كشفت أوساط صيداوية بارزة لـ "نداء الوطن" عن مساع حثيثة وجدّية لعقد لقاء موسع يضم كافة القوى السياسية والشعبية والنقابية والاهلية تحت مظلة بلدية صيدا، للبحث في الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدينة جراء الانهيار المالي والازمة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة في لبنان، والبحث في سبل تخفيف وطأتها بموقف اجتماعي موحّد بعيداً عن اي خلاف سياسي.
الاوساط ذاتها أوضحت ان المساعي قطعت شوطاً متقدّماً من خلال لقاءات سياسية عقدت بعيداً من الاضواء حيناً، وهي تستكمل بعد عودة رئيس البلدية المهندس محمد السعودي من سفره للبحث معه في التفاصيل، وسط التأكيد على مسلمات المدينة في الوحدة والتلاقي وتعزيز العيش المشترك، والاهم في هذه المرحلة التمسك بالدولة ومؤسساتها والتأكيد على دور القوى الأمنية مجتمعة بممارسة صلاحياتها في حفظ الأمن والنظام، ورفض أي شكل من أشكال الأمن الذاتي الذي يحاول البعض ترويجه.
وفيما علمت "نداء الوطن" ان لقاءً ثنائياً عقد بين قيادتي "الجماعة الاسلامية" وتيار "المستقبل" بعيداً من الاضواء، خرق الروتين اليومي اللقاء العلني بين قيادتي "الجماعة" و"التنظيم الشعبي الناصري" برئاسة الامين العام النائب اسامة سعد، حيث دعوا إلى تحصين الساحة الصيداوية والتكاتف لتعزيز التكافل الاجتماعي وإيجاد آلية موحدة تجمع كل المؤسسات الأهلية والمدنية وبالتعاون مع البلدية للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية، مؤكدين أن بداية الحل في لبنان تبدأ بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية اصلاحية تعمل على وقف التدهور الحاصل والتصدي للتحديات المصيرية التي يواجهها الوطن، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة.
وأوضح المسؤول السياسي لـ"الجماعة" في الجنوب الدكتور بسام حمود لـ "نداء الوطن" ان اللقاء مع "التنظيم الناصري" ليس اصطفافاً سياسياً ضدّ أحد، بل هو تلاق طبيعي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان وتداعياتها على الساحة الصيداوية، حيث ينوء الناس بحمل اثقالها الاجتماعية والمعيشية والصحية، ولا بدّ من موقف موحد يخفف الوطأة عنهم، مؤكداً ان "ثمة مساعي جدية لعقد لقاء موسع تحت مظلة البلدية بعنوان معيشي، بعيداً من اي اختلاف سياسي، والقوى حريصة على التلاقي والتأكيد على ثوابت المدينة ومسلماتها"، مشدداً على ان ذلك "يتلاقى مع الحراك الاحتجاجي الذي ملّ النزول الى ساحات المدينة من دون اي نتيجة"، قائلاً "اننا في الجماعة مصرّون على ضرورة التغيير الحقيقي وعلى الإصلاح الجدّي الذي يحقق مصلحة الناس وليس احزاب السلطة التي تلتف على الحراك".
