فادي سمعان

لبنان يستهلّ التصفيات المزدوجة اليوم بمواجهة سريلانكا

5 حزيران 2021

02 : 00

منتخب لبنان يتمرّن في كوريا قبل لقاء سريلانكا
يخوضُ منتخب لبنان لكرة القدم مباراته أمام سريلانكا على ملعب "غويانغ" في كوريا الجنوبية عند التاسعة من صباح اليوم، ضمن المجموعة الثامنة من التصفيات المزدوجة لكأس العالم “قطر 2022” وكأس آسيا “الصين 2023”، وستجرى المباريات المؤجلة من التصفيات منذ العام الماضي بسبب جائحة كورونا وفق صيغة “اللقاءات المجمّعة” التي تحتضنها كوريا الجنوبية، وسط إجراءات وقائية صحّية مشددة تشمل مقرّ إقامة المنتخبات وملاعب التدريب وملعب المباريات.

يتطلّع اللاعبون اللبنانيون للمضيّ بعيداً في هذا الاستحقاق المهمّ، ناشدين التأهل المباشر إلى البطولة القارّية ومتابعة المشوار الموندياليّ بنجاح، علماً أنه بعد إنسحاب كوريا الشمالية من التصفيات وحذف كامل نتائجها، باتت المجموعة الثامنة مؤلفة من لبنان وأصحاب الأرض وتركمانستان وسريلانكا، ويتصدّر المنتخب الكوري الجنوبي الترتيب برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف عن منتخب الأرز، ثمّ التركماني ثالثاً (6 نقاط) والسريلانكي في المركز الرابع والأخير من دون أيّ نقطة.

طه: لا مباريات سهلة


وفي المؤتمر الصحافيّ الرسميّ قبل المباراة الذي نُظّم عن بُعد، تطرّق المدير الفني لمنتخب لبنان جمال طه إلى حسنات خوض التصفيات ضمن تجمّع وسيئاته، مؤكداً أنّ "منتخبنا جيد وجاهز لهذا الاستحقاق، ونتطلّع لحصد النقاط التي تخولّنا بلوغ الدور الثالث من تصفيات المونديال والتأهل مباشرة لنهائيات كأس آسيا"، لافتاً إلى أن "غياب قائد المنتخب حسن معتوق بداعي الإصابة مؤثر من دون شك، لكن زملاءه على قدر المسؤولية ليصنعوا فارقاً ويحققوا الأمنية المشتركة".

وأوضح أنه تسلّم مقدرات المنتخب في حزيران الماضي، لكنه عمل قبلها مساعداً للمدير الفني السابق الروماني ليفيو تشيبوتاريو، وبالتالي فإنه يعرف نقاط القوة والضعف والتفاصيل كلها منذ أن إنطلقت هذه التصفيات، مشيراً الى أنّ جائحة كورونا وفترات التوقّف أثرتا سلباً على تنفيذ البرنامج الموضوع، وواصل: "على رغم ذلك عملنا في ظروف قاسية لتجاوز هذا المطبّ الاستثنائيّ، واعتمدنا آلية تمكّن اللاعبين من الاعتناء بلياقتهم"، مجدداً التأكيد أن لا مباريات سهلة، كما أنّ المنتخب السريلانكي "شهد تغيّرات عدة منذ فوزنا عليه على أرضه، والمهمّ أن نترجم تصميمنا ميدانياً بحصد النقاط الثلاث".



المدرّب وسام خليل



التركيز الميدانيّ مطلوب

ورداً على سؤال عن شعور اللاعبين بالضغط كونهم مطالبين بالفوز واستثمار ورقة إنسحاب كوريا الشمالية بعدما تحسّن ترتيب منتخب لبنان، أجاب طه: "تحصر بعض التحليلات قوة المجموعة بكوريا الجنوبية صاحبة الأرض ومنتخبنا، وربما هذا منطقيّ قياساً إلى النتائج المسجّلة وإعتبار كوريا باتت معتادة على بلوغ نهائيات المونديال وأحد أقوى المنتخبات الآسيوية وتضم لاعبين بارزين في أقوى الدوريات الأوروبية، لكنّ العامل المؤثر يبقى وليد ساعته، أي مجريات المباراة ولا شيء غيرها". وواصل: "في صفوف منتخبنا عناصر عاشت إستحقاقات كبيرة سابقة وهي تمتلك الخبرة وتعرف معنى ما أقوله، وأخرى تعيش هذه التجربة للمرة الأولى وتطلعاتها كبيرة، وفي الخلاصة، الجميع متحمّس لأداء المطلوب منه والمساهمة في تحقيق نقلة مميزة ايجابية، وقد طلبتُ من اللاعبين التركيز الميدانيّ فقط واللعب بأريحية ما يبرز مهاراتهم ويُحقق أحلامهم".

