محمد دهشة

زيارة لافتة للسفيرة الأميركية إلى مكتب "الأونروا": رسالة تطمين للّاجئين بعد استئناف المساعدات

24 نيسان 2021

02 : 00

لاجئات: هوية وكارت الإعاشة

لم تطفئ زيارة المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني الى لبنان في نهاية شهر آذار الماضي غضب اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، مع تكرار وعوده بتحسين الخدمات وعدم تقليصها، في ظلّ الازمة اللبنانية المعيشية الخانقة وجائحة "كورونا" التي بلغت ذروتها، من دون أن تلوح في الأفق القريب أي بشائر لمحاكاة معاناتهم وتخفيفها.

والغضب الفلسطيني كشف عن العلاقة المتوترة بين القوى الفلسطينية في لبنان وادارة "الأونروا"، والتي تمرّ بمرحلتي مدّ وجزر، وقد وصلت قبل شهرين الى المطالبة برحيل المدير العام للوكالة في لبنان كلاودي كوردوني ومقاطعة عقد اي اجتماع معه، ما لم يعلن مسبقاً حال الطوارئ الصحية والاغاثية كما فعلت الدولة اللبنانية سابقاً في مواجهة "كورونا".

ورصدت اوساط متابعة تطورين بارزين في المشهد الفلسطيني، الاول: زيارة لافتة قامت بها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا الى مكتب "الأونروا" الرئيسي في بيروت، بعد ايام قليلة على إعلان بلادها استئناف تمويل لـ"الأونروا" بمساهمة قدرها 150 مليون دولار، بعدما اوقفت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتقت بنائب المفوض ستينسيث ومدير لبنان كلاوديو كوردوني والقائم بأعمال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان والمنسق المقيم للشؤون الانسانية نجاة رشدي، رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور.

والزيارة التي تعتبر الاولى وصفتها ستينسيث بأنها "رسالة موجّهة إلى لاجئي فلسطين من الولايات المتحدة، وهي رسالة تطمين وتجديد لالتزامهم التاريخي، آمل في أن تساعدنا هذه الثقة القوية في "الأونروا" في حماية سلامة وصحة ومستقبل الملايين من اللاجئين الذين نخدم، وتأتي مساهمة الولايات المتحدة في توقيت دقيق، حيث نواصل التكيّف مع التحدّيات التي تفرضها جائحة "كورونا" والأزمة الاقتصادية في لبنان". بينما قال كوردوني: "مثل الكثيرين في لبنان، يواجه اللاجئون الفلسطينيون واحدة من أسوأ الأزمات الاجتماعية والاقتصادية منذ سنوات، والكلّ يتوقّع بأن تستجيب "الأونروا" للتطلّعات من خلال الحصول على مزيد من الدعم. نحن نطالب دولاً أخرى بأن تحذو حذو الولايات المتحدة في تقديم الدعم المطلوب بشكل عاجل للاجئي فلسطين في هذا الوقت العصيب".

لقاء واتفاق

التطور الثاني تمثّل بلقاء عقدته نائب المفوض العام للوكالة لايني ستينسيث مع القوى السياسية والشعبية الفلسطينية، وخلصت الى سلسلة خطوات ميدانية تساهم في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والنازحين من سوريا، ووصفه أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان بأنه كان إيجابياً، وجرى خلاله الاتفاق على قيام إدارة "الأونروا" بصرف المساعدات المالية للنازحين القادمين من سوريا، وأيضاً للعائلات المستفيدة من برنامج الشؤون الاجتماعية عن شهري نيسان وأيار قبل العيد، إما حسب سعر الصرف وإما بالدولار الأميركي، وكذلك سيتم تنظيم عمليات الصرف بشكل شهري.

بالمقابل، كان الغضب يتدحرج في المخيمات الفلسطينية من نهر البارد، حيث اعترضت عشرات العائلات على ترميم ملعب رياضي قبل ترميم منازلها المتصدّعة والآيل بعضها للسقوط، الى عين الحلوة حيث أقامت المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية (ندى) اعتصاماً امام مكتب مدير "الأونروا" في الشارع الفوقاني، ورفع المعتصمون والمعتصمات هويات اللجوء الزرقاء وكارت الاعاشة، تأكيداً على انهم لاجئون ويتمسّكون بحقهم بالعودة وِفق القرار 194.

ودعت عضو قيادة "ندى" احكام صالح "الأونروا" الى وضع خطة طوارئ مستدامة لمعالجة صعوبة ما يمر به اللاجئون الفلسطينيون بسبب "كورونا"، وارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار العملة اللبنانية وغلاء المعيشة، حيث بات اللاجئون يرزحون تحت خط الفقر، وأمنهم الاجتماعي مهدّد، وكرامتهم الانسانية على حافة الخطر، مناشدة التدخّل العاجل للاستجابة الى وضع خطة طوارئ اغاثية وصحية واجتماعية تراعي حاجاتهم.


MISS 3