"لوكهيد مارتن" تغادر قاعدة بلد العسكريّة

زيارة مهمّة لنائب وزير الدفاع السعودي إلى العراق

02 : 00

إيراني يُسجّل ترشيحه للإنتخابات الرئاسيّة في وزارة الداخلية أمس (أ ف ب)

في زيارة لافتة في شكلها وتوقيتها، وذات أهمّية سياسية كبرى، إذ إنّها تأتي بعدما أرسلت كلّ من الرياض وطهران أكثر من مرّة وفوداً إلى بغداد لمناقشة تحسين العلاقات المتوترة بينهما، حلّ نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والوفد المرافق له ضيوفاً في العراق بالأمس، حيث استقبلهم الرئيس العراقي برهم صالح، الذي شدّد على أهمّية تعزيز العلاقات الثنائية مع السعودية وتنميتها في مختلف المجالات.

واستعرض الجانبان، بحسب البيان الرئاسي العراقي، "العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدَيْن الشقيقَيْن وسُبل تعزيزها، وأهمّية تطويرها وتوطيد آفاق التعاون في مختلف المجالات، والعمل بالإتفاقات ومذكّرات التفاهم الموقعة بينهما في مجالات الأمن والإقتصاد والإستثمار، وتعزيزها نحو المزيد من التعاون والتنسيق المشترك".

وأشاد صالح وبن سلمان بـ"عمق وتطوّر العلاقات الأخوية العراقية - السعودية، وحرص البلدَيْن على تطوير التعاون والتنسيق الثنائي الوثيق، والإشارة إلى الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في المنطقة العربية والإقليمية، بالإضافة إلى التأكيد على أن العراق الآمن المستقرّ ذات السيادة والعلاقات الوثيقة مع عمقه العربي وجواره الإسلامي، هو مرتكز في ترسيخ الأمن والإستقرار والتنمية في المنطقة". من جانبه، أكد نائب وزير الدفاع السعودي "التزام المملكة بدعم أمن العراق واستقراره، وتعزيز أواصر التعاون بين البلدَيْن في مجالات الأمن والإقتصاد والإستثمار بما يُحقق مصلحة الشعبَيْن الشقيقَيْن". توازياً، أشار مسؤول عراقي وديبلوماسي في بغداد لوكالة "فرانس برس" إلى أن المفاوضات السعودية - الإيرانية تترافق ومحادثات إقليمية على نطاق أوسع. وكشف المصدران اللذان فضلا عدم الكشف عن هويّتيهما أنه بالإضافة إلى المفاوضات السعودية - الإيرانية، تجري أيضاً محادثات بين الأتراك والإماراتيين، لكن من دون أن يُحدّدا زمانها ومكانها.

ولا يزال العراق يشهد هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تستهدف القوّات والمصالح الأميركية، تُنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تدور في فلك إيران، ما دفع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية الإثنين إلى مغادرة قاعدة بلد الجوّية التي تضمّ مقاتلات "أف 16" التابعة لسلاح الجوّ العراقي، بعد هجمات صاروخية عدّة يبدو أن السلطات غير قادرة على وقفها. وذكر مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى أن الفريق الذي غادر قاعدة بلد يضمّ 72 فنياً متخصّصاً من شركة "لوكهيد مارتن"، فيما أكّد مصدر عسكري آخر أيضاً مغادرة الفريق للقاعدة.

وأوضح المسؤول الأوّل أن "الفريق الفني المسؤول عن صيانة طائرات "أف 16" غادر قاعدة بلد إلى أربيل"، فيما أكد الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي أن "لوكهيد مارتن" ستستمرّ في تقديم المشورة للقوّات الجوّية العراقية، حتى من مسافة بعيدة، "لأنّنا ملزمون بعقد لا يُمكن مخالفته".

نووياً، اعتبر المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن الهوّة ما زالت واسعة بين واشنطن وطهران في "محادثات فيينا"، رافضاً تحديد ما إذا كانت المحادثات قد حققت أي تقدّم في الأيام الماضية حول الأمور العالقة. لكنّه أكد أن واشنطن لن تُقدّم إعفاءات لإيران تتعلّق بالإرهاب، بينما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن "محادثات فيينا" وصلت إلى طريق مسدود، بعد رفض واشنطن رفع العقوبات عن 500 اسم وكيان.

وفي الأثناء، شدّد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي على أن القانون الصادر عن مجلس الشورى حول موعد إزالة كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المنشآت الإيرانية في 24 أيّار، "قانون ملزم"، في وقت أكد فيه "الحرس الثوري" الإيراني أنه حذّر قطعاً بحرية أميركية بعد تصرّف "غير مسؤول" من قبلها، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية إطلاق نيران تحذيرية في اتجاه قوارب إيرانية في مضيق هرمز الإثنين.

وعلى الصعيد الداخلي الإيراني، فتحت البلاد رسمياً باب تسجيل الترشيحات للإنتخابات الرئاسية المقرّرة في 18 حزيران لاختيار خلف للرئيس حسن روحاني الذي يشغل منصبه منذ أكثر من 7 أعوام. وبدأ تسجيل المرشّحين في وزارة الداخلية، وذلك في إجراء يستمرّ 5 أيّام.

وتُرفع الأسماء المسجّلة بعد ذلك إلى مجلس صيانة الدستور، الذي تعود إليه صلاحية المصادقة على المؤهّلين، ليُصبحوا مرشّحين رسمياً. ووفق الجدول المحدّد، من المقرّر أن تُعلن اللائحة النهائية يومَيْ 26 و27 أيّار، ليلي ذلك حملة انتخابية لـ20 يوماً. وهناك لائحة طويلة من المرشّحين الآتين من خلفية عسكرية.


MISS 3