محمد دهشة

هل يُجبر البنزين على تبديل محرّكات السيارة إلى الغاز؟

مفارقة الأزمة: إقبال على الزواج وتراجع الطلاق في صيدا

23 حزيران 2021

02 : 00

مفارقة الاقبال على الزواج وتراجع الطلاق

تستولد الازمة المعيشية والاقتصادية مع طول أمدها، المزيد من الازمات المتلاحقة، لا تقف عند حد الفقر والغلاء وارتفاع الاسعار وارتفاع نسبة البطالة وفقدان الادوية وشح البنزين والانتظار على أبواب المستشفيات وسواها، بل تتعداها الى مختلف نواحي الحياة، حتى على علاقات الناس مع بعضها البعض، وآخرها حرص اصحاب الشقق الطلب من المستأجرين إخلاءها عند انتهاء العقد بهدف اعادة تأجيرها بالدولار الاميركي او اقفالها، في مؤشر على ازمة جديدة.

ابراهيم واحد من عشرات بل مئات المستأجرين في مدينة صيدا، طالبه صاحب الشقة التي يقطنها بضرورة اخلائها حين انتهاء موعد العقد الموقع بينهما لمدة ثلاث سنوات على مبلغ وقدره اربعمئة دولار، كان يدفعها على سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة لبنانية، اليوم يواجه ازمة البحث عن شقة بديلة بعدما بدأ اصحابها تأجيرها بالدولار الاميركي او اقفالها بانتظار اتفاق ينظم العملية.

يقول ابراهيم وهو عامل مياوم في أحد المقاهي لـ"نداء الوطن": "ان الازمة المعيشية ضربت كل الاسس الاجتماعية، غياب الثقة بالمسؤولين لايجاد الحلول السريعة بما يعيد انتظام دورة الحياة اليومية على اسس واضحة بعيداً من الفوضى والعشوائية، وغياب الانسانية وتعامل كثير من التجار واصحاب الشقق على انها تجارة قائمة في بعضها على الاحتكار والجشع، جعل مصيرنا في مهب الرياح بعيداً من اي اهتمام". ويضيف: "قد يكون صاحب الشقة على حق، ولكن ايضاً المستأجر على حق كذلك، فمن أين يأتي بالاموال طالما ان راتبه بالليرة اللبنانية وبالكاد يكفي قوت يومه وعائلته؟ انها ازمة جديدة تطرق الابواب بعد سنتين ونيف على بدء الازمة فعلياً".

وامتداداً، فرضت الازمة على الكثير من المواطنين تغيير نمط حياتهم، واعتماد التقشف الى اقصى الحدود. فمع استمرار طوابير الانتظار على محطات الوقود، حرص البعض على شراء دراجة كهربائية للانتقال بها وقضاء حوائجه، وقد ارتفع سعرها نحو مئتي دولار نتيجة ازدياد الطلب عليها، فيما البعض الآخر بات يفضّل الانتقال بسيارة أجرة، والبعض الثالث ركن سيارته واعتمد على قدميه والسير مشياً. غير ان اللافت وسط هؤلاء ان البعض الرابع بدأ بالبحث عن "معمل" لتبديل السيارة من البنزين الى الغاز في ظاهرة انتشرت منذ سنوات مع الحافلات ووسائل النقل.

ووفق أوساط معنية، فان الذين يفعلون لا يعلنون عن ذلك، لانها ما زالت طريقة غير قانونية، ومحفوفة بالمخاطر، غير ان "المعلم" يؤكد على السلامة العامة طالما ان اداة التحويل ايطالية وليست من صنع محلي. وفق ما يقول علي لـ"نداء الوطن": "بحثت عن مكان ولم اجد، قالوا لي في طرابلس، ثمة من يمتهن ذلك ولكن بعيداً من الاضواء وربما في الجنوب ايضاً".

وسط الازمات، كشفت المحاكم الشرعية في صيدا عن مفارقة كبيرة وخلافاً لكل الاقاويل، تتمثل بالاقبال على الزواج وتراجع الطلاق في صيدا. ويؤكد قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد لـ"نداء الوطن" ان المفارقة الغريبة العجيبة، وخلافاً لكل الادعاءات بأن الازمات المعيشية والمالية والخدماتية أدّت الى رفع نسبة الطلاق وتراجع الزواج، فما نشهده يومياً هو الاقبال على الزواج وانحدار الطلاق حتى الاضمحلال"، مشيراً الى "ان النسبة تراجعت بنحو 15%، مقابل ارتفاع مثلها في الزواج، وان ثمة اسباباً كثيرة لذلك ومنها الرغبة بتفادي المزيد من المشاكل في خضم التي يعيشونها يومياً، عدم القدرة على دفع المؤخر او نفقة الطلاق، ومنها ان الازمات المعيشية والصحية اي "كورونا" احدثت صدمة لدى البعض ليفكر بطريقة ايجابية بالعيش وتفادي التداعيات النفسية السلبية"، خاتماً "ربّ ضارة نافعة وندعو الله ان يصلح الحال ويرفع البلاء والوباء والغلاء كي تعيش الناس في بحبوحة وهناء".