زينة عبود

وزراء البروفسور دياب قليلو الخبرة في زمن يحتاج خبراء

زلّات وهفوات وسقطات بالجملة

22 أيار 2021

02 : 00

البروفسور حسّان دياب
هي الهفوات وزلّات الألسن تلاحق وزراء حكومة حسان دياب المستقيلة، والمرجّح أن تطول مهمة تصريف أعمالها إلى ما شاء الله في ظل أزمة الثقة المتمادية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف. إذاً العمر المديد يقابله المزيد والمزيد من العثرات والنهفات والخبطات.





من رأس الهرم الحكومي تبدأ سبحة السقطات ويذكر جميع اللبنانيين بيان الرئيس حسان دياب التقويمي لمناسبة مرور مئة يوم على البيان الوزاري لحكومته، عندما ذكر أن الحكومة أنجزت 97% من التزاماتها واسترسل الى حدّ الجزم بأن ما تحقق هو نقطة الانطلاق لمسار النهوض، ويومها بشّر اللبنانيين بأنّه حصل على وعد من حاكم مصرف لبنان بالتدخل في السوق فوراً للجم ارتفاع سعر صرف الدولار... نعم هو نفسه الدولار الذي بلغ عتبة 13000 ليرة لبنانية أمس من دون أن تلجمه آخر المنصّات: منصة "صيرفة" التي أطلقها المصرف المركزي سراً قبل نحو أسبوع من الإطلاق العلني، وفشلت بتحقيق أي خفض في سعر صرف الدولار ولو بخمسمائة ليرة!


الوزير المُعفى من مهامه: شربل وهبه



وهبه: آخر السقطات

على خطى البروفسور الرئيس توالت سقطات وزراء حكومة دياب وآخرها ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه قبل أيام بحق المملكة العربية السعودية، ضارباً عرض الحائط علاقات لبنان بدول الخليج عموماً والمملكة خصوصاً، وذلك لمجرّد أن المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري وفي معرض مداخلته خلال برنامج "المشهد اللبناني" عبر قناة "الحرة"، ذكر اسم ميشال عون "حاف" أو لوصفه الرئيس وصهره بالثنائي المرح ما استفزّ وهبه فتوجّه إلى المحلل السياسي السُعودي بالقول: "أنا من لبنان وأتعرّض للإهانة من شخص من أهل البدو". هذا بعدما نزع الميكرو وغادر كرسيه وما قاله قبل انسحابه "الموقت" لا يقل ديبلوماسية ولباقة عما قاله واقفاً: "الذي يقتل الخاشقجي باسطنبول لا يتكلم بالطريقة هذه".

سقطةٌ كبرى أطاحت بوهبه نهائياً، وقد تبعده عن المشهد السياسي بشكل كامل وقد اضطر إلى الإعتذار من السفير البخاري بعدما طلب من رئيس الجمهورية، لا رئيس الحكومة، إعفاءه من مهامه. وداعاً شربل وهبه!


الوزير محمد فهمي



فهمي يا طيب القلب

في حكومة تصريف الأعمال، وزير قليل الخبرة بالسياسة... إنه وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي الذي طمأن اللبنانيين منذ أشهر قليلة، الى أن لا أمن في لبنان! بهذه البساطة صرّح "الأمن تلاشى والبلد بات مكشوفاً على الاحتمالات كافة وليس فقط على الاغتيالات".

وفي اعتراف سابق أثار بلبلة عارمة، أقرّ فهمي في إحدى مقابلاته التلفزيونية بأنه قتل شخصين فروى أنه "في العام 1981 وقع بيني وبين حزب فاعل وقوي، إشكال، أعتذر من الأهل، من الجميع، من المشاهدين، قتلت اثنين، لكن الرئيس عون حماني، وقال: يا محمد طول ما فيّ نفس ما حدا بيدقك بشوكة".

هذا التصريح أثار غضب اللبنانيين عموماً وأهالي ضحايا الحرب خصوصاً فسارع فهمي الى إصدار بيان توضيحي ان ما حصل كان نتيجة تعرض حاجز الجيش اللبناني، الذي كان بإمرته في حينه، لهجوم من قبل مسلحين نجم عنه سقوط ضحايا، وإن ردة فعل عناصر الجيش كانت في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس والدفاع عن الشرعية وعن هيبة الدولة ومعنويات الجيش.

وعن القضاء قال ما قاله عن فساده في برنامج "صار الوقت" ثم تراجع.

وبعيد انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، أكد وزير الداخلية أنّ "التحقيق سيكون شفافاً وسيستغرق خمسة أيام وان المسؤول سيحاسب وإذا لم نستطع المحاسبة فلنرحل الى البيت". وعالوعد يا كمّون، الأيام الخمسة صارت تسعة أشهر وحتى الآن لا شفافية ولا محاسبة، هناك فقط من يحزنون على ضحايا الإهمال في وطن بات غريباً عن أبنائه الى أقصى الحدود.

