أنا أشرب الحليب مع الفطور والعشاء منذ طفولتي. لكن تتعدد الخيارات التي تبيعها المتاجر اليوم وتختلف عن حليب البقر العادي. هل يُعتبر الحليب النباتي المصنوع من الصويا أو اللوز أفضل من الناحية الصحية؟

02 : 00

ألكسندرا باتربروت، رئيسة قسم أمراض الغدد الصماء والتغذية في مركز "مايو كلينك"، مينيسوتا:

قد يكون حليب البقر والمشروبات النباتية، مثل حليب الصويا واللوز، خيارات صحية. لكن تختلف المواصفات الغذائية فيها بحسب نوع المنتج والماركة المنتقاة. بشكل عام، يمكن تحديد المشروب المناسب لكل شخص عبر مراجعة المعلومات الغذائية على الغلاف: ركّز على كمية الدهون والبروتينات والكالسيوم والسكريات المضافة. تكون كمية الدهون مهمة لأن "جمعية القلب الأميركية" توصي بالحد من استهلاك الدهون المشبعة، ما يعني ألا تشكّل أكثر من 7% من السعرات الحرارية في الحمية الإجمالية. يحتوي الحليب قليل الدسم على كميات ضئيلة من الدهون، لكن تزيد نسبة الدهون المشبعة التي ترفع مستوى الكولسترول في الحليب كامل الدسم أو المنتجات التي تحتوي على 1 أو 2% من الدهون. أما حليب الصويا واللوز، فيحتوي كل كوب منهما على غرامَين أو 4 غرامات من الدهون لكنها تكون صحية في معظمها ومن نوع الدهون أحادية عدم الإشباع أو متعددة عدم الإشباع.

في ما يخص محتوى البروتينات، يحتل حليب البقر المرتبة الأولى، إذ يحتوي كل كوب منه على أكثر من 8 غرامات بقليل، يليه حليب الصويا بمعدل 7 غرامات. تقتصر كمية البروتينات في حليب اللوز التقليدي على غرام واحد في كل كوب، لكن تحتوي أجدد أنواع حليب اللوز على بروتين البازلاء المضاف.

على مستوى الكالسيوم، يشمل حليب البقر طبيعياً حوالى 300 ملغ في الكوب الواحد، وتُعتبر مشتقات الحليب عموماً أفضل مصدر للكالسيوم. يكون عدد كبير من منتجات حليب الصويا أو اللوز مُدعّماً بالكالسيوم كي تضاهي كميته النسبة الموجودة في حليب البقر على الأقل. لكن قد لا يمتص الجسم كامل كمية الكالسيوم الموجودة في حليب الصويا لأن الصويا تحتوي على عنصر الفيتات الطبيعي الذي يكبح امتصاص الكالسيوم.

أخيراً، لا يحتوي حليب البقر الأبيض وغير المُنكّه ولا حليب الصويا واللوز غير المُحلى على أي كميات من السكر المضاف. لكن قد يطرح مذاق هذا الحليب غير المُحلى مشكلة لدى البعض. قد تجد بين 4 وأكثر من 20 غراماً من السكريات المضافة في المشروبات المحلاة أو المُنكّهة. لإيجاد المذاق الذي تريده واختيار المنتجات التي تحتوي على أقل كمية من السكريات المضافة، تقضي أفضل طريقة بالتحقق من لائحة المعلومات الغذائية على الغلاف. تذكّر أن حليب البقر غير المُنكّه يذكر السكر على الغلاف، لكنه يعني به اللاكتوز الموجود طبيعياً في سكر الحليب.

باختصار، يصعب التفوق على حليب البقر للحصول على كمية متوازنة من المغذيات، ويبقى الحليب الخالي من الدسم أفضل خيار لمعظم الراشدين. لكن لا يستطيع جميع الناس تحمّل مشتقات الحليب، وقد يفضل بعضهم تجنب المنتجات الحيوانية أو ربما يرغبون بكل بساطة في تجربة خلطات مختلفة. يُعتبر حليب الصويا غير المُحلى أقرب خيار إلى الحليب العادي من الناحية الغذائية، كما أنه يحتوي على بضعة غرامات من الدهون الصحية التي يفتقر إليها الحليب قليل الدسم. في المقابل، لا يُعتبر حليب اللوز غير صحي، لكنه أقل غنى بالمغذيات، لا سيما البروتينات. حين تختار أي نوع من حليب الصويا أو اللوز إذاً، تحقق من لائحة المعلومات الغذائية على الغلاف لضمان حصولك على كمية مناسبة من الكالسيوم وأقل نسبة ممكنة من السكريات المضافة.


MISS 3