هل تُسبّب أدوية حموضة المعدة الحساسية؟

19 : 00

ربط بحث جديد بين أدوية حموضة المعدة وزيادة خطر الإصابة بالحساسية في مرحلة لاحقة.

لكن بسبب طريقة تصميم الدراسة، لا تثبت النتائج بشكلٍ جازم أن مثبطات حموضة المعدة تُسبب الحساسية. مع ذلك، يقول الباحثون في تقريرٍ عن دراستهم في مجلة "تواصل الطبيعة" إن نتائجهم "توحي" بزيادة مخاطر الحساسية.استعمل فريق بحثي من جامعة فيينا الطبية في النمســا بيانات وبائية لتحليل أثر الأدويـة المضادة للحساســية بعد أخذ مثبطــات حموضة المعـــدة. فكشـف التحليل أن اســـتعمال مضـــادات الحساسـية زاد شـيوعاً بعد أخـذ تلك المثبطات، مقارنةً بأنواع أخرى من الأدوية.

استناداً إلى هذه النتائج، يبدو أن أخذ أدوية حموضة المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون، يزيد احتمال تلقي مضادات الحساسية بمرتين أو ثلاث مرات في مراحل لاحقة.

يصف الأطباء مثبطات مضخة البروتون لمعالجة حالات متنوعة من حموضة المعدة، منها مرض الارتجاع المعدي المريئي. في هذه الحالة، يرتدّ حمض المعدة في اتجاه معاكس نحو المريء، أي الأنبوب الذي يتنقل فيه الطعام.

ذكر الباحثون أن حمض المعدة عنصر أساسي لهضم المأكولات، وهو يحتوي على أنزيمات لتفكيك البروتينات قبل أن تخضع لتجزئة إضافية.

كذلك، يحمي حمض المعدة الجهاز الهضمي من العدوى التي تنقلها الجراثيم ومُسببات أخرى للأمراض.

لكن قد يؤدي تراجع إنتاج هذا الحمض إلى زيادة احتمال أن تدخل مسببات الحساسية إلى الأمعاء بلا رادع، وبالتالي يمكن أن تنشأ الحساسية أو تتفاقم نتيجةً لذلك.

تُحذر إيريكا جنسن جاروليم، الباحثة الرئيسة في "معهد الفيزيولوجيا المَرَضية وأبحاث الحساسية" في جامعة فيينا الطبية، من استعمال مثبطات حموضة المعدة لمدة مفرطة لأنها تمنع هضم البروتينات، وتُغيّر البيئة الميكروبية في الجهاز الهضمي، وتزيد التفاعلات التحسسية المحتملة.

اعتبر سعد شاكر، مدير "وحدة أبحاث سلامة الدواء" في المملكة المتحدة، أن هذا البحث هو عبارة عن "اختبار فرضية"، علماً أنه لم يشارك فيه.

من وجهة نظره، يمكن أن تُضعِف مثبطات مضخة البروتون وأنواع أخرى من أدوية حموضة المعدة الآلية الدفاعية التي تمنع في العادة عناصر كثيرة من تجاوز حدود المعدة. كما أن استعمال الأدوية الطبية كمؤشرات بديلة لتشخيص الحساسية "طريقة تقريبية منطقية" برأيه.

في النهاية، استنتج شاكر أن الدراسة تدعم الفرضية المتعلقة بوجود رابط بين أخذ مثبطات حموضة المعدة وظهور أعراض الحساسية، حتى لو كانت لا تقدّم جواباً مؤكداً في هذا المجال.


MISS 3