روي أبو زيد

سيمون أسمر شهادات وإشادات في "قبطان البرامج" ومؤسّس عصر التلفزيون الذهبي

13 أيلول 2019

11 : 12

"لا تنسوا ابتسامتكم الحقيقية، إنها المفتاح الأساس للدخول الى قلوب الناس"، هذه كانت وصيّة "صانع النجوم"، "مجنون التلفزيون"، "المخرج المبدع"، "الأستاذ"، لكلّ فنان قبل اعتلائه منصّة النجاح... تعدّدت ألقابه وبقي سيمون أسمر اللّاعب الأوّل في حقل صناعة النجوم والرابح الأكيد في تجديد صورة الفنان اللبناني.

نال سيمون أسمر أكثر من عشرين جائزة في لبنان ومختلف أنحاء العالم منها جائزة أفضل مبدع تلفزيوني العام 1994، وجائزة مفتاح سيدني في أستراليا في العام نفسه، وبعد ثلاث سنوات قُدّمت له موسوعة جائزة العام الدولية، كما كرّمته لجنة تخليد عمالقة الشرق العام 2003 بمناسبة مرور 44 عاماً على عمله في مجال الإخراج والفن. أطلق في العام 1972 "ستوديو الفن" وكان برنامج الهواة الأوّل من نوعه في لبنان والعالم العربي، تخرّج منه مئات الفنانين الذين ساروا بخطى ثابتة بفضل تعليمات أسمر وتدريباته، منهم ماجدة الرومي، نوال الزغبي، وائل كفوري، عاصي الحلاني، رامي عياش، فارس كرم، راغب علامة، ماري سليمان، نزار فرنسيس، جيزال خوري، رودي رحمة، مايا دياب، نجوى كرم، هشام الحاج، نقولا الأسطا، معين شريف وغيرهم. كما أعدّ "الأستاذ" وأخرج مئات البرامح الفنية والترفيهية والسياسية والثقافية، في "المؤسسة اللبنانية للارسال" حيث كان مدير قسم برامج المنوعات فيها ومسؤول العلاقات العامة. هو أيضاً صاحب فكرة نهر الفنون أكبر تجمع سياحي فني في وادي نهر الكلب الأثري.فنانون كُثر بنوا جسراً من المحبة والصداقة مع الراحل الكبير، وأعربوا عبر "نداء الوطن" عن حزنهم لفقدان من كان يوماً سبباً في انطلاقهم.

الفنان وائل كفوري علّق لنا على الغياب قائلاً: "سيمون اسمر أرزة كبيرة من أرزات لبنان خسرناها"، مشدّداً على أنه كان "الأب والأخ والصديق ومدير الأعمال والداعم الأساس في مسيرة أهم الفنانين". وأضاف: "كان رجلاً حكيماً وأتشّرف أنه من الأشخاص الذين عملتُ معهم في بداياتي".

أما إليسا فأعربت عن حزنها برحيل "المدرسة الفنية"، مؤكدة أنّ "سيمون أسمر هو جزء كبير من تاريخ الفن والتلفزيون في العالم العربي"، وأكدت: "كان لنا شرف المرور بمدرسته في يوم من الإيام، وسيذكره التاريخ دوماً على أنّه صانع النجوم والفرح".


مع صونيا بيروتي ووليد توفيق


وأكد الفنان روميو لحود أنّ "أسمر كان من البارعين الذين يجيدون صناعة الفنان ويميّز الموهبة الحقيقية بفضل أذنه الموسيقية"، لافتاً الى أنّ "المخرج الكبيرعليه أن يكون فناناً أيضاً". وإذ أكد على "فرادة اللوحات الاستعراضية التي كانت تُقدّم في برامجه"، شدّد لحود على أنّ " أسمر كان صريحاً وعفوياً". وأقسم بـ"شرفه، أنّ "ستوديو الفن" هو "الأنضف" في تاريخ التلفزيون"، مضيفاً: "سيمون ظُلم كثيراً، وكأنّ الناس أرادت الانتقام من وهجه وبريقه"، معتبراً أنّ "المؤسسة اللبنانية للإرسال أخطأت بحقه، فلولاه لما عاشت الـLBCI عصرها الذهبي".

وبدورها شدّدت ماجدة الرومي على أنّ "نظر أسمر كان ثاقباً إذ يدرك كيفية رسم المستقبل بالرؤية والفرح والحب"، معتبرةً أنه "برحيل أسمر، نودّع زمن البركة والخير، زمن من تليق بهم الحياة والأفراح".

من جهته أشار أنطوان كسابيان (داريوس) الى أنّ "معظم الناس تعرّفت على سيمون أسمر في برنامجه الشهير "ستوديو الفن"، لكنّه عمل معه قبل هذه الفترة بخمس سنوات على القناة 9 لشركة التلفزيون اللبنانية، ومن بعدها سنوات عدة في المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI". وأضاف أنه "أحبّ العمل في التلفزيون وأبدع فيه بفضل المبادئ والقواعد التي تعلّمها منه"، مشدّداً على أنه "رآه يصنع النجوم طيلة سنوات عدّة، ويمنع الناس من استغلالهم بطرق رخيصة، إذ هو من وضع أسُس مهنة الفن في لبنان". وأشار داريوس والغصّة تتملّك صوته أنه "لم يتقبّل أبداً رؤية أسمر على سرير المرض والموت، خاصةً حين رآه وبدأ يبتسم لتذكّره الماضي الجميل".

