يوسف منصور

أزمة نفايات تهدّد بعلبك والجوار

12 أيلول 2019

02 : 20

كأن مدينة بعلبك لا ينقصها سوى أزمة النفايات التي بدأت تظهر في شوارع المدينة منذ ساعات الصباح، بعد إعلان موظفي البلدية والبلديات المجاورة الإضراب المفتوح إعتباراً من صباح الأربعاء بعد مرور أربعة أشهر على عدم قبض رواتبهم.

وتعيش بلديات لبنان أزمةً مالية بسبب تأخر تحويل الأموال العائدة لها من الصندوق البلدي المستقل عن العام 2017، والتي كان من المفترض أن يتم تحويلها خلال الشهر الأول من هذا العام وعلى أبعد تقدير خلال منتصف شباط الفائت بناءً على وعد وزير المالية علي حسن خليل وإمضاء المرسوم الخاص بتحويل الأموال من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والمالية.

ورتّب تأخر صدور القرار نحو سبعة عشر شهراً على البلديات مستحقات ومتأخرات وديوناً لا تستطيع إيفاءها، كتسديد رواتب الموظفين المتراكمة أشهراً، إضافةً إلى أعباء أعمال إنمائية وخدماتية للمواطنين إجتهدت فيها البلديات حيناً قبل الانتخابات النيابية بناءً على طلب الأحزاب المسيطرة عليها، وحيناً آخر قبل إنتهاء ولاية المجالس البلدية لثلاث سنوات، لتسجيل إنجازات يقال إنها أنجزت في عهد فلان، فيما تكبدت السلطة المحلية ديوناً ومستحقات، وفي حين خصص القسم الأكبر من أموال الصندوق المستقل لمشاريع التنمية الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والسياحية، يناشد الموظفون والعمال في مختلف بلديات البقاع الشمالي الدولة، صرف الأموال والحصول على رواتبهم، وتأمين متطلبات حياتهم اليومية وهم على أبواب فصل الشتاء وما يرتبه من مصاريف وأقساط مدرسية وغيرها.

في ظل النفايات التي شهدها لبنان ككل منذ سنوات، كانت مدينة بعلبك بعيدة عنها نتيجة إنشاء معمل فرز النفايات في محلة الشراونة، حيث يستوعب نفايات المدينة والجوار، وهي كانت خطوة سباقة في مجال معالجة الأزمة التي نشأت في لبنان، ورغم تعرض المعمل إلى الاحتراق على يد مخربين لأسباب معلومة، أعيد العمل به وعاد ليستقبل النفايات من جديد بعد تثبيت وضعه جراء زيارة السيد هاشم صفي الدين إليه، ليقول للجميع بمن فيهم المخربين أن هذا المعمل لـ"حزب الله" ويمنع المساس به. لكن الأمور اليوم في مدينة بعلبك لا تنذر بالخير وتتجه إلى التصعيد بعد توقف عمال النظافة عن إزالة النفايات عن الطرق وفي السوق وإعلانهم الإضراب المفتوح، وهي أزمة لا يعلم أحد متى تنتهي سوى من أنذر ببدئها.

وأكدت مصادر لـ "نداء الوطن" أن البلديات واقعة في عجز مالي، والأموال من الصندوق البلدي المستقل عن العام 2017 لا تكفي لسد ذلك العجز، بحيث ستظهر المشكلة بعد فترة من صرف الأموال لأنّ المبالغ المتراكمة على البلديات من أجور موظفين ومتعهدين ولقاء خدمات إنمائية لا تكفيها هذه الدفعة من الأموال، ولكنها بمثابة جرعة مخدر تعطيها الدولة إلى حين استقرار مالية الدولة ككل والبدء بتنفيذ الحلول للخروج من نفق الأزمة. وأضافت ان الأموال التي تجبيها البلديات من ضرائب وغيرها لا تكفي لسد جزء بسيط من عجزها. وشددت على أن البلديات والتي يعرف انتماؤها الحزبي، راعت في كثير من الأوقات مصالح ناخبيها حرصاً منها لنيل الرضا، وفي المقابل واجهت أزمة مالية ناتجة عن سوء دراسة وتنظيم وفقدان الرقابة، وأوضحت أن بلديات البقاع ككل والتي تخضع في معظمها لسلطة "حزب الله" ولجمعية العمل البلدي التابعة له راعت مصالح مواطنيها دون الانتباه لماليتها، وهي اليوم تتوقف عن العمل بإيعازٍ منه.

وكان عمال وموظفو بلدية بعلبك أعلنوا الإضراب المفتوح خلال وقفة أمام بلدية بعلبك عند التاسعة من صباح أمس، احتجاجاً على عدم تقاضي رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مطالبين وزارة المالية بصرف مستحقات البلديات والاتحادات البلدية من الصندوق البلدي المستقل وعائدات الخليوي.


MISS 3