"لا نحمل مبادرة والوضع حرج وطرح بري يُبنى عليه"

زكي أجرى اتصالات واستفسر من عون حول "الطائف"

02 : 00

زكي: إذا كان الأمر يتطلّب أن يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول فنحن حاضرون

ما ان انتهت المحادثات المصرية التي عقدها وزير الخارجية المصري سامح شكري مع المسؤولين اللبنانيين، حتى دخلت الجامعة العربية مجدداً على خط الأزمة الحكومية، فحطّ أمينها العام المساعد السفير حسام زكي في بيروت وأجرى مروحة اتصالات شملت رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والرئيس المكلف سعد الحريري، كما التقى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، في كليمنصو على ان يلتقي اليوم رئيس "حزب الكتائب" اللبنانية سامي الجميل في سن الفيل وقيادات أخرى.

ومن قصر بعبدا، أعلن زكي ان الجامعة تضع إمكاناتها بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافة، ونقل الى عون تمنيات امينها العام الدكتور احمد أبو الغيط بان يتوصل الافرقاء اللبنانيون الى حلول للأزمات التي تعصف حالياً بلبنان، واصفاً الوضع في لبنان بأنه "متأزم"، وقال: "هناك أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ضخمة، والأزمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول الى مخرج وتسوية للأزمة السياسية. ومن هذا المنطلق عرضت على فخامة الرئيس استعداد الامين العام للمساعدة في الاتصالات بين الاطراف الرئيسية في هذه الأزمة إذا كان هناك داعٍ للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الامر يتطلب ان يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك".

واستفسر زكي من عون "عن الكلام الذي كثر في الفترة الاخيرة حول اتفاق الطائف ومصيره وعما إذا كان مهدداً بشكل من الاشكال"، ونقل عن رئيس الجمهورية ان "اتفاق الطائف غير مهدد وهو اساس الدستور اللبناني، وبالتالي هو لا يستشعر اي تهديد للاتفاق، فهناك دستور لبناني يجب ان يُحترم من قبل جميع الاطراف".

من جهته، اعتبر عون ان "كل ما يقال خلاف ذلك او يوحي بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند الى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف، مذكراً بأن رئيس الدولة هو الوحيد الذي يقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه".

أما بري فوضع زكي في الافكار التي طرحها، ووصفها الاخير بأنها جيدة و"يبنى عليها ويمكن ان تشكل مخرجاً طيباً للازمة الحالية، وطبعاً ذلك يجب ان يكون موضع توافق كل الاطراف السياسية، وحتى الآن لا يحوز على هذا التوافق، وربما مهمتنا في الجامعة المساعدة للوصول الى هذا التوافق حتى نخرج من المأزق الحالي". وحرص زكي على التأكيد انه لا يحمل مبادرة و"لا نضغط على الاطراف لكن نحن منزعجون وقلقون من الوضع في لبنان إن سياسياً أو اقتصادياً". وذكّر بأن الجامعة العربية "قد سبق وأيدت المبادرة الفرنسية ولا ضير في ذلك، حكومة إختصاصيين تعمل لانقاذ البلد من الوضع الاقتصادي الحالي، وهذه أفكار لا بأس فيها وهي متوافق عليها عربياً، أما كيف يحدث ذلك؟ هنا نتدخل لنساعد في الحلحلة".

ومن السراي الحكومي، نبّه زكي بأن "الوضع المعيشي الاقتصادي في لبنان حرج ومحفوف بمخاطر كثيرة"، مشدّداً على ان الوضع "يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولاً حتى نستطيع الحديث عن تحسين الأوضاع الإقتصادية".

وفي "بيت الوسط"، عرض زكي على الرئيس سعد الحريري موقف الجامعة من الرغبة في المساعدة بحلحلة الأزمة الحكومية، وإخراج لبنان من هذا المأزق الذي يواجهه بسبب تعطل تشكيل الحكومة. وأبلغه استعداد الجامعة "للقيام بأي دور يطلب منها، سواء من خلال ديبلوماسية مكوكية بين الأطراف اللبنانية الرئيسية أو في شكل توفير سقف عربي متمثل بالجامعة، للقاء الافرقاء السياسيين اللبنانيين"، وقال:"عندما أتحدث عن الافرقاء لا أعني أطرافاً محددة بل جميع الافرقاء، لكي يجتمعوا ويتوصلوا إلى مخرج لهذه الأزمة. نحن لا نشخصن الأمور، لكننا نعلم المواقف السياسية لجميع الأطراف، ونأمل في أن نخرج من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن لمصلحة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية". وأضاف: "استمعت من الرئيس المكلف لوجهة نظره بالكامل في موضوع التأليف، وأين تكمن العقبات التي يواجهها في التأليف الآن. أعتقد أن لديه فكرة بأن الطرح الذي خرج من عند الرئيس نبيه بري هو فكرة مقبولة إلى حد كبير، وأنا بصدد إجراء المزيد من الاتصالات لتبيان الموقف ومساعدة الأطراف في الوصول إلى مخرج للوضع الحالي".

وعما اذا كان سيلتقي رئيس "التيار الوطني الحر"، تحدث زكي عن بعض الاتصالات التي ستتم، "وربما يحصل من بينها اتصال مع الوزير باسيل، لأنه مهم أن نتعرف على مواقف الجميع ونرى أين تكمن العقبة الحقيقية ونحاول المساعدة في الخروج من الوضع الحالي".


MISS 3