جورج الهاني

بين النقد البنّاء والأصوات النشاز

8 آذار 2021

02 : 00

يبدو أنّ الطرفَ الذي سقط بصورة مدوّية في إنتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية الأخيرة يلعبُ آخر أوراقه اليائسة، في محاولة لدقّ إسفين مُبكر بين أعضاء اللجنة التنفيذية الجدد ووضع العصيّ في دواليب إنطلاقتهم بالشكل السليم والفعّال للنهوض بالقطاع الرياضيّ المترهّل، وضخّ جرعات الأوكسيجين في عروقه اليابسة.

كذلك يبدو أنّ أكثر ما أغضبَ الطرف الخاسر وأفقده أعصابه هو مبادرة رؤساء الإتحادات الرياضية الذين كان يتوهّمُ أنهم محسوبون عليه ويأتمرون بأوامره محقاً كان أم مخطئاً، الى فتح قنوات إتصال غير علنية مع رئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية مُبدين إستعدادهم للتعاون الصادق والبنّاء معهم لما فيه خير الرياضة اللبنانية ومصلحة إتحاداتهم وألعابهم وأبطالهم، وقد لقوا من اللجنة التنفيذية تجاوباً كاملاً ووعداً مُكرراً بطيّ صفحة الإنتخابات نهائياً وشبك السواعد وتوحيد الصفوف لأنّ ورشة العمل الرياضية المُنتظرة هائلة، وهي تحتاج الى جهود وطاقات الجميع من دون إستثناء لبلوغ الأهداف المنشودة. لا بدّ من التأكيد في هذا السياق بأنّ النقد البنّاء مطلوبٌ بإلحاح من الرأي العام، رياضيين وإداريين وإعلاميين، وذلك كلّما دعت الحاجة الى تصويب البوصلة ومنع إنحراف اللجنة الأولمبية عن مسارها خلال ولايتها الممتدّة على أربع سنوات، لكنّ أبواق الفتنة والأصوات النشاز التي بدأت تعلو منذ الآن من غير وجه حقّ لا هدفَ لها كما باتَ واضحاً إلا تشويه صورة اللجنة التي إستلمت مهامها منذ أسبوع فقط ومحاولة خنق مسيرتها في مهدها.

إنّ تعويض أيّة خسارة، خصوصاً إذا كانت قاسية، لا يتمّ من خلال إطلاق النار عمداً على رؤوس الفائزين لمنعهم من تحقيق النجاح المُرتقب في مهامهم وتطبيق برنامج عملهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل أن يُعيد الخاسرون حساباتهم جيداً ومليّاً ويتعلّموا من أخطائهم الفادحة التي أضرّت بالخصوم والحلفاء على السواء، ويتعاملوا بصدقٍ وبشرف مع الذين إعتلوا سدّة المسؤولية الأولمبية بطريقة ديموقراطية وشفّافة، لعلّ بذلك يتسنّى لهم فرصة دفن منطق الحقد والإنتقام الذي يتعاملون به مع من يخالفهم الرأي والموقف، والذي لن يودي بهم في حال إصرارهم على السير به إلا إلى مزيد من التقهقر والخيبة والإنتحار.


MISS 3