البطالة عامل خطر على الحياة الزوجية!

02 : 00

تفرض البطالة المتنامية خلال جائحة كوفيد - 19 ضغطاً على الأزواج، إذ تظهر البيانات تسبّبها بـ"ازدياد ملحوظ" في خطر الانفصال، بحسب نتائج دراسة حديثة أجراها المعهد الوطني للدراسات السكانية الذي يجمع البيانات من فنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا.

وتزيد البطالة هذا الخطر بنسبة 50% لدى الرجال و40% لدى النساء في فرنسا مثلاً.

وأكدت إستيل (اسم مستعار) البالغة 36 عاماً أنها وزوجها "لم يواجها مشاكل أبداً" وتعزو انفصالهما بشكل مباشر إلى فقدان وظيفة شريكها في نهاية نيسان 2020 "بسبب الأزمة الصحية".

وقالت الشابة وهي عاطلة عن العمل لأسباب صحية: "شعر زوجي بالمسؤولية إذ لم نعد قادرين على تغطية نفقاتنا". وأضافت: "طلب مني ومن ابنه المغادرة، إذ لم يعد بإمكانه النظر في وجهينا".

ويربط تييري، وهو في الخمسينات من العمر، أيضاً "بشكل واضح" بين وضعه المهني وانفصاله عن شريكته، بعدما وجد نفسه يعمل من بعد بوجود زوجته وأولادهما.

وقال هذا المسؤول في الموارد البشرية في سويسرا إن "الوجود تحت سقف واحد طوال الوقت" كشف "اختلالات عدة". وهو فقد وظيفته في حزيران الفائت ما جعل زوجته تشعر "بعدم الأمان". وقرر الزوج الانفصال في آب الماضي.

وأظهرت البيانات أن البطالة تزعزع استقرار الأزواج أكثر عندما تطال الرجال. لكن الخبيرة الاقتصادية راشيل سيلفيرا لاحظت أن هذا الأمر يصح أكثر في بلدان مثل ألمانيا وبلجيكا "حيث لا يزال النموذج العائلي كلاسيكياً بمعنى أن الرجل هو غالباً المصدر الرئيس لدخل العائلة"، أما في فرنسا فالوضع مختلف.

وفي مواجهة هذا الوضع، يصاب البعض بالصدمة. وقال غيوم (55 عاماً) وهو عاطل عن العمل منذ فترة طويلة: "أنا محظوظ بشكل لا يصدق، لدي زوجة مثالية. نتحمل كل هذا برباطة جأش". لكنه أضاف "الوضع يجعل الحياة غير مريحة على المستوى المادي، ولا يمكنني القول إن ذلك لا يؤثر على الرغبة الجنسية مثلاً".

تعمل ألكسندرا (اسم مستعار) البالغة 44 عاماً من المنزل وتعيش مع مالك مطعم باريسي مغلق منذ نهاية تشرين الأول. ورغم الوضع المالي المضطرب، تؤكد أنه "في الواقع، لا يوجد أي توتر لأنه يشغل نفسه: فهو يخضع لدورات تدريبية ويصنع مشروب الرّم...". هذا هو "المفتاح"، كما قالت "والأهم من ذلك، أنه يساعدني في الأعمال المنزلية".

وهذا الرابط بين الأسرة والبطالة ليس موثقاً بشكل كاف لأنه يتعذر "وضع مقاربة عالمية شاملة لمفهوم الأسرة" كما قال عالم الاجتماع جاك كوماي.

وأضاف أن "المفهوم الاجتماعي الطاغي للأسرة هو السعادة والتضامن بين أفرادها، وتمتع هذه الخلية الاجتماعية بنوع من الاستقلال الذاتي في مقابل الاختلالات التي يعانيها المجتمع ككل".


MISS 3