جاد حداد

المحفزات الحيوية... أداة فاعلة لأمعاء صحية

27 آذار 2021

02 : 00

قد تساعدك المحفزات الحيوية في الحفاظ على أمعاء صحية، لكن إحرص على اختيار المصادر المناسبة

تتعدد العوامل التي تأتي بنسخ جيدة وسيئة في الحياة. ينطبق هذا المبدأ على الجراثيم أيضاً! قد تجعلنا الجراثيم السيئة، مثل السالمونيلا والإي كولاي، نمرض. أما الجراثيم المفيدة، مثل المحفزات الحيوية، فهي تلعب دوراً مهماً لحماية صحتنا. تتفاعل هذه الجراثيم المفيدة مع البطانة المعوية لحماية الجسم من الكائنات الدخيلة والضارة. هي تساعد جهاز المناعة على متابعة العمل بشكلٍ سليم، ما يعني تحسين القدرة على محاربة العدوى وإخماد الالتهاب المزمن.

تعرّف على الجراثيم في جسمك

تذكر الأبحاث أن بعض المحفزات الحيوية يسهم في تخفيف أعراض الأمراض المعوية، مثل مرض التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي.

يقول الدكتور آلن واكر، أستاذ تغذية في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة التابعة لجامعة "هارفارد": "قد يستفيد الكثيرون من زيادة استهلاك المحفزات الحيوية على الأرجح. لكن تتعلق المشكلة بالضجة التي أثارتها مكملات المحفزات الحيوية باعتبارها تعطي منافع صحية كبرى رغم غياب أي أدلة مثبتة على فعاليتها حتى الآن. هذا الوضع قد يمنع الناس من اختيار أفضل المصادر". تدخل مئات الجراثيم في خانة المحفزات الحيوية، لكن يشتق معظمها من نوعَين: الملبنة وبيفيدوباكتيريوم. ويشمل كل نوع منهما سلالات متنوعة.

يمكن الحصول على المحفزات الحيوية عبر طريقتَين: الأغذية المُخمّرة والمنتجات الشائعة. تكون الأغذية المخمّرة أفضل خيار بينها لأن المكملات والتركيبات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لا تخضع لإشراف الهيئات الصحية الرسمية.


حذار من المكملات

يمكن إيجاد المحفزات الحيوية في المكملات والتركيبات الشائعة. يشمل معظمها الملبنة وبيفيدوباكتيريوم أو خليطاً منهما. تتركّز كمية من الجراثيم ثم يتم تجفيفها لاستعمالها على شكل مساحيق أو داخل كبسولات وحبوب وأقراص مصّ أو حتى منتجات العلكة. لكن تتعلق المشكلة ببيع هذه المنتجات وكأنها مكملات غذائية، ما يعني أنها لا تحتاج إلى مصادقة "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية. يوضح واكر: "لا يمكن أن نعرف إذاً مدى دقة الادعاءات الواردة على غلاف المنتج بشأن المنافع الصحية المتوقعة أو نوع الجراثيم وعددها في كل حصة. لهذا السبب، من الأفضل أن يتجنبها الناس إلا إذا أوصى بها الطبيب".


زد استهلاك الأغذية المخمّرة

تحتوي المأكولات على محفزات حيوية بعد خضوعها لعملية تخمير اللاكتوز حيث تتغذى الجراثيم من سكر الطعام ونشوياته لإنتاج حمض اللاكتيك. تُحوّل عملية تخمير اللاكتوز نوعاً من الغذاء إلى نوع آخر (الملفوف العادي إلى ملفوف مُخلّل مثلاً، والخيار إلى كبيس، وفول الصويا إلى ميزو، والحليب إلى لبن). تختلف كميات وأنواع سلالات الجراثيم الموجودة في الأغذية المُخمّرة بحسب طريقة تصنيعها. إلى جانب المحفزات الحيوية، قد تحتوي الأغذية المخمّرة أيضاً على مغذيات قيّمة أخرى مثل الأنزيمات، والفيتامينات B، وأحماض الأوميغا 3 الدهنية.

لكن ما هي الكمية التي نحتاج إلى تناولها للحفاظ على صحة الأمعاء؟ للأسف، ما من كمية يومية موصى بها من المحفزات الحيوية، لذا لا أحد يعرف الأغذية المخمّرة المفيدة أو الكمية المناسبة منها. لكن بشكل عام، يوصي الخبراء بزيادة كمية الأغذية المُخمّرة في الحمية الغذائية.


وصفة غنية بالمحفزات الحيوية

المشروبات المخفوقة طريقة سهلة وسريعة للحصول على المحفزات الحيوية. في ما يلي وصفة مثالية لتناول الفطور أو وجبة خفيفة خلال اليوم أو مشروب مفيد بعد حصة الرياضة. اجمع المقادير كلها في الخلاط واخفقها إلى أن تحصل على خليط ناعم.


مشروب مخفوق بالفاكهة

كوب من اللبن الخالي من الدسم

ربع كوب من عصير البرتقال

نصف موزة مقطّعة

نصف كوب من التوت الأزرق الطازج أو المجمّد

نصف كوب من مكعبات الثلج

عدد الحصص: 1 | حجم الحصة: 340 غراماً

المعلومات الغذائية:

260 سعرة حرارية، نصف غرام من الدهون الإجمالية، خالي من الدهون المشبعة والكولسترول، 110 ملغ من الصوديوم، 42 غراماً من الكربوهيدرات، 3 غرامات من الألياف، 26 غراماً من السكريات الإجمالية (بلا سكر مضاف)، 24 غراماً من البروتينات.


خيارات متنوعة

الكفير

هذا المشروب يشبه اللبن وغالباً ما يتكوّن من الحليب، لكن يمكن إيجاد بدائل خالية من مشتقات الحليب مثل ماء جوز الهند، وحليب جوز الهند، وحليب الرز. يأتي الكفير أيضاً بنكهة الفاكهة والخضار.

الكومبوتشا

يمكن إيجاد هذا الشاي المُخمّر المنعش في عدد كبير من متاجر البقالة ومتاجر الأغذية المتخصصة. قد تشمل المنتجات سكراً مضافاً أحياناً، لذا احرص على قراءة غلاف المنتج كي تتأكد من عدم احتوائه على أكثر من 5 غرامات في كل حصة.

الكبيس

اختر منتجات منقوعة في الماء وملح البحر بدل الخل لأن الخل يمنع الجراثيم المفيدة من التكاثر.

الكيمتشي

إنه طبق حار ومصنوع من الملفوف الأحمر المُخمّر. يمكن إيجاده داخل مرطبان في معظم متاجر البقالة أو في الأسواق الآسيوية.

الميزو

هذا المعجون هو غذاء أساسي في المطبخ الياباني، لا سيما في أطباق الحساء. هو مصنوع من فول الصويا المُخمّر مع الرز الأسمر ويتّسم بنكهة قوية ومالحة.