وفجأة قرّر النظام الإيراني السيطرة على تلك المنطقة الحدودية التي تقع على الحدود الإيرانية - الباكستانية - الأفغانستانية بالقمع والمواجهة العسكرية؟

تواصلت "نداء الوطن" مع عضو اللجنة المركزية لحزب "الشعب البلوشي" حميد بندوي الذي قال: "عليكم أن تعلموا أن منطقتنا محتلّة من قبل إيران وباكستان، والنظامَيْن يتعاملان مع شعبنا ومنطقتينا على طرفَيْ الحدود كمستعمرات، محرومة من أي تطوّر إقتصادي أو تنمية".

وأضاف بندوي: "في إيران، هناك سبب مهمّ لحرمان مناطقنا، فالبلوش يُشكّلون حسب الإحصاءات غير الرسمية نحو 4 ملايين مسلم سني"، موضحاً أنّه "نحن بلوش ولسنا فرساً، لذلك القمع بحقّنا مزدوج بسبب الدين والعرق، وكما تعلم ممنوع في إيران على من لا ينتمي إلى المذهب الشيعي، وبالتحديد "ولاية الفقيه"، الوصول إلى أي منصب رسمي".

وتابع عضو اللجنة المركزية لحزب "الشعب البلوشي": "وبالتالي نُعاني من الحرمان والبطالة والقهر، لذلك كان الناس يلجأون إلى التهريب لتدبير شؤون معيشتهم، وكان النظام يسمح بذلك بحدود ضيّقة مقابل نسبة لعناصر "فيلق القدس" المسيطرين على تلك المنطقة، وهي نسبة عالية، بحيث لا يتخطّى دخل المهرّب 5 دولارات يومياً، يشتري بها الطحين والمأكولات والمشروبات ويُعين بها عائلته"، لافتاً إلى أن "أعلى نسب الفقر وأقلّ نسب التعليم هي في مناطقنا".

وحول التغيير الذي طرأ على المعادلة، كشف بندوي أن "الحصار الإقتصادي وضع النظام الإيراني بحالة من الضيق، و"الحرس الثوري" و"فيلق القدس" بالتحديد، يُموّل نفسه بنفسه، منذ وصول الخميني إلى إيران بقرار وتسهيل منه، واستمرّ الأمر في عهد خامنئي، الذي أصبح شريك "الحرس" عبر ابنه مجتبى، لذلك قرّر "فيلق القدس" تولّي عبر فصائله فكّ الحصار المادي بالتنسيق مع باكستان، والسيطرة على تهريب الديزل، ليُشكّل دخلاً إضافياً ليستخدمه في عمليّاته داخل إيران وخارجها، وقرّر كذلك السيطرة على خطوط تهريب الأفيون مع أفغانستان".

وبخصوص دور "فيلق القدس" في المنطقة، أوضح أن "بلوشستان موضوعة تحت الحكم العسكري لـ"فيلق القدس" وكان يتولّى قراراتها قاسم سليماني، وتمّ تقسيمها إلى 4 مناطق، محافظة بلوشستان الغربية، وضمّ 3 مناطق بلوشية إلى خراسان وكرمان وبندرعباس، كما تمّ وضع الميناء الوحيد في المنطقة تحت سلطة الهند في إطار مشروع ربط ميناءَيْ "كوادر" في الجانب الباكستاني وميناء "تشابهار"، وكانت مشاركة الهند في تطوير تشابهار بمثابة خطوة أساسية لتطوير الميناء، الذي يقع على ساحل مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية بالقرب من الحدود الباكستانية، في إطار تطوير شراكة إيرانية - صينية - باكستانية، وإرضاء الهند التي خافت بأن يتمّ حصارها في حال لم تكن شريكة في المشروع البحري الذي يُعتبر جزءاً من "طريق الحرير" الصيني الجديد". وأردف في السياق ذاته: "لذلك هناك شراكة إيرانية - باكستانية تفتح الباب أمام تعاونهما في كثير من الملفات، منها ملف "داعش"، الذي يتشاركا في إطلاقه في المنطقة إلى جانب تركيا. وأصل الدعم الإيراني - الباكستاني كان للقاعدة وطالبان"، ساخراً من أن "النظام الإيراني يتّهم البلوش بالإرهاب وهم يصنعون الإرهاب وينشرونه حول العالم". وفي الختام، دعا بندوي القوى الكردستانية والأهوازية الإيرانية إلى توحيد الصفوف لإطلاق مقاومة موحّدة في وجه النظام الإيراني تحت شعار "الديموقراطية لإيران، وحق الشعوب غير الفارسية بتقرير المصير".