مسعود محمد

إيران: لا وسطيين ولا إصلاحيين... الرئاسة للمتشدّدين!

29 أيار 2021

02 : 00

الإنتخابات الرئاسية الإيرانية حدث فرض نفسه على أجندات المراقبين في المنطقة، فجذبت إنتباه الدول المحيطة بإيران وكذلك البعيدة، نظراً لأهميتها ودورها في رسم مستقبل إيران السياسي. وتتضاعف هذه الأهمية في خضمّ الحديث عن عمر وصحة الولي الفقيه وإشكالية خلافته، في ظل تشكيك متبادل من قبل المرشحين بصلاحية كل منهم كمرشح.

مجلس صيانة الدستور في إيران ألغى ترشيحات علي لاريجاني واسحق جهانكیري ومحمود أحمدي نجاد، وهذا يعني بحسب ما كتبت الكاتبة المتخصّصة في الشأن الإيراني باديا هاني فحص عبر صفحتها على "فيسبوك": "لا وسطيين ولا إصلاحيين ولا محافظين جدداً، الرئاسة انحسمت للمتشدّدين".

توجهت "نداء الوطن" إلى مجموعة من المعارضين الإيرانيين لمعرفة رأيهم في تلك الإنتخابات الرئاسية، ومنهم السكرتير الأسبق للحزب الديموقراطي الكردستاني عبد الله حسن زاده، الذي اعتبر أنه "من الخطأ إطلاق تسمية إنتخابات على السباق الرئاسي في إيران، فالرئيس يُعيّن من قبل الولي الفقيه ويُكرّس من قبل مجلس صيانة الدستور".

أمّا نائب الأمين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني محمد نظيف قادري، فقال: "الشعب الإيراني لا حول ولا قوّة له، فهو يُصوّت لصالح من حظي برضى الولي الفقيه، وكلّهم سواسية من حيث الفكر والإنتماء إلى سياسة ونظرية الولي الفقيه والحرس الثوري"، مشيراً إلى أن "كردستان - إيران ستقود المقاطعة، وسننجح بفضح ما يُسميه هذا النظام زوراً بالإنتخابات الديموقراطية".

من جهته، قال سكرتير حزب كومله عبد الله مهتدي: "نجحنا ككتلة كردية في العام 2017 بطرح مشروع مقاطعة الإنتخابات عندما وصلنا معاً إلى قناعة كاملة بأنه لا جدوى من تلك الإنتخابات"، إذ "لم تُعد إحدى أدوات التغيير في إيران"، مضيفاً: "نجحنا رغم كلّ التشكيك الذي حصل في إمكانياتنا المتواضعة، واليوم هناك 240 مثقفاً إيرانياً تبنّوا نفس الإستراتيجية ودعوا إلى المقاطعة، لذلك دعونا كأحزاب كردية مجتمعين متضامنين إلى تبنّي مشروع المقاطعة من جديد وتوسيعه ليكون شاملاً كلّ الأطياف الإيرانية، البلوش والأهواز والمعارضين الفرس والمثقفين والطلاب، وكلّ الشرائح التي يُمكن أن تصلهم تلك الرسالة والدعوة".

بدوره، رأى عضو المكتب السياسي لحزب التضامن الديموقراطي الأهوازي حافظ فاضلي أن "المقاطعة ضرورية لفضح ما يُسمّى بالإنتخابات"، لافتاً إلى أنّه "في إيران ممنوع أن يترشح لتلك الإنتخابات أي شخص لا ينتمي إلى ولاية الفقيه أو العرق الفارسي، والتعديل الأخير للدستور يشترط أن يكون المتقدّمون مواطنين إيرانيين من المسلمين الشيعة"، وتساءل: "هل تُسمّي ذلك إنتخابات؟ الدستور يُخرج سلفاً من المنافسة كلّ الكرد والسنة والعرب والأقليات الدينية كالبهائيين والمسيحيين، رغم أنهم مواطنون إيرانيون".

من ناحيته، أوضح عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب البلوشي حميد بندوي أنّها "إنتخابات اللون الواحد"، معتبراً أنّه "عندما يسمح الدستور بترشيح بلوشي أو كردي أو عربي - إيراني للرئاسة ويسمح بحصول إنتخابات ديموقراطية ويتمّ الإعتراف بوجود أقليات في إيران بدل التصويت لنظرية الأمة الإيرانية، حينها سنتكلّم عن الإنتخابات". وإذ لفت إلى أن "مناطق البلوش في إيران هي الأكثر تخلّفاً وظلماً"، تساءل "هل نُصوّت لمن ظلمنا ومنعنا حقنا من العيش بكرامة؟ لن يكون هناك تصويت في بلوشستان وسنُقاطع الإنتخابات".


MISS 3