من جانبه إعتبر قائد المنتخب نور منصور أن اللاعبين بذلوا الكثير وثابروا على التحضير في الظروف الصعبة بهدف التأهل. أضاف: "سنتعامل مع كل مباراة على حدة، ونعتمد سياسة الخطوة خطوة لنعبر الى النهائيات عن جدارة واستحقاق".خليل: المباراتان الأوليان الأهمّ

وفي السياق نفسه، كشفَ مدرّب منتخب لبنان لكرة القدم وسام خليل لصحيفتنا أنّ المنتخب في حال جهوزية تامّة، وانّ الجهاز الفني راضٍ على التحضيرات، "خاصة اننا استفدنا هذه المرة من إلتحاق معظم اللاعبين المحترفين الذين يلعبون خارج لبنان وغالبيتهم حاضرون فنياً وبدنياً، على عكس ما كان يحدث سابقاً، حيث كنا نفتقد خلال التجمّعات التحضيرية جهود البعض بسبب إرتباطاتهم الخارجية بأنديتهم".

وحول غياب عدد من اللاعبين المؤثرين عن المنتخب أمثال قائد المنتخب حسن معتوق وحسن شعيتو "موني"، أجاب: "نأسف لغياب معتوق عن هذه المواجهات المصيرية، وهو نجم من الصعب تعويضه على الصعيد الفرديّ، لذلك سيحاول المنتخب أن يلعب كمجموعة لتعويض غيابه القسريّ بداعي الإصابة، كون معتوق يُعدّ مفتاحاً للعب، وهو مُفيد في أيّ مركز وضمن أيّ إستراتيجية تخاض بها المباراة، كما أنه عنصرٌ مفاجئ هجومياً وقادر على إيجاد الحلول الناجعة وخلق الفرص الخطرة أمام مرمى الخصم، ونحن نأمل عودته سريعاً الى الملاعب وتعافيه من الاصابة، وهو الأمر الذي نتمناه أيضاً للاعب شعيتو".


طه ومنصور في مؤتمرهما الصحافي



وبالنسبة للطقس الماطر الذي يسيطر حالياً على العاصمة الكورية الجنوبية سيول حيث ستُجرى منافسات التصفيات الآسيوية ومدى تأثيره على المباريات، أشار خليل الى أنّ الطقس هناك مقبول جداً كونه قريباً من المناخ اللبناني، معتبراً أنّ الملاعب في كوريا ذات نوعية ممتازة وتتمتع بالمواصفات الدولية المطلوبة، وهذا سيساعد المنتخب اللبنانيّ كثيراً على الصعيد الفنيّ. وعن حظوظ لبنان بالتأهل، لفت الى أنّ إنسحاب كوريا الشمالية من المجموعة وشطب نتائجها عوّض على منتخب الأرز الضرر الذي لحق به بعد التعادل والخسارة أمامها وفقدانه بذلك خمس نقاط، وعزز بالتالي فرصه في التأهل المباشر الى كأس آسيا 2023، والى الدور الثالث من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، شرط أن يحقق نتائج إيجابية، معرباً عن إعتقاده بأنّ الفرصة سانحة تماماً اليوم لتحقيق المطلوب.لا مستحيل

في كرة القدم

أضاف خليل: "تسلسل المباريات الثلاث يصبّ لمصلحتنا مبدئياً، إذ سنخوض مباراة سهلة نسبياً أمام سريلانكا بسبب تواضع مستواها الفني على رغم أنّ كرة القدم ليس فيها قويّ وكبير وهي مليئة بالمفاجآت، ومفتاح الفوز يأتي دائماً ثمرة الجهد والندّية والجدية والانضباط". وتابع: "أما المباراة الثانية أمام تركمانستان فتُعتبر في غاية الصعوبة، ونحن نسعى لأن نجعل مهمتنا أسهل، حيث سبق ان تغلبنا عليها (2-1) ذهاباً، ونحن قادرون على تكرار هذا الفوز، ولكن المباراة تتطلبُ الكثير من الانضباط التكتيكيّ العالي، وعدم المراهنة والمجازفة لأنها مباراة مفصلية ومهمّة وتقرر مصيرنا في ترتيب هذه المجموعة".

وبالنسبة لكوريا الجنوبية، قال: "كلنا نتفق على انّ مستوى المنتخب الكوريّ أعلى من مستوانا الفني بشكل عام، ولكنّ المباراة الأولى التي انتهت بالتعادل السلبي كانت دليلاً على انه في كرة القدم ليس هناك من مستحيل، لذا فإنّ واجبنا التركيز التامّ على أول مباراتين، وبعدها سيكون لنا الوقت وكلّ المعطيات لكي نحضّر أنفسنا للمواجهة الصعبة أمام أصحاب الأرض".


MISS 3