مايز عبيد

ملك الأردن بادر لإنقاذها لحظة انكفاء المسؤولين في وطنها

الطفلة سهيلة الكسار ضحية السلاح المتفلّت

19 حزيران 2021

02 : 00

عائلة سهيلة

تحوّلت قضية الطفلة سهيلة الكسار من بلدة ببنين في عكّار قضية رأي عام، بعدما أصابها رصاص الغدر الطائش الذي بات مشكلة مستعصية تؤرق حياة الناس بوجود السلاح غير الشرعي مع الناس بشكل فوضوي، واستعماله في كل المناسبات، وأحياناً حتى من دون مناسبة.

ثمة مجهول في لحظة ما، قرر إطلاق النار من سلاحه المتفلت من دون رادع في زمن اللادولة، فأصاب سهيلة إبنة الـ 8 سنوات في ظهرها بينما كانت تشتري البوظة من محل في جوار منزل ذويها الكائن في ببنين، فكادت أن تصاب بالشلل التام. الطفلة الآن بحاجة إلى الكثير من العلاج، تتلقّاه في الأردن بمبادرة من ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، وهو من أصعب العلاجات لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، في ظل انقطاع البنزين والمعدّات الطبية وارتفاع الأسعار والإنهيار الحاصل في القطاع الطبي وفي جميع القطاعات بشكل عام.

وعمّا حصل مع سهيلة تتحدث والدتها السيدة أسماء الكسار فتقول: "يوم الأحد الساعة العاشرة صباحاً لبست سهيلة ثيابها وذهبت لتشتري وتلعب كالعادة. بعد قليل تنادي عليّ الجارة وتقول: اركضي على سهيلة.. حملتها ونقلتها إلى البيت ولم أعرف ماذا حصل لكنها كانت تشكو من رجليها ومن ظهرها.. في مستشفى النيني طلبوا لها صورة وفي الصورة تبين أن هناك رصاصة في جسمها، وبدأت المعاناة. بعد إجراء العملية في مستشفى النيني علمنا بأن سهيلة بحاجة لنقلها الى مستشفى فيها عناية للأطفال.. لم نجد سريراً بالرغم من المحاولات المتكررة وكان دائماً الجواب (بدنا دولار فريش) ... كانت سهيلة تقول لي يا ماما أنا رح أمشي؟ وكنت أقول لها: "أي بدك تمشي بقدرة الله".

في حالة سهيلة أن الغشاء الخارجي للنخاع الشوكي مخدوش، ما أثّر على النصف الأسفل من الجسم وما زال لديها إحساس، لكنها غير قادرة على الحركة".

وأشارت إلى أن "السفير وليد بخاري اتصل وعرض المساعدة ثم جاءت المبادرة من سفيرة لبنان السابقة في الأردن ترايسي شمعون التي سعت وبادرت بالتواصل مع جلالة الملك الذي تلقّف الموضوع وتمّ على نفقته نقل الطفلة إلى الأردن بطائرة خاصة وفريق طبي أردني، وهي تتلقى العلاج في المملكة الأردنية الهاشمية".

وختمت: "أشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الإنسانية وملك القلوب، اهتمامه الكبير بطفلتنا الصغيرة".

رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار ومختار ببنين زاهر الكسّار أكد "أن الله ملك السموات والأرض سخّر ملك الأرض لأجل سهيلة الطفلة الفراشة التي حرمتها رصاصة طائشة من طفولتها. الحمد لله أن النخاع الشوكي لم يكن مقطوعاً، وسهيلة تتلقّى علاجها في الأردن بمبادرة من ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله".

أضاف:"نشكر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الإنسانية، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الذي اتّصل وأبدى الإستعداد، كما أشكر للسفيرة ترايسي شمعون جهودها ومحبتها، ولقيادة الجيش والصليب الأحمر والأمن العام ومحطة mtv جهودهم ... وأشكر كل من جعل من قضية سهيلة قضيته...أما لكل من يطلق الرصاص العشوائي بلا رادع، أما آن الأوان أن تعي أن ما تقوم به من فِعل طائش يؤدّي إلى القضاء على حياة الناس كما في حالة الطفلة سهيلة؟ تخيّل لو أن أولادك مكان هذه الطفلة".

رئيس بلدية ببنين - العبدة الدكتور كفاح الكسار اعتبر أن "قضية سهيلة هي قضية إنسانية متميزة؛ وجاءت مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني الجليلة باسم شعبه، ونحن لا نستغرب هذا الأمر من جلالته. فالحب الذي يحمله اللبنانيون للشعب الأردني وكذلك محبة الشعب الأردني تجاه اللبنانيين هي خير تعبير. لجلالة الملك منّا كل شكر باسم أهالي عكار وبلدتي ببنين وباسم كل الطفولة المهملة في لبنان من قبل من يفترض أن يهتمّوا بها".

أضاف: "كنت أتمنى لو أن المجلس الأعلى للطفولة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والذي وصله الخبر، بادر بالإتصال والتواصل، وكنت أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي... كنا نتمنّى لو تزامن التعاطف الشعبي الحاضن لجرح سهيلة من عموم المجتمع اللبناني والعربي والعالمي، مع تعاطف من المسؤولين اللبنانيين. لكن جاءت المبادرة الكريمة التي سعت إليها السيدة ترايسي شمعون لتأخذ قضية سهيلة هذا البعد العربي والعالمي، على أمل أن يحذو مسؤولونا وكل مسؤولي العالم العربي حذو هذا الرجل العربي الأصيل جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب المواقف... لقد سافرت سهيلة إلى الأردن وفي إحدى يديها علم لبنان وفي اليد الأخرى علم الأردن لتقول للجميع: هذا الوطن الذي وهبني الحياة وهذا الوطن الذي أعاد إليّ الحياة من جديد".

وعن وضع سهيلة الطبي قال الكسار: "بحسب التقارير التي تصل من الأردن فإنّ حالتها مستقرة والأمل يكبر يوماً بعد يوم. ومع استمرار العناية كما هي الآن في الأردن فسنسمع الخبر الطيب بأن سهيلة سوف تمشي على رجليها بإذن الله".

وعلى أمل أن تجد باقي الحالات الأخرى الرعاية فكم من سهيلات مرّت وستمرّ بهذا الألم بسبب السلاح المتفلّت ولا أحد يسأل!!".


MISS 3