السلطة الفلسطينية: زيارة إستفزازية بدوافع سياسية

نتنياهو في الخليل... و"الليكود" يدعو إلى ضمّها

01 : 37

نتنياهو وعقيلته سارة خارج الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمس

في خطوة استفزت الفلسطينيّين، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة لمدينة الخليل في الضفة الغربيّة أمس، لحضور مراسم ذكرى مقتل يهود هناك العام 1929. وتعهّد نتنياهو أثناء هذه الزيارة التي تُعتبر الأولى من نوعها، بأنّ المدينة "لن تكون خالية من اليهود"، مؤكّداً أنّهم سيبقون فيها "إلى الأبد".

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: "حقّقنا العدالة التاريخيّة وعدنا إلى مدينة الأولياء"، منوّهاً بسعي حكومته إلى "نيل الحقوق على الممتلكات التاريخيّة اليهوديّة في المدينة". وأردف: "فخور بأنّ حكومتي كانت أوّل من وضعت برنامج الحيّ اليهودي في المدينة، وصادقت قبل عام على مخطّط لبناء عشرات الوحدات السكنيّة الجديدة ليهود حبرون (التسمية الإسرائيليّة لمدينة الخليل)، حيث تمّ الدخول إلى بيت المخبيلا الأسبوع الماضي"، مدّعياً أن إقامة الحي "لم تأتِ بظلم لأحد".

ودخل نتنياهو الحرم الإبراهيمي في الخليل في ظلّ إجراءات عسكريّة وأمنيّة مشدّدة، فرضتها القوّات الإسرائيليّة في البلدة القديمة في المدينة لتأمين الزيارة. ورافق نتنياهو قادة المستوطنين وأعضاء في الكنيست، فيما صدحت التكبيرات في أرجاء مدينة الخليل القديمة عبر مكبّرات الصوت والمساجد، تنديداً بهذا "الاقتحام"، كما وصفه الفلسطينيّون. وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من بين الذين حضروا المراسم، ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى أن يتعلّموا التعايش. وقال: "الخليل ليست حاجزاً أمام السلام". وبعد خطابه، زار ريفلين موقع الحرم الإبراهيمي أيضاً، حيث صلّى، بحسب مكتبه.

بينما دعا رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتاين، إلى ضمّ مدينة الخليل إلى إسرائيل. وتعهّد رئيس الكنيست، وهو عضو في حزب "الليكود" الذي يتزعّمه نتنياهو، خلال كلمة ألقاها في مناسبة الذكرى الـ 90 لمقتل 67 يهودياً من سكّان المدينة، بتحويل الخليل إلى "مدينة إسرائيليّة بالكامل"، قائلاً: "الوقت حان لأن تزداد المستوطنة اليهوديّة في حبرون إلى آلاف المقيمين". وانضمّت وزيرة الثقافة الإسرائيليّة ميري ريغيف إلى هذه الدعوة، وشكرت رئيس الكنيست عليها، مذكّرةً بوعد نتنياهو بفرض السيادة الإسرائيليّة على مستوطنات الضفة الغربيّة كافة. ويستوطن في الخليل حالياً نحو 800 يهودي وسط حراسة مشدّدة من الجيش الإسرائيلي، مقابل 220 ألف فلسطيني، ومنعت حكومة إسرائيل في وقت سابق من العام الجاري، تمديد تفويض بعثة حفظ السلام الأمميّة في المدينة. وتُعتبر المستوطنات الإسرائيليّة غير قانونيّة بموجب القانون الدولي، وعقبة كبرى أمام السلام، لأنّها مبنيّة على أراض يعتبرها الفلسطينيّون جزءاً من دولتهم المنشودة.

وفي ردود الفعل، دانت السلطة الفلسطينيّة الزيارة ووصفتها بأنّها "استفزازيّة وذات دوافع سياسيّة". ورأت وزارة الخارجيّة الفلسطينيّة في بيان أن "هذه الزيارة استعماريّة وعنصريّة بامتياز، يقوم بها نتنياهو في أوج معركته الانتخابيّة، في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرّف". كما ندّدت الرئاسة الفلسطينيّة بزيارة نتنياهو إلى مدينة الخليل، واصفةً الأمر بـ"الاقتحام الذي يُشكّل تصعيداً خطِراً يستفزّ مشاعر المسلمين". ورفع شبّان من مجموعة "شباب ضدّ الاستيطان"، علماً فلسطينياً كبيراً في المنطقة. وألقى شبّان فلسطينيّون حجارة ومفرقعات في اتجاه الجنود الذين ردّوا برصاص مطاطي، وفق شهود عيان.


MISS 3