محمد دهشة

ينتظرون قرار "المركزي" اليوم

مودِعو المصارف في صيدا: نريد أموالنا فوراً

7 حزيران 2021

02 : 00

الحريري خلال الاجتماع الصحّي في مجدليون

وسط الازمات المتتالية والصورة السوداوية، شكّل وعد مصرف لبنان المركزي، بإلزام المصارف بدفع مبلغ من مستحقات المودعين بالدولار الاميركي ومثله بالليرة اللبنانية على سعر منصة SAYRAFA شهرياً بارقة أمل، بعدما يئس الكثيرون من استعادة اموالهم المحجوزة، في ظل الازمة المالية والمعيشية الخانقة.

الحاج عبد الله، واحد من أبناء صيدا الذي عمل في الخليج العربي وتحديداً في السعودية عشرين عاماً، قبل ان يعود الى المدينة متقاعداً، ويضع جنى عمره من مال في المصرف، لكنه حجز عليه عنوة، من دون ان يترك له خيار التصرّف به أو سحبه نقداً بالدولار، بعد الانهيار الاقتصادي والمالي نهاية العام 2019. اليوم ينتظر بفارغ الصبر قرار المصرف النهائي الذي يحدّد فيه قيمة المبلغ وآلية الدفع، ويخشى من التراجع في اللحظات الاخيرة وِفق تسوية، كما تجري العادة في المعادلة اللبنانية. يقول الحاج عبد الله لـ"نداء الوطن": "لقد فقدت الامل في استعادة اموالي في ظلّ الانهيار المتواصل في البلد، لم يبقَ قطاع الا واصابه التردّي، واصبحت انتظر كل شهر لسحب حصّتي وكأنّني أتلقّى مساعدة مالية وليس استعادة مالي"، ويضيف "اريد اموالي فوراً وقرار مصرف لبنان ليس حلاً جذرياً بل طوق نجاة لنا للعيش بكرامة، بعيداً من ذلّ السؤال في هذه الايام الصعبة والغلاء وارتفاع الاسعار، لقد ذهب عمري وجنى مالي سدى، ولم أعد قادراً على التصرّف به كيفما اريد، حتى انني كنت انوي فتح محل وسبقتني الكارثة". مع بدء الازمة الاقتصادية، ومن دون سابق انذار، امتنعت المصارف عن دفع أموال المودعين، وحدّدت حصّة شهرية اولاً بالدولار الاميركي، ثم تناقصت تدريجياً مع غياب الحلول والخلافات السياسية، الى ان توقّفت نهائياً، مقابل السماح بسحب حصّة شهرية وِفق منصّة 3900 ليرة لبنانية، ولا تتجاوز في افضل الاحوال اكثر من 1000 دولار اميركي، ما فاقم ازمة المودعين. المودع محمد الستيني ليس افضل حالاً من الحاج عبد الله، أمضى عمره في العمل لكسب قوت العيش، قرّر بيع "نمرة التاكسي"، حوّل ماله الى الدولار ووضعه في المصرف كي يعيش به كريماً في كبره مع عائلته، ولكن الضائقة الاقتصادية حاصرته بين الفقر والجوع، يقول: "لا أصدق انّ قراراً سيتّخذ وسيعاد جزء من الحق الى اصحابه، لقد وصلنا الى مرحلة اليأس، حتى قرار إبقاء الصرف على منصة 3900 قبلنا به، بعدما ارادوا تخفيضه الى 1500 ليرة لبنانية، بات همّنا سحب حصّتنا كل شهر كي نسدّ رمقنا".

"كورونا" والازمات

الى جانب الانتظار والترقّب، يواصل عدّاد "كورونا" انخفاضه في صيدا، تراجعت الاصابات والوفيات وتنفّس ابناؤها الصعداء، ولكنّ المشاكل الحياتية والخدماتية تقدّمت على ما سواها: فقدان الادوية في الصيدليات، شحّ البنزين في المحطات، الخوف من رفع الدعم وارتفاع الاسعار مجدّداً، تقنين قاسٍ في التيار الكهربائي وعزم اصحاب المولدات على اطفائها لساعات يومياً، والخشية من خطر انقطاع "النت" من هيئة "اوجيرو" وسواها، فيما الدولة غائبة عن السمع وعن المعالجة.

في المقابل، كشفت خلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ان عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسبوع الأخير بلغ 80 حالة في صيدا، فيما لم تسجّل اي حالة وفاة، وبلغت عملية التلقيح 28424 جرعة (24530 فايزر، 2054 استرازينيكا، 1840 سبوتنيك V)، لـ 18050 شخصاً بين جرعة اولى وجرعة ثانية موزّعة على المراكز الثلاثة المعتمدة، مستشفى صيدا الحكومي (فايزر)، التركي التخصصي للطوارئ والحروق (سبوتنيك V) ومحمود الجامعي (استرازينيكا) . وقالت النائبة بهية الحريري خلال الاجتماع التنسيقي الدوري حول مستجدّات ""كورونا واللقاحات في صيدا والجوار الذي عقد في مجدليون: "إنّ ما يطمئن هو ان أعداد الاصابات في تناقص مستمر، مقابل مزيد من الارتفاع بوتيرة التلقيح، وسنكون على موعد مع المزيد من كميات اللقاحات ومنها ماراثون "فايزر" في المستشفى الحكومي، وسيتم افتتاح مركز تلقيح بـ"فايزر" في المستشفى التركي وسنتابع بعدها بدفعة ثانية من "سبوتنيك V " المقدّم من الرئيس سعد الحريري في المستشفى نفسه، الى جانب استمرار التلقيح بأسترازينيكا في مستشفى حمود، والمطلوب هو تنظيم عملية التلقيح بشكل يسهّل على الناس ويشمل اكبر عدد ممكن من الأفراد والقطاعات".

وأضافت الحريري ان "الأزمات لا تنتهي ولن تتوقف عند جائحة "كورونا"، نحن اليوم امام أزمات اقتصادية معيشية توازي بخطرها "كورونا" وربّما اكثر خطورة لأنها تطال بالمباشر كل الناس وكل القطاعات وكل البلد وتهدّد بانفجار اجتماعي وتستدعي اعلى درجات المواكبة لتداعيات هذه الأزمات على كل الصعد".