عيسى يحيى

الدعوة إلى الإضراب لم تلقَ آذاناً صاغية

انتفاضة خجولة في بعلبك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية

18 حزيران 2021

02 : 00

قطع الطريق عند مدخل بعلبك - دوار الجبلي

بالرغم من ضيق الأوضاع المعيشية الصعبة وفقدان المواد الأساسية كالمحروقات والدواء، وارتفاع الاسعار والوقوف لساعات للحصول على ما يحتاجه المواطنون، لم يحرّك الناس في البقاع الشمالي ساكناً، ولم تلق دعوة الاتحاد العمالي العام الى الإضراب امس آذاناً صاغية وتحرّكات على الأرض بحجم المعاناة في المحافظة، وكأنّ الناس تعيش برغد وبحبوحة وكل ما تحتاجه متوفر وأعمالها تسير كما يحلو لها.

كسائر المناطق التي نزل فيها المواطنون الى الطرقات احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، قطع محتجّون من مختلف الشرائح الاجتماعية وبمشاركة عدد من الموظفين ومناصري بعض الاحزاب أحد مسربي الطريق الدولية عند دوار الجبلي في دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي عند العاشرة صباحاً لبعض الوقت التزاماً بدعوة الاتحاد العمالي العام. وأكدت رئيسة المكتب الإقليمي للضمان الاجتماعي في بعلبك سحر قيس "اننا نقف جنباً إلى جنب مع الاتحاد العمالي العام لتحقيق المطالب التي اصبحت أمراً واقعاً، وفي الوقت نفسه نطلب من الاتحاد إعلان الإضراب المفتوح، لان التحذير لم يعد يجدي نفعاً، كما أن الكلام مع السياسيين الذين أداروا الأذن الصماء لم يعد ينفع، فأمننا الغذائي أصبح مهدّداً، وكذلك أمننا الصحي والمعيشي".

وسألت: "أين أنت يا شعب لبنان العظيم، أيها الشعب النائم ماذا تنتظر لتتحرك؟ لا يطلب منك أحد بألّا توالي زعيمك، ولكن ليس من الضروري أن تدفن أولادك ومستقبلك كرمى لعيون زعيمك".

وتحدث الدكتور عماد غورلي باسم تيار "المستقبل"، فقال: "نحن مع هواجس الناس وأوجاعها وآلام هذا الشعب، ونترجم ذلك من خلال ممارستنا، ومن خلال دور الرئيس سعد الحريري الذي رضي بمهمّة التكليف التي أولاه إياها المجلس النيابي لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني المنهار، وبخاصه بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، ونحن بطبيعة الحال نريد حكومة انقاذية برئاسة الرئيس سعد الحريري وبدعم السلطة السياسية التي كلفته في مجلس النواب، وكل الذين يمثلون رؤيته في الحل الانقاذي للبلد، ولوضع اسس مرحلة جديدة في لبنان".

بدوره خليل زعيتر ألقى كلمة الاتحاد العمالي العام، فقال: "نطلق صرخة بوجه هذه السلطة التي تعيش حالة إنكار لما يعانيه كل مواطن في لبنان على الصعد كافة، الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وما نعيشه اليوم ليس محض صدفة ولا قضاء وقدراً، هذا إمعان في سياسة تتبعها الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثين سنة حتى الآن، فنحن نعيش في دولة جابي الضرائب من دون تأمين الرعاية الاجتماعية والأمن الاجتماعي". وختم: "يعتمدون سياسة قتل العمال والشعب، وما زالوا يتحدّثون عن حصص وصلاحيات، الناس تريد منكم تأليف حكومة إنقاذ، ولا يهمّنا من يكون وزيراً أو رئيس حكومة، بل ما يهمّنا هو من يؤمّن لقمة العيش للمواطن، ولم نعد نحتمل هذا الذلّ، ولن نقبل بقتلنا من دون رصاص بلقمة العيش وبالانتظار على أبواب المستشفيات والصيدليات وأمام محطات البنزين".


MISS 3