وأعربت الممثلة إلسا زغيب عن حزنها في هذا "النهار الأسود"، مشدّدة على أنّ "لقب الأستاذ لا يليق إلّا به، فهو ظاهرة لن تتكرّر"، مؤكّدة أنّ "ما تعلّمته من خبرته سيظلّ معها مدى الحياة". أما الموسيقي جورج الصافي، نجل الفنان الكبير وديع، فاعتبر أنّ "أسمر كان القائد في اكتشاف المواهب والفنانين"، مشدّداً على أنّه "فريد من نوعه ولن يحظى الفن اللبناني بمبدع آخر مثله". وإذ أكد أنّ خسارته بالجسد كبيرة جداً، لفت الى أنّنا خسرناه "عندما أوقف إنتاج برامجه الخلّاقة".

وأشار الشاعر والنحات رودي رحمة الى أنّ "أسمر أدرك كيفيّة بناء أصوات

تغنّي باسم لبنان لتصل الى أقاصي الأرض"، معتبراً أنه "كان خلّاقاً ومبـدعاً" إذ

"من ما شي عمل كثير إشيا". وأضاف رحمة: "سيمون أسمر أرزة من لبنان مجّدت سماء وطن الأرز".


مع عبد الكريم الشعار


من جهته، لفت الفنان معين شريف الى أنّ "أسمر خسارة لعالم الإخراج الفني فقط"، أما الموسيقي إحسان المنذر فأشار الى أنّ "أسمر كان مفكّراً فنّياً، متفوّقاً في برامجه كافة وله الفضل الأوّل في صناعة أسماء كبيرة ما زالت موجودة حتى يومنا هذا". وأعرب عن أسفه لـ"قلّة الوفاء في الوسط الفني اللبناني بعدما تركه جميع من دعمهم ووقف الى جانبهم".

وأكد الإعلامي جمال فيّاض أنّ "أسمر أمسك بمفاتيح المهنة وحوّل المواهب العادية الى متفوّقة، حيث أنّها لم تكن تضاهي بأهميتها الأسماء المهمّة كفيروز وصباح ووديع الصافي، لكنّه عرف الطرق الصحيحة لمضاهاة هؤلاء النجوم الكبار". وإذ رأى أنّ "أسمر أعطى الكثير وذهب ليرتاح"، اعتبر فيّاض أنّه "حالة استثنائية في عالم الفن، إذ ما زال نجوم سيمون اسمر متصدّرين الساحة الفنية في لبنان والعالم العربي، دلالةً على أنّ صناع النجوم الذين أتوا بعد سيمون لم يتقنوا المهنة ولم يدركوا كيفية اكتشاف أسرارها". وأضاف أنّ "أسمر اختار الملحنين والشعراء المناسبين بذكاء كنزار فرنسيس وسمير صفير وجوزيف جحا، من أجل استكمال مشروعه الفنّي وصناعة أغانٍ راقية وناجحة".

من جهتها، كشفت الإعلامية جيزال خوري أنّ أسمر أطلقها في البرامج الشعبية وجعلها عبر برنامج "المميّزون" تطلّ على الجمهور الكبير، مؤكّدةً أنه "هو من علّمها أسس ومواصفات وأخلاقيات إدارة برنامج في الاستوديو". وأضافت: "شرف لي أنني كنت آخر تلاميذه في عالم التلفزيون، على حدّ قوله"، مشيرةً الى أنّ "عصر التلفزيون الذهبي رحل بوفاة سيمون أسمر".

واعتبر الفنان عبد الكريم الشعار أنّنا "نخسر رصيدنا الفني في لبنان، إذ رحل كلّ الكبار من زمن الفن الجميل"، معتبراً أنّ "أسمر موجود في كلّ فنان ناجح اليوم". وإذ أعرب عن حزنه لخسارة "قطعة منه عايشها منذ 47 عاماً"، كشف الشعار أنّ "أسمر كان خفيف الظلّ رغم جدّيّته، "سمّيع زوّيق"، وصاحب ثقافة عامة ونادرة".

من جهتها، رأت الإعلامية نسرين ظواهرة أنّ "خسارة أسمر هي غير عادية، إذ طويت معه صفحة مهمة من تاريخ التلفزيون"، مشددةً على أنه "ملك التفاصيل بكل ما للكلمة من معنى". وأضافت أنّ "أسمر هو من تنبأ لي بأنني سأنجح في عالم التلفزيون وكان يلقّبني بملكة الفلفل".



* فارق أسمر الحياة أمس الأول عن عمر يناهز الـ75 عاماً بعد صراع مع المرض، وتقام الصلاة على راحة نفسه عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في كاتدرائية مار جرجس المارونية-وسط بيروت.


MISS 3