جورج الهاني

ميشال أبي رميا: لن أترشّح لولاية جديدة على رأس إتحاد "الطائرة"

14 أيلول 2019

12 : 11

لا يبدو رئيس الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة ميشال أبي رميا متشائماً حيال مستقبل اللعبة، بل يبدو واقعياً تماماً وملمّاً ومُمسكاً بمهامه ومسؤولياته الكثيرة، والتي لم تحدّ من نشاطه وعزيمته وإصراره على النجاح في منصبه حتى الثانية الأخيرة من ولايته الإدارية.


أبي رميا تحدث لصحيفة "نداء الوطن" أولاً عن ولايته في رئاسة اتحاد الكرة الطائرة الذي تسلم أمانته من سلفه جان همام في حزيران العام 2017، فقال إنه ليس جديداً عليه تسلم إحدى المهام في إتحاد اللعبة، لأنه كان ضمن اللجنة الادارية منذ 11 سنة قبل تبوّئه منصب الرئاسة. وأعلن أنّ المسؤولية كبيرة، لكنّ الاتحاد تمكن من صنع نهضة في الكرة الطائرة من خلال ورشة الإعمار الطويلة التي تضمّنت دوراتٍ للفئات العمرية وللحكام وللمدرّبين في الفئتين الأولى والثانية، إضافة الى الخلوات التي نظمها الاتحاد لكافة لجانه العاملة.

وعن الصعوبات التي تعترض مسيرة الاتحاد، أجاب أبي رميا أنّه على رغم الوضع الاقتصادي الخانق إستطعنا أن نزيد عدد الرعاة والمعلنين، خصوصاً عبر شركة "ألفا" التي نقلت مباريات البطولة عبر تطبيق "ألفا سبورت"، ما زاد من مداخيل الاتحاد وخفّف من مصاريفه الكبيرة. وتابع: "أنا أعتبر الصعوبات تحدّياً شخصياً لي وأنا أحبّ هذا النوع من التحدّي، وأنا بدأتُ عملي الشخصي والرياضي من الصفر قبل أن أصل الى ما وصلتُ إليه اليوم من نجاحات.

وكيف يصف وضع اللعبة حالياً، ردّ أبي رميا: "وضع الإتحاد خطة للنهوض باللعبة تتضمّن تصوراً واضحاً ومدروساً وقد وافقت عليها اللجنة الادارية، مع التذكير بأنّ عدد أندية الكرة الطائرة يرتفع عاماً بعد آخر في مختلف المناطق اللبنانية، ففي منطقة جبيل هناك 4 أو 5 أندية كانت مقفلة قسرا ثم عادت، وكذلك في الجنوب والمتن، كما علمتُ أنّ في البقاع نادياً تمّ الترخيص له، وهذا مؤشّر خير وتفاؤل، وثمارُ ما قمنا ونقوم به من خطوات وإجراءات، ويجعلنا على يقين بأننا نعمل بالأسلوب السليم والطريقة الصحيحة لمصلحة وخير اللعبة".

وهل سيستمرّ على رأس الإتحاد بعد أولمبياد طوكيو 2020 موعد الإنتخابات المقبلة، اكد أبي رميا أنه مستمرّ في الوسط الرياضي من دون كلل أو ملل وفي أيّ موقع كان، الا أنه كشف أنّ قراره في الوقت الحاضر هو عدم الإستمرار في رئاسة الإتحاد لأنّ لديه أعمالاً أخرى كثيرة يقوم بها، لكنّ دعمه للرياضة اللبنانية لن يتوقّف، خصوصاً للكرة الطائرة، وأنه سيسلم الأمانة في العام المقبل لمن يستحقّها، وهم كثر في ميدان اللعبة. وأكد أنّ الكرة الطائرة والرياضة عموماً بحاجة دائماً الى دم جديد يساهم في تنشيطها وتفعيلها، "ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك"...

ورداً على سؤال حول إمكانية أن يستطيع رئيسٌ جديد للإتحاد القيام بمهامه الإدارية الهائلة إذا لم يكن مقتدراً مالياً أو صاحب مركز مرموق في عمله، أشار أبي رميا الى أنه على عكس ما يعتقده كثيرون، فإنّ رئيس أيّ إتحاد رياضي يجب أن يكون خلاقاً ومبدعاً في منصبه وأن يحمل أفكاراً جديدة لتأمين رعاة جدد وإنعاش الاتحاد واللعبة على السواء، لافتاً الى أنه عندما كان عضواً في الاتحاد كان يصرف من جيبه على اللعبة أكثر من الفترة الحالية. ووجّه أبي رميا التحية الى رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لشركة "ألفا" المهندس مروان حايك على كلّ الدعم الذي قدّمه الى اتحاد الكرة الطائرة بشكل خاص وللرياضة عموماً، كاشفاً أنّ حايك أكد له أخيراً أنه مستمرّ في الشراكة مع إتحاده.

