محمد دهشة

مفوض عام "الأونروا" يزور لبنان: استياء سياسي فلسطيني وتحرّكات احتجاجية شعبية

27 آذار 2021

02 : 00

تعبير عن الجوع والفقر

كشفت مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" أنّ المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، سيبدأ زيارة الى لبنان خلال الساعات المقبلة، وهي الثانية له بعد زيارته الرسمية الاولى الى لبنان في 14 أيلول 2020، عقب تولّيه منصبه في 18 آذار من العام ذاته.

وتواجه مهمّة لازاريني هذه المرّة صعوبات بالغة سياسية وشعبية، مع تفاقم معاناة أبناء المخيمات الفلسطينية، على ضوء تفشّي جائحة "كورونا" وتقصير ادارة "الأونروا" في مواجهتها من جهة، ومع استفحال الازمة الاقتصادية اللبنانية والضائقة الاجتماعية التي ضاعفت الفقر والجوع المدقع والبطالة، ما ينذر بإنفجار إجتماعي قريب.

ويرى مراقبون فلسطينيون أنّ صعوبة المهمّة لا تقف عند هذا الحدّ، بل تتعدّاه الى مدى قدرته على استيعاب التحرّكات الاحتجاجية الفلسطينية السياسية والشعبية، عبر ما يمكن أن يقطعه من وعود لزيادة التقديمات، وهو أمر مستبعد حالياً، مع العجز المالي في موازنة "الأونروا" وبدء تقليص خدماتها تدريجياً، ما يفتح الباب على مصراعيه امام المقاطعة امتداداً لقرار "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في منطقة صيدا، بعدم عقد أي لقاء مع المدير العام للوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني اذا لم يقدّم أي حلول جدية وملموسة تخفّف معاناة الشعب الفلسطيني ولا سيّما منها اعلان حال الطوارئ الصحّية، فضلاً عن تقديم مساعدات اغاثية ومالية دورية تساعد اللاجئين في التصدّي لجائحة "كورونا" والغلاء وارتفاع الاسعار.

غير أنّ مسؤولاً فلسطينياً بارزاً ابلغ "نداء الوطن" أنّ القوى السياسية الفلسطينية في لبنان لم تدرس خيار مقاطعة زيارة لازاريني أو رفض عقد أي لقاء معه، سيما وأنّ جدول اعماله سيتضمّن برتوكولياً عقد لقاء مع قوى فلسطينية، سواء كانت سياسية أو شعبية أو مدنية، وزيارة الى احد المخيمات، في وقت عقدت فيه "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في منطقة صيدا اجتماعاً استثنائياً في مركز "النور" في مخيم عين الحلوة، وناقشت الزيارة والاستعداد لها وكيفية التعامل معها، وخلصت الى الاتفاق على إعداد مذكرة بالمطالب كافة بهدف تسليمه اياها في حال قرّر زيارة مخيم عين الحلوة أو لم يزره.

بالتزامن، لوحظ تصعيد التحركات الشعبية الاحتجاجية، فبعد إقفال مكتب "الأونروا" الرئيسي في صيدا على مدى اسبوعين، نظّم أبناء مخيم عين الحلوة اعتصاماً سلمياً أمام خيمة الاعتصام التي أقيمت امام مقرّ شؤون "الأونروا" في الشارع الفوقاني، تنديداً بموقف الوكالة وصمتها ولامبالاتها تجاه الشعب الفلسطيني الفقير والمظلوم.

ورفع المشاركون أرغفة خبز كتعبير عن الجوع والفقر الى جانب عبارة "حقّي أن أعيش بكرامة"، "حقّ بالتربية والاستشفاء والاغاثة"، ولافتات تندّد بتقصير "الأونروا" ومنها "الفساد الاداري ساهم في انهيار وتقصير الخدمات لشعبنا"، "نطالب الأونروا بمطالبة الامم المتّحدة بإحقاق حقّنا بالعودة"، "بدنا حقنا بالعودة"، شعبنا الفلسطيني في لبنان يعيش مأساة لا تطاق"، "لماذا كلّ هذا الظلم والقهر والحرمان"، "نطالب بدمج برنامجي العسر الشديد والامان الاجتماعي نظراً للظروف المعيشية المتردّية"، وصرخة لاجئ "من المسؤول عنا ومن يحمينا من هذا الظلم الذي نتعرّض له".

وحمّل الناشط الشبابي ابراهيم ميعاري "ابو الحن" الأونروا مسؤولية التقصير، محذّراً من انفجار اجتماعي قريب نظراً الى حجم المعاناة التي لا تطاق، بينما دعا محمود مهنا باسم فاقدي الأوراق الثبوتية "الأونروا" والقوى اللبنانية والفلسطينية الى الإعتراف بشخصية فاقدي الأوراق القانونية الذين هم من نسيج الشعب الفلسطيني. وطالب محيي الدين سلامة باسم "لجنة المهجرين الفلسطينيين من سوريا" الأونروا وكل القوى بتحمّل مسؤولياتها، وقال الناشط موسى الآغا باسم "ابناء المخيم" إنّ المؤامرات وسياسة التجويع وتقليص الخدمات التي تقوم بها "الأونروا" منذ عدّة سنوات لن يكتب لها النجاح وستسقط تحت أقدام اصغر طفل فلسطيني، كما سقطت صفقة القرن والمشاريع التصفوية الأخرى".

وحدها الفلسطينية مريم مزين سارعت الى المشاركة في الاعتصام وهي تحمل على رأسها "صينية" وما تيسّر من حبوب الأكل، وصبّت جام غضبها على المسؤولين قائلة: "ما نعيشه اليوم أشبه بالنكبة الاولى في العام 1948، يحاربوننا بالحصار والجوع وقلّة المال من اجل اليأس والاحباط ودفعنا نحو الهجرة أو الاستسلام والقبول بأي حلول، ولكن سنبقى صامدين ونواجه كلّ المؤامرات حتى تحقيق العودة".


MISS 3