جنى جبّور

66 عملاً فنّياً تحكي بيروت المدمّرة في "فيلا عودة"

"الفن الجريح"... لوحات لمداواة جرحٍ لن يندمل

31 آذار 2021

02 : 00

رياض عبجي

عادت المتاحف الى استقبال زوارها تدريجاً بعد تخفيف اجراءات التعبئة العامة، ومنها "فيلا عودة" في الأشرفية، التي استحدثت مساحة فنية أضاءت من خلالها على 66 عمل فنّي تعرضت للأذى بعد انفجار المرفأ موقّعة من 36 فناناً أبرزهم شفيق عبود، فريد عواد، صليبا الدويهي، بول غيراغوسيان، جوزيف حرب، ميشال هرموش، نبيل نحاس، ندى صحناوي، كاتيا طرابلسي، سيسي سرسق، جوزف حرب، أروى صفيّ الدين وغيرهم. وخُصّص جانبٌ من المعرض للوحات تعود إلى فنانين أوروبيين، وفي مقدّمها لوحة ليوحنا المعمدان رسمها الفنان الإيطالي غويدو ريني تستقبلك عند مدخل المعرض ولوحة للفنان البريطانيّ توم يونغ والفنان كوبّي أندي ليانز بولتو...



فيلا عودة (جورج بو عبدو)



تجول في معرض "الفن الجريح"، فتشعر وكأن اللوحات المعروضة فيه تخضع للعناية الفائقة. هي مثل بيروت المنكوبة تلملم جراحها شيئاً فشيئاً لتعود الى الحياة بعد جريمة "4 آب". أشرف على تنسيق المعرض الممتد حتّى 3 أيار (مع امكانية زيارته افتراضياً عبر موقعه الالكتروني) مهندس الديكور جان لوي مانغي، أمّا فكرته فهي تعبير فني جديد مستوحى من تقنية الترميم بالذهب أو "كينتسوغي"، بحسب ما يكشفه رياض عبجي رئيس مجلس الادارة ومدير عام بنك "بيمو" الذي ينظم المعرض ويقول: "كانت الفكرة إعادة بناء القطع الفنية بمصاحبة الموسيقى والشعر والأدب الى جانب الإضاءة، فاعتمدنا على التقنية اليابانية كنوع من علاج الصدمات التي خلفها انفجار مرفأ بيروت. وبدل الاستسلام قررنا تخطي ما حصل والعيش مع جروحنا، وفق تقنية الـ"كينتسوغي" اليابانية التي تقوم على إصلاح الخزف عن طريق لصق مناطق الكسر بمادة ممزوجة بمسحوق الذهب".



لوحة يوحنا المعمدان للفنان غويدو ريني



وُزّعت الأعمال الفنية المختلفة في الطابقين الأول والثاني من "فيلا عودة". فترى ثريا ملقاة على الأرض تناثرت الى أشلاء حين سقطت في 4 آب، ومرايا مصدعة وسقوفاً شبه منهارة كأنها شاهد حي على الكارثة. تستوقفك الإضاءة المثبتة خلف اللوحات الممزقة مشيرةً الى حجم الضرر الذي أصابها، فتشعر كأنها تعالج نفسها بنفسها إمّا على أنغام موسيقى تهمس لها أو بكتابات شعرية لجبران خليل جبران وناديا تويني وغيرهما تداويها من جروحها المفتوحة والظاهرة. يستضيف المعرض كذلك مجموعة أعمال رسمها فنانون بعد الانفجار.



لوحة للفنان توم يونغ



عدد كبير من صالات بيروت الفنية والمتاحف تضررت وأعمالٌ كثيرة تدمرت، وتبقى أجواء "فيلا عودة" علاجاً للصدمات المتنوعة التي خلفها الانفجار المشؤوم لتؤكد أنّ ما عاشته بيروت لن يغيب لحظة عن وجدان اللبنانيين وذاكرتهم وبأنّ الجرح لن يندمل مهما حاولت العلاجات...



لوحتان للفنانة ندى صحناوي



* المعرض مستمــــر حتى الثالث من أيار 2021.



المعالجة بالإضاءة


MISS 3