طوني فرنسيس

الجميع يعرف... كما لودريان وبلينكن

26 حزيران 2021

02 : 00

بلينكن ولودريان قالا إنهما يعرفان الوضع اللبناني جيداً، ويعرفان المسؤولين عن تعطيل الحياة السياسية الطبيعية والتسبب بتفاقم الأزمة المعيشية.

بلينكن ولودريان وهما يمثلان دولتين ترتبطان بلبنان سياسياً واجتماعياً وثقافياً قررا مواصلة التنسيق في شأن هذا البلد، والتنسيق في المرحلة الراهنة يعني نقل الموافقة الاميركية على المبادرة الفرنسية الى مرحلة أعلى. فالموافقة لن تكفي اذا لم يتم الإنخراط الأميركي، وحتى ذلك الحين الأولوية الأميركية في مكان آخر.

بلينكن ولودريان لا يعرفان أكثر مما يعرفه اللبنانيون عموماً.

اللبنانيون يعرفون المتسببين بأزمتهم ويعيشون نوازلها. لكنهم عاجزون عن المحاسبة.

احتجاجاتهــم يتم صدها، ووحدتهم التي هي سلاحهم الوحيد جرى ويجري تفتيتها على يد الزعماء المسؤولين انفسهم وبسلاحها الأقوى: الإثارة الطائفية والمذهبية. وعند هذا الحد يتحول الجوع العام الى قضية شخصية وفقدان البنزين الى سباق لأخذ الموقع الأول في الطابور وتأمين الدواء الى شطارة في ترتيبه من تركيا.

معرفة الوزيرين الأميركي والفرنسي في شؤون لبنان تكاد تتساوى مع معرفة اللبنانيين بشؤونهم، ونتيجة ذلك لا شيء في المدى المنظور. مزيدٌ من ترقيع الانهيار ومزيد من رقص "الزعماء" على صفيحٍ ساخن.

يحصل ذلك لأن اولوية الجميع في مكان آخر. الأميركيون يجعلون من الجولة السابعة لمفاوضات فيينا محطةً حاسمة، والفرنسيون ينتظرون اعادة فتح الاسواق الايرانية، والفريق المحلي المسيطر على الحياة السياسية وموتها، يرهن البلاد بشحمها ولحمها لمصلحة المفاوض الايراني.

ولن يحصل ما يغيّر الصورة.

لا وساطة بري ولا الاستعانة بصديقه لتحصيل الحقوق. فالبلد لم يتم تخريبه فقط، بل تم بيعهُ، واسترداده يحتاج الى مقاربات أكثر إبداعاً.


MISS 3