أسامة القادري

صمود الحريري يُعيد زخم "المستقبل" في البقاع

30 آذار 2021

02 : 00

سنّة "8 آذار" بقاعاً يرحّبون بموقف الحريري

بعد حالة الاستياء البقاعية من التنازلات، يبدو أن الرئيس المكلف سعد الحريري أعاد بموقفه الأخير من بعبدا، وصموده بوجه معاندات وابتزازات فريقي رئيس الجمهورية و"حزب الله" خلال مناورات تشكيل الحكومة، ثقة الشارع به، خصوصاً في القرى البقاعية ذات الغالبية السنية، حيث لم يخف البقاعيون تأييدهم لموقف الحريري واعتباره "احد أهم المواقف الرادعة لعنصرية باسيل". ففسر البعض موقفه أشبه بطلقة الرحمة على التسوية الشهيرة والتي كانت سبباً بوصول العماد ميشال عون لسدّة رئاسة الجمهورية.

فيما إعتبر آخرون أن موقفه جاء لرأب التصدعات التي اصابت التيار بعد التسوية ولكسب تأييد الشارع، بعدما وصل الوضع الى ما يشبه الانشقاقات داخل البيت الازرق، بعد اقرار القانون الانتخابي الحالي على حساب مؤيديه ووزنه بكلفة باهظة.

هذا المستجد لم ينعكس ارتياحاً فقط على الشارع الذي يدور في فلك "المستقبل"، أيضاً كان له الصدى المزعج في دائرة الاحزاب السنية المعارضة لـ"المستقبل"، ومنهم من هم محسوبون على قوى 8 آذار، لأنهم يعوّلون على "زحطات" الحريري ليغرفوا من صحن مؤيديه.

وأكد قيادي في حزب محسوب على قوى "8 آذار"، لـ"نداء الوطن" أنه لا يمكن ان يجهر حزبه موقفاً مؤيداً لموقف الرئيس الحريري الأخير حتى "لا نكسر الجرة مع التيار الوطني الحر و"حزب الله"، وكذلك لا يمكن ان يعلن رفضه لما طرحه الحريري وذلك لأن موقفه هو حماية لإتفاق الطائف، وقطع للطريق امام المثالثة. مرجحاً ان "الحريري لن يستمر بموقفه طويلاً وانه سيرضخ للرئيس عون حتى يعود الى السراي الحكومي".

أما في المقلب الآخر كشف قيادي مستقبلي لـ"نداء الوطن" أن "الرئيس الحريري مستمر بعدم رضوخه لابتزازات عون وصهره، ومصرّ على حكومة اختصاصيين ضمن المبادرة الفرنسية والرؤية التي قدّمها، ولن يعتذر". وأوضح أن "موقف الحريري كان محطّ اعجاب وتقدير من قبل قياديي احزاب "سنّية" معارضة تدور بفلك 8 آذار"، ليضيف بأنّ "هذه المحطة لن تكون كما سابقاتها، فالتيار عازم على حلّ جميع المشاكل السياسية داخل البيت السنّي وخارج اي إصطفاف طائفي، ومستمرّ بفتح أبواب الحوار والتلاقي مع كلّ الشخصيات البقاعية من جميع الاطياف، بعدما شهد قياديو التيار اتصالات ابدوا تقديرهم لموقف الحريري الوطني وحرصه على الدستور والقانون وعلى انقاذ الوطن من الازمة، ورغبتهم في التواصل والاتصال".

وفي هذا الخصوص، أكد منسق عام تيار "المستقبل" في البقاع الاوسط سعيد ياسين لـ"نداء الوطن" أنّ "التيار والوحدات الحزبية كانا ينتظران خطوات انقاذية من الرئيس الحريري من خلال صموده بوجه كافة الابتزازات مع فريق لا يفهم معنى التضحية ولا يلتزم بأي تسوية، انما للاسف دائماً يطلب المزيد من التنازل"، وقال: "تبين ان من دمر لبنان في عامي 1988 و1989 يفهم التنازل من اجل مصلحة البلد، تنازلاً وطنياً، لذا مع هؤلاء الصمود هو الانجح وهو المعيار الوطني للحفاظ على الدستور. وتبين ان التيار الوطني الحر ومن لفّ لفيفه لا يمكن العمل معهم بحرص وطني انما بهذه الطريقة وبعدم التنازل".


MISS 3