محمد دهشة

ناشطو صيدا إلى الشارع مجدّداً: "خافوا الله"

12 حزيران 2021

02 : 00

ناشطو صيدا يقفلون الطريق عند تقاطع ايليا

اشتدّي يا أزمة تنفرجي... الا في لبنان اشتدّي لتنفجري، هذا هو واقع حال المواطنين الذين يواجهون كل يوم أزمة معيشية جديدة، وآخرها فقدان حليب الاطفال وارتفاع سعر ربطة الخبز الى ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، وهي ما تبقّى من طعام "حاف" للفقراء، بعد ازمات الكهرباء والمولدات والمياه وشح البنزين والادوية وانهيار القطاعات الواحد تلو الآخر.

وعلى وقع الازمات، نزل العشرات من الناشطين في مجموعات حراك صيدا الى ساحة الثورة عند "تقاطع ايليا" ليعبّروا عن غضبهم ممّا آلت اليه الاوضاع، داعين ابناء المدينة الى ملء الساحة مجدّداً بعدما تراجع الاحتجاج نتيجة تفشّي "كورونا" واعلان حالة الطوارئ الصحّية واغلاق البلد.

وسط الدخان الابيض الذي يتصاعد من الحاويات التي تندلع فيها النار وسط الساحة بعد اقفال الطريق المؤدي اليها، وقفت الناشطة ميادة حشيشو تستجمع قواها، وقد التحفت كعادتها منذ بدء الحراك الاحتجاجي في 17 تشرين الاول العلم اللبناني، حملت رغيف خبز، وصرخت بأعلى صوتها "خافوا الله لقد اصبحت ربطة الخبز بثلاثة آلاف ليرة لبنانية ماذا تركتم للفقراء ليأكلوا".

وتقول حشيشو لـ"نداء الوطن": "لقد طفح الكيل ونسير نحو الانفجار الاجتماعي، لا مفرّ منه، ما ينتظرنا الأسوأ، ربما الموت على ابواب المستشفيات، بعدما قلّصت الجهات الضامنة الاعداد، لا ادوية في الصيدليات ولا حليب للاطفال، ولا بنزين في المحطات، وتقنين قاس في التيار الكهربائي وتهديد من اصحاب المولدات بإطفائها، والدولار يحلّق عالياً وكل شيء مرتبط به، لم يتركوا للمواطن شيئاً، سوى الغضب"، مشيرة الى "أن اعداد المحتجين ما زالت قليلة، وندعو كل الناس وخاصة الموجوعين الى النزول الى الشارع والتعبير عن رأيهم، لن نترك الساحة بعد اليوم ولن نيأس او نصاب بالاحباط، نريد ان ندافع عن مصيرنا ومستقبل اولادنا".

وتؤيد الناشطة ميرفت مزهر رفيقتها ميادة، وتؤكد لـ"نداء الوطن" ان رفع الدعم عن المواد الاساسية بدأ بطريقة ملتوية كي يتعوّد الناس عليه، قبل ان تضيف بغضب "لن نقبل به، نريد من الطبقة السياسية الرحيل وتشكيل حكومة انقاذ بعيداً من القيد الطائفي، وتأخذ على عاتقها وقف الانهيار الاقتصادي والمالي ومعالجة المشاكل المعيشية، لم تعد الناس تتحمّل أكثر"، مستغربة "بقاء الناس في منازلهم والقبول بالاذلال وبالطوابير على المحطات والصيدليات وقبلها الافران والمستشفيات وغيرها".

منذ أيام، نزل عدد من ناشطي صيدا الى ساحة الثورة مساء، اقفلوا الطريق لبعض الوقت بحاويات النفايات واضرموا النار فيها احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي وتردّي الاوضاع المعيشية بالجملة، ثم غادروا على أمل ان تعود الساحة وتمتلئ بالمحتجين كما الحال سابقاً، غير ان احتجاج امس ميّزه تطوران: الاول قيام شخصين بمحاولة تحطيم صرّاف آلي عائد لأحد المصارف القريبة من المكان، وقد اوقفهما الجيش اللبناني، الثاني بدء وقوع اشكالات على محطات الوقود وسط ساعات الانتظار، حيث شهدت احداها عند مستديرة القناية اشكالاً بين عدد من المواطنين على خلفية التزاحم على التزوّد بمادة البنزين، واسفر الاشكال عن وقوع جريح واستدعى تدخّل الجيش اللبناني لتطويق ذيوله.

انقسام الصيدليات

وامتداداً، انقسمت صيدليات صيدا في الالتزام بقرار الاقفال، على خلفية أن نقابة الصيادلة لم توجه الدعوة الى الاضراب، وممنوع على الصيدلي الإقفال من دون إذن وزارة الصحة العامة، فأقفل عدد كبير منها للمطالبة بإعادة تزويدها بالادوية بعد فقدان القسم الاكبر منها ولا سيما لاصحاب الامراض المزمنة، فيما فتح العدد الباقي تلبية لاحتياجات المرضى الطارئة في الحصول على ما يتوافر من ادوية.

ومنذ اكثر من شهر وتشكو الصيدليات من فقدان الادوية، فيما يصبّ المرضى جام غضبهم عليهم عند سؤالها عن الدواء وعدم توفره، بينما تخزن الشركات الادوية حتى يتم صرف دعمها من المصرف المركزي قبل صدور القرار بالموافقة المسبقة عليه، علماً ان نقيب الصيادلة غسان الأمين أكد انه في القانون لا يمكن أن تدعو نقابة الصيادلة إلى الإضراب، لكن هناك 600 صيدلية أقفلت، والكثير منها على طريق الإقفال ولا أدوية؛ لذلك من الطبيعي التداعي إلى الإضراب اليوم وغداً.


MISS 3