IT CHAPTER 2...
أعلى درجات الرعب والتشويق!

10 : 55

تتعدد اللحظات الصادمة في It Chapter Two (الشيء: الفصل الثاني)، منها مناطيد حمراء خطيرة في سماء "نيو إنغلاند" صيفاً.

قد تندهش من المشاهد نظراً إلى طابعها السريالي الجريء وطريقة تنفيذها البيانية المذهلة من جهة، أو فشلها في تحقيق هدفها من جهة أخرى. في مطلق الأحوال، قرر المخرج أندي موشيتي إصدار تتمّة لفيلمه الناجح It (الشيء) المقتبس من كتاب ستيفن كينغ في العام 2017، فأحدث تغيرات كبرى وأثبت قوة موهبته وأناقة أسلوبه.

بما أن فيلمه الجديد يمتد على ثلاث ساعات تقريباً، لديه الوقت الكافي لاستعراض جميع تلك الأدوات. قد يكون It Chapter Twoعبارة عن فوضى مفرطة حيث تكثر التحولات الطويلة والمُحبِطة والمبالغ فيها، لكنّ طاقم التمثيل ممتاز. ثمة كيمياء مدهشة بين الممثلين، كما أن المؤثرات المرعبة قوية لدرجة أن تجبر المشاهدين على متابعة الفيلم حتى النهاية (قد نشاهد الفيلم كاملاً، لكننا سننظر إلى ساعتنا بشكل متكرر!).

من خلال اقتباس الجزء الثاني من كتاب كينغ الممتد على 1200 صفحة تقريباً، يواجه كاتب السيناريو العائد غاري دوبرمان موقفاً صعباً لأنه مضطر لاختيار التفاصيل التي يريد التمسك بها وتلك التي يجب أن يتخلى عنها. بالإضافة إلى غربلة الأفكار، يضيف أيضاً لحظات من الفيلم الأول ومشاهد جديدة تشمل شخصيات أطفال لسد بعض الفجوات. لكن مثلما أوحت نهاية الفيلم الأول، يعود الأولاد الذين هربوا من قبضة المهرج الشرير "بينيوايز" في صيف العام 1989 إلى بلدة "ديري"، في "ماين"، بعد مرور 27 سنة لمحاربته مجدداً. كان الأصدقاء قد انفصلوا وعاش كل واحد منهم حياة مختلفة. ومن خلال تعريفنا على هذه الشخصيات في سن الرشد، يطرح موشيتي مراحل انتقالية مدهشة بأسلوب سلس ومبتكر. سرعان ما تتجدد الأجواء والعلاقات القديمة بعد عودتهم إلى بلدتهم الصغيرة الهادئة ظاهرياً.



"مايك هانلون" (أيزيا مصطفى في سن الرشد، تشوزن جاكوبز في مرحلة الطفولة) هو الوحيد الذي بقي في "ديري". إنه مؤرخ ذو أسلوب خاص وهو من يجري المكالمات المصيرية اللازمة لجمع أصدقائه القدامى بعد ظهور "بينيوايز". أصبح "بيل" (جايمز ماكفوي/جايدن مارتل) روائياً ويجري العمل على تحويل كتابه الأخير إلى فيلم. أما "بيفرلي" (جيسيكا تشاستين/صوفيا مارتل) التي تحملت سوء معاملة والدها المتسلط، فتعيش الآن علاقة مماثلة مع زوجها. "ريتشي" (بيل هادر/فين ولفهارد) كوميدي مدمن على الكحول يقدم عروضاً تعجّ بالكلمات البذيئة، وقد أصبح الآن لاذعاً أكثر من أي وقت مضى. لا يزال "إيدي" (جيمس رانسون/جاك ديلان غرايزر) مصاباً بوسواس المرض وهو متزوج من امرأة تشبه إلى حد كبير والدته المتسلطة. أخيراً، نجح "بن" (جاي راين/جيريمي راي تايلور) الذي كان شاعرياً والأذكى في المجموعة، في خسارة وزنه الزائد وتحوّل إلى مهندس ثري ووسيم.

يمكن اعتبار اجتماع الأصدقاء للمرة الأولى مجدداً خلال عشاء صاخب في مطعم صيني أفضل مشهد في الفيلم كله، فيغيظون بعضهم ويمرحون ويشعرون بأن الوقت لم يمرّ، مع أن ذكريات الصدمة التي عاشوها لا تزال راسخة في عقولهم ولو بطريقة مبهمة. يبلغ الفيلم ذروته حين يستكشف مشاعر الحنين إلى الماضي عبر إشارات مرتبطة بالثقافة الشعبية، على غرار فيلم The Lost Boys (الفتيان الضائعون) وأغنية Word Up، لكنه ينجح أيضاً في تذكير المشاهدين بحياتهم الغابرة. لا أحد يستطيع نسيان ما كان عليه في عمر الثالثة عشرة، أينما ذهب ومهما فعل!

على صعيد آخر، يبقى "بينيوايز" على حاله برغم مرور الوقت، ولا مفر من أن نشعر باشتياقنا إلى حضور بيل سكارسغارد المريب على الشاشة. يقدّم هذا الممثل أداءً جسدياً وشفهياً مؤثراً، وينجح طوال الوقت في التنقل بين الرعب والمرح. من الواضح أنه خلق شخصية شريرة أسطورية في عالم أفلام الرعب. لكن يبدو أن القواعد تتغير باستمرار على مستوى قدرات "بينيوايز" الخارقة. هو يعرف ما يرعب مختلف الأصدقاء، حتى بعدما كبروا، ويثبت ذلك دوماً بطرقٍ غريبة وحيوية. سيشاهد هؤلاء كوابيس حقيقية في وضح النهار! في المقابل، يواجه المهرج المصاعب بعد تعاون الأصدقاء في وجهه بطريقة لا تختلف كثيراً عما شاهدناه في ذروة أحداث الفيلم الأول.

لكن يجب أن ينتشر أعضاء "نادي الخاسرين" أولاً في أنحاء البلدة لإيجاد طواطم من أيام طفولتهم كجزءٍ من طقسٍ يرمي إلى نسف "بينيوايز" من الوجود. هم يحققون هذا الهدف بإصرارٍ من "مايك" (إنه جزء من حبكة فرعية شائعة لدى الأميركيين الأصليين وواردة في القصة الأصلية أيضاً). هذا الجانب من القصة سخيف وكان إقصاؤه ليزيد قوة الفيلم. صحيح أن فصل الشخصيات يطيل مدة العرض، لكنه ينتج في الوقت نفسه لحظات فردية من الرعب الجنوني، لا سيما المشهد الاحترافي الذي تزور فيه "بيفرلي" منزل طفولتها، حيث تعيش واحدة من تلك اللحظات الصادمة التي تطبع الفيلم. قد ننفجر من الضحك على أمل أن نُخفّف من حدة التشويق القاتل!

لكن سرعان ما ندرك أن أساليب "بينيوايز" تصبح متكررة في المواقف المرعبة التي يعيشها ضحاياه بسببه، إذ تقتصر عموماً على كائنات زومبي مخيفة، أو ترتبط بالعناكب، أو تشمل غالونات من الماء أو الدم. مع ذلك، يثبت الفيلم في النهاية أن الناس لا يستطيعون العودة طوعاً إلى ديارهم بعد وقت طويل، بل إنهم مجبرون على ذلك!