"G7": رصّ الصفوف في مواجهة روسيا والصين

02 : 00

الملكة إليزابيث الثانية مستقبلةً بايدن وعقيلته في قصر وندسور أمس (أ ف ب)

في قمة شهدت دفعاً في اتّجاه دينامية جديدة تقوم على تعدّد الأقطاب بمشاركة الولايات المتحدة، أكد قادة دول مجموعة السبع أمس عزمهم على وضع حدّ للجائحة من خلال توفير أكثر من مليار جرعة لقاح عبر التمويل أو آلية "كوفاكس" بحلول نهاية العام 2022، فيما حضّوا الصين على التعاون مع منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق "شفاف وعلمي" في مرحلته الثانية في شأن مصدر الوباء، لمعرفة ما إذا نجم عن حادث في مختبر.

وبقيادة واشنطن، سعى قادة دول المجموعة إلى إظهار وحدة صف حول الملفات الكبرى والتحدّيات الجيوستراتيجية التي تُواجه العالم، بدءاً بالجائحة مروراً بالتغيّر المناخي، ووصولاً إلى ممارسات الصين وروسيا. وأعدّ القادة خطّة ترمي إلى تهيئة العالم لتمكينه من التصدّي لجائحة جديدة في غضون أقلّ من مئة يوم.

وكانت للمقاربة الديبلوماسية حيال الصين وروسيا حصّة وازنة خلال القمة، إذ دعت "مجموعة السبع" في بيانها الختامي بعد قمّة استمرّت 3 أيّام، بكين، إلى "احترام حقوق الإنسان" في كلّ من إقليم شينجيانغ، حيث تُتّهم السلطات الشيوعية بارتكاب انتهاكات ضدّ الأقليات، وهونغ كونغ، حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديموقراطية.

كما طالبت "مجموعة السبع" روسيا بـ"وقف أنشطتها المزعزعة للإستقرار" بما في ذلك التدخلات، ودعتها إلى احترام حقوق الإنسان، متوعّدةً بـ"محاسبة" المسؤولين عن تنفيذ هجمات إلكترونية انطلاقاً من الأراضي الروسية.

وفي هذا الإطار، دعا قادة الدول السبع روسيا إلى "إجراء تحقيق عاجل وإلى تقديم شرح ذي صدقية وإعطاء توضيحات ذات صدقية حول استخدام أسلحة كيماوية على أراضيها، وإلى وضع حدّ للقمع الممنهج للمجتمع المدني ولوسائل الإعلام المستقلّة، وإلى كشف المسؤولين عن شنّ هجمات إلكترونية بواسطة برمجيات الفدية من داخل أراضيها".

وخلال جلسات العمل سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رصّ صفوف حلفائه في مواجهة بكين وموسكو، مؤكداً أن بلاد "العم سام" عادت حاضرة في الديبلوماسية الدولية عبر قمّة "مجموعة السبع" التي عكست "تعاوناً وإنتاجية استثنائيَّيْن".

وشدّد الرئيس الديموقراطي بعد القمة على أن صندوق البنى التحتية العالمي من أجل الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، الذي أعلن عنه القادة السبت، سيكون "أكثر إنصافاً بكثير" من "مبادرة حزام وطريق" الصينية، داعياً بكين إلى احترام المعايير الدولية، فيما تعهّد أن يكون "واضحاً بدرجة كبيرة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما المرتقبة في شأن مجموعة قضايا تُثير قلق الولايات المتحدة حيال موسكو.

من جهته، أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مجموعة الدول السبع "ليست نادياً مناهضاً للصين"، وقال إن الدول الصناعية السبع تُمثّل "تجمّع ديموقراطيات" تسعى إلى "العمل مع الصين في شأن كافة القضايا العالمية" بمعزل عن الخلافات.

وكرّر القادة أيضاً إلتزامهم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول العام 2030، ووقف المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم اعتباراً من هذا العام. والهدف هو الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، مقارنةً مع المستوى المسجّل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أنه بتخطيها يُصبح التغيّر المناخي خارج السيطرة.

وفي المقابل، حذّرت الصين قادة "مجموعة السبع" من أن الأيام التي كانت تُقرّر فيها "مجموعات صغيرة" من الدول مصير العالم قد ولّت منذ فترة طويلة، وقال متحدّث باسم السفارة الصينية في لندن: "لقد ولّت الأيام التي كانت تُملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية"، مضيفاً: "نعتقد دائماً أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، متساوية، وأنه يجب معالجة الشؤون العالمية من خلال التشاور بين كلّ الدول".

بدوره، أبدى بوتين استعداد بلاده لتسليم مرتكبي الهجمات الإلكترونية إلى الولايات المتحدة إذا فعلت واشنطن الشيء نفسه لموسكو، وإذا توصّل البلدان إلى اتفاق يُفضي إلى ذلك، متوقّعاً أن تُساعد قمّته هذا الأسبوع مع بايدن في إقامة حوار بين البلدَيْن وعودة الإتصالات الشخصية.

إلى ذلك، استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأميركي وزوجته جيل مع استعراض بحرس الشرف، تلاه احتساء الشاي في قصر وندسور غرب لندن، في ختام قمة "مجموعة السبع"، قبل أن يُغادر بايدن إلى بروكسل، حيث من المقرّر أن يُشارك في قمة "حلف شمال الأطلسي" اليوم.


MISS 3