وأوضح أبي رميا إن ملفّ الفئات العمرية كان مسؤولاً عنه منذ موسم 2012-2013 حين كان رئيساً للجنة التنشئة والتطوير في الإتحاد، وقد وضع خطة كاملة متكاملة لهذا الملفّ، لكنه لم يستطع تحقيق إنجازات فيه لأنّ الوضع العام لم يساعده والقرار النهائي بشأنه لم يكن في يده. وأضاف: " لكنني بعدما أصبحتُ رئيساً بدأنا التركيز على الفئات العمرية والناشئين، وفي السنة الأولى من ولايتي أعدنا رسم خطة جديدة لهذه الفئات مع مدير المنتخبات ورئيس لجنة التطوير رفيق عيسى وبدأنا بتطبيقها في مختلف المحافظات اللبنانية، حيث شارك نحو مئة لاعب بدأوا التمارين المنتظمة، ومن هؤلاء شكّلنا المنتخب الذي شارك أخيراً في البطولة العربية في الأردن".

وأردف: "لقد أمنّا للمنتخب معسكراً داخل لبنان لمدة شهرَين بميزانية متواضعة لأنّ مداخيل الاتحاد قليلة والدولة لم تساعدنا كما يجب مع تقديرنا وشكرنا لوزارة الشباب والرياضة، بحيث إنّ موازنة الاتحاد سنوياً هي بحدود 300 ألف دولار أميركي، فيما تساعدنا الوزارة بمبلغ 100 مليون ليرة، وهو مبلغ ضئيل أمام حاجات الاتحاد الكبيرة، لذا يحاول الاتحاد الإعتماد على الرعاة وعلى نفسه، كما على الاشتراكات لتأمين مصاريفه الضخمة". وتابع: "وعلى رغم ذلك نجح الاتحاد في بناء منتخب متماسك ينافس خارجياً ويحقق نتائج طيبة، حيث فزنا إفتتاحاً على الأردن المضيف الذي حضّر منتخبه من خلال معسكرات خارجية على عكسنا تماماً، إذ نحن صرفنا حوالي 20 ألف دولار على المعسكر اللبناني، وحوالى 35 ألف دولار على تكاليف السفر الى عمّان، فيما باقي المنتخبات تكلفت مبالغ طائلة في تحضيراتها للبطولة العربية". ووجّه رئيس الإتحاد تحيّة حارّة الى مدرّب المنتخب اللبناني وليام الأسمر ومساعدَيه جوني اللقيس ونادر الفيداوي اللذين عملوا وضحّوا من كلّ قلبهم وبروح عالية جداً بلا مقابل، وكانوا يقومون بواجبهم من دون تذمّر ومن دون تعب، علماً أنّ التمارين كانت مكثفة ومرهقة في الشهر الأخير.

وعن منتخب الرجال، أشار أبي رميا الى أنّ هذا المنتخب ليس جاهزاً بعد، وانّ هناك تحضيرات وخطوات يحتاجها الاتحاد للوصول الى تشكيل منتخبٍ للرجال. وتابع: "أوّل الغيث يأتي من خلال الاهتمام بمنتخب الناشئين الذين يبقون نواة اللعبة في المستقبل، كما سنختار النخبة من بين اللاعبين المشاركين مع فرقهم في البطولات الرسمية، وسنبحث في الوقت عينه عن اللاعبين المميّزين من أصل لبناني أو من جذور لبنانية المنتشرين في كافة أنحاء العالم، وسنعمل على إسترجاع جنسيتهم وضمّهم الى المنتخب الوطني، وحالياً هناك لاعب بارز يلعب في بلجيكا إسمه سيرج، وقد جاء الى لبنان وشارك مع فريق الناشئين وأثار إعجاب المسؤولين والقيّمين على المنتخب الذين اتصلوا بوالده وأعربوا له عن تمنّياتهم ورغبتهم بمشاركة إبنه مع المنتخب اللبناني، لكن للأسف تبيّن أنه يملك جنسية أخرى، ولم يتمكن بالتالي من الانضمام الى منتخب لبنان".

وعن بطولة السيدات، أكد أبي رميا أنّه أصبح هناك 14 أو 15 فريقاً في هذه الفئة بعدما كان العدد في السابق 6 أو 7 فرق، وهذا تطوّر إيجابي وإنجاز كبيريُسجّل للاتحاد الذي يدرس حالياً إقامة درجتَين لهذه الفئة: أولى وثانية.

MISS 3