الوزير حمد حسن



حمد حسن: أديب التغريد

إنفجار نيترات الأمونيوم كشف عورة العديد من المسؤولين ومنهم الوزير حمد حسن الذي دوّى تعليقه بعد نحو خمسة أشهر على وقوع جريمة العصر عندما قال: "من ماتوا في انفجار المرفأ قضوا قضاءً وقدراً، أما من يُصابون أو يموتون بفيروس كورونا برأيي يكون ذلك بإرادتهم شاؤوا أو أبوا". ما الذي تفوّه به حمد حسن؟ هل هي زلّة لسان أم نظرية عبقرية وفلسفة من وزير "اللاداعي للهلع" وأحد فطاحل التغريد المندرج في إطار الأدب التجريدي؟

لم يشعر وزير الصحة يوماً بالهلع من كورونا وفي عزّ الفورة الوبائية تسلّح بالسيف والترس ورقص الدبكة بين الحشود محمولاً على الأكتاف في خلال حفل تكريمي أقيم على شرفه في بعلبك تقديراً لجهوده في مواجهة كوفيد 19.

مقطع الفيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحوّلت رقصة كورونا "تراند" دارت التعليقات حولها "الوزير مولّعها والكورونا عن تبكي بالزاوية"... "تكريم وزير الصحة لانه اخذ الاجراءات المناسبة للوقاية من الكورونا... كورونا كان عم يدبك معهم".

لكن الوزير حمد حسن أصيل، وكما قُدّرت جهودُه أبى إلا أن يقدّر بدوره جهود نواب الأمة، فارتأى بقرار سيادي أن تتوجه الفرق الطبية إلى مجلس النواب من أجل تلقيح باقة من النواب تقديراً لجهودهم بعدما اجتمعوا طيلة سبعة أيام بشكل متتال وأقروا قانون الاستخدام الطارئ للقاح.

عذراً ولكن عن أي جهود تحدّث وزير الصحة؟ هذه اسمُها واجبات نائب!


الوزير راوول نعمة


نعمة زايدة

بكل الأحوال التقدير تمّ والتلقيح حصل، بالحديث عن الجهود أليس من المعيب ألا يتوجّه أحدٌ بكلمة شكر لوزير الاقتصاد راوول نعمة تقديراً لجهوده في إنجاز السلّة الغذائية المؤلفة من ثلاثمئة سلعة تم استيرادها على سعر 3850 ليرة؟!!

إنزعاج الوزير نعمة لاقى تعليقات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي فقد بات اللبناني يشعر بالتخمة من "تمنينه من كيسه"، كما يقال.

ومن أبرز تعليقات المواطنين على تويتر: "السلة الغذائية للوزير راوول نعمة ربما تنقلنا من العدم إلى الحضيض وبرأيه يجب أن نشكره على الحضيض الذي أنعم به علينا". سقطة أخرى سُطّرت لوزير الاقتصاد اثر توجيهه كتاباً إلى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار يطلب فيه "اخراج الاعمال الحربية والارهابية من دائرة الاسباب التي ادت الى انفجار مرفأ بيروت".


الوزير طارق المجذوب



المجذوب

في الحكومة وزيرٌ غريب الأطوار يطمح في زمن كورونا الى إعادة فتح المدارس وهو دائم الحيرة بين قرارات التعليم عن بعد والتعليم المدمج والتعليم الحضوري، ويصرّ في خضمّ الأزمة المالية وشحّ القرطاسية وإفلاس الدولة والقطاع التربوي عموماً على إجراء الامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية... نعم إنه وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، زلّاته يحصيها الطلاب بدقّة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين الوزيرات الست في حكومة حسان دياب إكتشفت سيدة الأناقة منال عبد الصمد ذات يوم "الاسعار نار والشعب جوعان"، اكتشفت ذلك بعدما بلغ سعر صرف الدولار حد السبعة آلاف ليرة، ثم دعت إلى صناعة غذائية بديلة عن خبز الدقيق، وهي خبز البطاطا، علماً أن كلفة الرغيف المصنوع من دقيق البطاطا يكلف أضعاف كلفة الرغيف الذي اعتدنا عليه. كم لفتت الأنظار الست منال يوم سحبت "متراً" لقياس المسافة الواجب اتخاذها بين مشاركين في ندوة عُقدت في السراي.

الوزير دميانوس قطار



دميانوس: لا حس ولا حسيس

وضمت حكومة دياب وزيراً اعتبره دياب من أقرب مقرّبيه فخذله. هو الحامل حقيبتي البيئة ولقب وزير دولة لشؤون التنمية الادارية واسمه دميانوس قطار. وزير "لا حسّ ولا حسيس"، لم يفعل شيئاً. بلى فعل وكان أسرع الوزراء بالنزول من المركب والإبتعاد عن الضوء، وهو في المناسبة وزير الخارجية بالوكالة. فالرجاء ممن يعلم أين هو إفادة دوائر السراي. وبين الوزراء من يعتبر نفسه الوزير الأسوأ حظاً، وزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار الذي يمشي بين النقاط ولا يستفز أحداً "حتى ما تلحقو طرطوشة".

ومن الوزراء الذين تركوا بصمة مخيبة وزيرة العدل ماري كلود نجم، وهي من وقفت ضد تشكيلات مجلس القضاء الأعلى قبل أن توقعها اضطراراً، وتُجمّد في برّاد بعبدا، ووقفت على الحياد بين القاضية غادة عون، الفاتحة على حسابها وبين من يريد محاسبتها على جملة مخالفات.

مع الوقت، قد نكتشف المزيد عن وزراء قليلي الكلام، كوزيرة الشباب والرياضة ووزير الإتصالات ووزيرة العمل...الوقت أمامنا.


MISS 3