حبيبك يُخفف وجعك!

12 : 53

يبدو أن البقاء مع الحبيب يعطي منافع صحية كثيرة ومفاجئة أحياناً! فقد كشفت الدراسات السابقة أن لمس شخصٍ نحبه يُسكّن الألم. ووفق بحث جديد، حتى التواجد مع الحبيب قادر على تخفيف الألم. نُشِر البحث في السنة الماضية، وذكر أننا نصبح أكثر قدرة على مكافحة حوافز الألم حين نمسك بيد الحبيب.

حين نلمس شخصاً نحبه، تصبح موجاتنا الدماغية متناسقة، ما يسمح بإضعاف حوافز الألم. لكن هل يمكن أن ينشأ الأثر نفسه لمجرّد التواجد مع الحبيب؟ هذا ما تفترضه دراسة جديدة أجراها باحثون في "جامعة العلوم الصحية والمعلوماتية الطبية والتكنولوجيا" في "هول"، النمسا، وفي جامعة "جزر البليار" في "بالما دي مايوركا"، إسبانيا.

اعتبر الباحثون أن مجرّد التواجد في الغرفة نفسها مع الشريك قد يُحسّن القدرة على تحمّل الألم، حتى لو لم يحصل أي تلامس بالأيدي أو دعم شفهي. نُشِرت نتائج الدراسة في "المجلة الاسكندنافية للألم".

أوضح الباحثون في تقريرهم: "لتوسيع معارفنا حول دور الاختلافات الفردية في تعديل الألم الاجتماعي، ركّزت الدراسة الأخيرة على تحليل تداعيات الميل إلى التعاطف، أي النزعة الثابتة إلى إدراك واختبار أفكار الآخرين ومشاعرهم وآرائهم".

تراجع ملحوظ

إستعان الباحثون في دراستهم بـ 48 ثنائياً، وبلغ متوسط عمر الشركاء في هذه المجموعة 25.40 عاماً. وكان الأزواج مرتبطين منذ مدة بلغ متوسطها 3.22 سنوات.

لتقييم مستوى تعاطف الشركاء، طلب الباحثون منهم ملء استبيان. ثم اختبروا ردّ فعل كل فرد على الألم الضاغط في ظرفَين تجريبيَين مختلفَين: حين يكون الشخص وحده، وحين يتواجد مع الشريك.

في الحالة الثانية، بقي الحبيب جامداً بالكامل، رغم وجوده في الغرفة، فلم يلمس شريكه أو يتكلم معه. ولقياس درجة الألم في كل موقف، استعمل الباحثون أداة خاصة اسمها مقياس الألم الضاغط.

تبيّن أن قدرة الرجال والنساء على تحمّل الألم تزيد بحضور أحبائهم، وتتضاعف تلك القدرة كلما زاد تعاطف الشريك.

يقول المشرف الأول على الدراسة، ستيفان دوشيك: "لوحظ مراراً وتكراراً في السابق أن الكلام واللمس يخففان الألم، لكن يثبت بحثنا أن وجود الشريك بكل بساطة قادر على تخفيفه، حتى أن تعاطفه قد يبدد الاضطراب العاطفي أثناء الشعور بالألم".

لكن يعترف الباحثون بأن دراستهم تبقى محدودة: ربما تراجع ألم المشاركين عند تواجد شركائهم في الغرفة نفسها لأن وجودهم يلهيهم عن شعور الألم بكل بساطة.

لا يستبعد الباحثون احتمال تراجع الألم بدرجة معينة نتيجة الالتهاء بوجود الشريك، بدل تلقي دعم حقيقي منه. مع ذلك، تكشف نتائجهم أن العلاقة العاطفية تؤثر فعلاً على حدّة الألم: "تطرح الدراسة، رغم شوائبها، أدلة مفادها أن وجود الشريك يخــفف الألم الحاد، رغم غياب أي تفاعل ناشط من جانبه، ويزيد هذا الأثر مع ارتفاع مستوى تعاطفه".


MISS 3