"القائمة العربيّة" تدعم غانتس لترؤّس الحكومة الإسرائيليّة الجديدة

10 : 10

عودة متحدّثاً إلى الصحافيين بعد لقائه مع ريفلين في القدس أمس (أ ف ب)

في خطوة لافتة قد ترسم ملامح الحكومة الإسرائيليّة المقبلة إن أبصرت النور، أعلنت "القائمة العربيّة المشتركة" أمس، للمرّة الأولى منذ ربع قرن، أنّها ستدعم رئيس الأركان السابق بيني غانتس لترؤس الحكومة الإسرائيليّة المقبلة، أملاً بإنهاء الحكم الطويل لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وذلك في مقال لرئيسها أيمن عودة في صحيفة "نيويورك تايمز" قبيل اجتماعها بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

وأعربت هذه الأحزاب عن توصيتها مع بدء ريفلين أمس مناقشات حاسمة مع الأحزاب السياسيّة لمعرفة توصياتهم حول الشخصيّة التي ينبغي تكليفها تشكيل الحكومة المقبلة، بعد انتخابات تشريعيّة في 17 أيلول، وضعت البلاد في مأزق سياسي عميق. ولاحقاً، أبلغ عودة الرئيس الإسرائيلي بأنّ أولويّة "القائمة" هي إطاحة نتنياهو، من هنا يأتي دعمها لغانتس.

وتعليقاً على هذا التطوّر، قال نتنياهو: "الآن هناك خياران: إمّا تشكيل حكومة أقليّة تعتمد على من ينبذون إسرائيل كدولة يهوديّة وديموقراطيّة ويُمجّدون "الإرهابيين" الذين يقتلون جنودنا ومواطنينا، وإمّا تشكيل حكومة وطنيّة واسعة".

وحصلت "القائمة"، التي تضمّ أربعة أحزاب عربيّة، على 13 مقعداً من أصل 120 في البرلمان، ما جعلها ثالث أكبر قوّة فيه. لكنّ حزباً واحداً منها له ثلاثة مقاعد رفض التوصية بغانتس، وقال إنّه يُعارض القرار. وفي حال حصول غانتس على تأييد جميع أحزاب "القائمة العربيّة المشتركة"، فإنّ عدد المقاعد التي سيحظى بها ستكون أقلّ من 61 مقعداً، وهو العدد اللازم لتشكيل غالبيّة مطلقة في الكنيست، تُتيح له تشكيل الحكومة المقبلة. ويُعتبر دعم الأحزاب العربيّة الأوّل منذ العام 1992، حين أتاح دعم خمسة نوّاب من عرب إسرائيل لاسحق رابين الحصول على غالبيّة قبل اتفاقات أوسلو.

وتُشير التوقعات إلى أن غانتس سيحصل من خلال التحالفات على 57 مقعداً، في حين سيكون نصيب نتنياهو 55 مقعداً. إذاً، يبقى الطرفان غير قادرين على تخطّي عتبة 61 نائباً الضروريّة للحصول على غالبيّة مطلقة. يُذكر أن تحالف "أزرق أبيض" فاز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات الثلثاء الماضي، وحصل على 33 مقعداً في البرلمان، بينما حلّ "الليكود" في المركز الثاني بـ 31 مقعداً. وتبدو الصورة غير واضحة حول هويّة الشخص الذي سيُشكّل الائتلاف الحكومي المقبل، ما يُثير احتمال إجراء انتخابات هي الثالثة خلال عام، بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات نيسان.

تزامناً، دعا الرئيس الإسرائيلي إلى تشكيل حكومة مستقرّة تضمّ كلّاً من "الليكود" برئاسة نتنياهو وتحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس، الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعيّة. وقال ريفلين: "أنا مقتنع بأنّه يجب تشكيل حكومة مستقرّة تضمّ الحزبَيْن الكبيرَيْن"، مضيفاً: "إنّها إرادة الشعب، لا أحد يُريد انتخابات للمرّة الثالثة".

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، الذي رفع في حملته الانتخابيّة شعار "لجعل إسرائيل طبيعيّة من جديد"، أنّه لن يُؤيّد نتنياهو ولا غانتس لترؤس الائتلاف الحكومي المقبل. وأوضح أنّه لا يستطيع دعم نتنياهو الآن، لأنّ الأخير مستعدّ لتشكيل ائتلاف حكومي مع الأحزاب اليهوديّة المتشدّدة في إسرائيل، والتي يتّهمها ليبرمان بمحاولة فرض الشريعة اليهوديّة على السكّان العلمانيين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه لا يستطيع دعم غانتس راهناً، لأنّه قد يتوصّل إلى اتفاق مع الأحزاب المتشدّدة أو مع الأحزاب العربيّة، التي وصفها بأنّها "معادية". وفاز حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا"، بثمانية مقاعد في البرلمان. وكان دعا سابقاً إلى تشكيل حكومة وحدة بين حزبه وحزب "الليكود" والتحالف الوسطي "أزرق أبيض".


MISS 3