أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقرّ إقامته في شيكرز أمس، عن قلقها لعدد المتفرّجين المسموح لهم بحضور نهائيات كأس أوروبا في المملكة المتحدة، حيث ازدادت إصابات "كورونا" بشكل كبير جرّاء المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى التي تُثير الرعب حول العالم. وبينما سيُسمح لأكثر من 60 ألف متفرّج بالتواجد في مدرّجات "استاد ويمبلي" لنهائيات كأس أوروبا، بدلاً من 40 ألفاً كما كان مقرّراً سابقاً، في هذا الملعب الذي تبلغ سعته القصوى 90 ألف شخص، قالت المستشارة الألمانية "القلقة جدّاً": "أتساءل حقاً ما إذا كان هذا مبالغاً فيه".
وأضافت ميركل التي تقوم بزيارتها الأخيرة للمملكة المتحدة: "في ألمانيا، قرّرنا الحد من عدد المتفرّجين في استاد ميونيخ. لكن بالطبع الحكومة البريطانية تتّخذ قراراتها الخاصة"، بينما تحدّث جونسون عن "جدار المناعة" الذي بنته المملكة المتحدة بفضل برنامج التطعيم الخاص بها وتلقى بفضله 63 في المئة من البالغين جرعتَيْن.
وتضمّ ميركل صوتها إلى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ونائب رئيسة المفوضية الأوروبّية مارغاريتيس سخيناس بعدما أعربا عن مخاوفهما في هذا الخصوص.
ويبدو أن ميركل التي كانت حتى الآن تؤيّد اتفاق الاتحاد الأوروبي على فرض حجر صحي على المسافرين الوافدين من المملكة المتحدة، ليّنت موقفها للمرّة الأولى، وقالت: "نأمل في أن يتمكّن من تلقى جرعتَيْن من اللقاح من السفر مجدّداً في المستقبل القريب من دون حاجة إلى حجر صحي".
وفي روسيا، إستبعد الكرملين تماماً فكرة فرض حجر لمكافحة موجة وبائية جديدة تضرب روسيا بشدّة، متسبّبةً بأعداد قياسية من الوفيات بسبب تفشي المتحوّرة "دلتا". ويأتي هذا الموقف في وقت تضاعف فيه السلطات الجهود لحضّ السكان المشكّكين على تلقي اللقاح، فيما سجّلت روسيا الجمعة 679 وفاة، في أعلى حصيلة لليوم الرابع توالياً.
كما أحصت السلطات الجمعة 23218 إصابة جديدة، وهو أعلى عدد يُسجّل منذ منتصف كانون الثاني، حين كانت روسيا تخرج من ثاني موجة وبائية شديدة. وسجّلت كلّ من العاصمة موسكو، البؤرة الأولى للوباء في روسيا، وسان بطرسبرغ، ثاني مدن البلاد، 112 و101 وفاة توالياً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وهما حصيلتان قريبتان من أعلى أعداد سُجّلت في مطلع الأسبوع.
إلى ذلك، أكدت شركة "جونسون آند جونسون" أن لقاحها "جانسين" الذي يُعطى بجرعة واحدة فعّال ضدّ المتحوّرة "دلتا"، مشيرةً إلى أن استجابة الجسم المناعية يُمكن أن تستمرّ 8 أشهر على الأقلّ، فيما أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن شركة الأدوية "فايزر" رفضت طلب إسرائيل تمديد صلاحية اللقاحات التي لديها إلى ما بعد تموز.
وجاء قرار الرفض لعدم وجود ما يكفي من المعلومات الطبّية التي تسمح بالموافقة على مثل هذا الطلب. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى مفاوضات تُجريها السلطات الصحية في إسرائيل مع بريطانيا بهدف تبادل أكثر من مليون جرعة لقاح من شركة "فايزر" ستنتهي صلاحيّتها في نهاية الشهر الحالي. وفي حال لم تتوصّل إسرائيل لصفقة تبادل اللقاحات مع إحدى الدول، فستضطرّ إلى إتلاف 1.4 مليون لقاح موجود في ثلاجات وزارة الصحة.
