روي أبو زيد

أنجو ريحان: تستفزّني الأعمال الهادفة وأنبذ الولاء الطائفي

10 تموز 2021

02 : 00

تطلّ الممثلة أنجو ريحان حالياً في مسلسل "العميد" عبر شاشة الـ"MTV"، كما تشارك في "صالون زهرة" الذي يعرض على منصّة "شاهد" الشهر المقبل. "نداء الوطن" حاورت ريحان للحديث عن مشاركتها بالثورة وتأسيسها جمعية تعنى بالعائلات الأكثر حاجة في لبنان.

كيف تختارين أدوارك عادة؟

أدرس خلفيات الشخصية وأغوص في تفاصيلها وعلاقتها بأهلها ومحيطها. تلفتني الأعمال ذات الأبعاد المختلفة، فالمسلسل قصّة تسرد بطريقة مميزة بهدف ايصال رسائل معيّنة. تستفزّني الأعمال الهادفة. التمثيل فنّ يفترض امتلاك الأدوات المناسبة لإنجاز الدور كما يجب.

ماذا تخبريننا عن دورك الجديد؟


العمل من بطولة نادين نسيب نجيم، معتصم النهار، فادي أبي سمرا، نهلا داوود، طوني عيسى، مجدي مشموشي، كارول عبود، زينة مكي، رشا بلال، لين غرة وغيرهم من الوجوه البارزة. تدور أحداث القصة في حيّ شعبي، حيث تمتلك نجيم صالون تزيين للنساء. أجسّد دور شقيقة نجيم وزوجة فادي ابي سمرا الذي يعنّفني باستمرار. يسلّط العمل الضوء على مسألة المرأة المعنّفة وحضانة الأطفال.

من الممثل الذي يستفزّك؟

أعتبر أنني قدّمت أفضل مشاهدي الدرامية مع الممثل القدير نقولا دانييل في مسلسل "إنتي مين؟". زودني بالإحساس الذي احتاجه لإنجاح المشهد، فانفصلتُ مرتين عن الواقع ودخلتُ الحالة معه. مع العلم أنّ حالة الإنفصال هذه لا تحصل مع الممثلين إلا على المسرح، بما أنّك تكون محاطاً بفريق عمل ومصوّرين في العمل التلفزيوني ما يمنع التعمّق في المشهد أحياناً كثيرة.

من الأنجح بين الكتاب؟

لا يمكن الحسم. قد يكون النص رائعاً ولكن الشخصيات فيه مثلاً لا تستفزّني. وأنا أبحث دوماً عن الحبكة الذكية. ففي"إنتي مين؟" مثلاً جسدت دور زوجة موظّف في القطاع العام تحثّه دوماً على قبول الرشوة. واختصر دوري قصة نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين يعيشون في كنف دولة فاسدة فيجبرون على الدخول في دوامة الفساد ليتمكّنوا من تأمين لقمة العيش لأولادهم تحت ضغط رواتب متدنيّة جداً. أما في "صالون زهرة" فدوري يتمحور حول قضيّة دافعت عنها لسنوات وهي رفع سنّ الحضانة خصوصاً لدى الطائفة الشيعية. كنت أشارك دوماً في التظاهر أمام المحكمة الجعفرية. لا يمكننا العيش في بلد يحرم فيه الأولاد من الأم. قانون الأحوال الشخصية يعطي ثقلاً للمرجعيات الطائفية وليس للعدالة.


الممثلون خلال الثورة



هل أنت مع فصل الدين عن الدولة؟


بالطبع. يجب بناء دولة مؤسسات ولا يمكن الخضوع لحكم الطوائف. فالوظائف في المؤسسات العامة بحسب الطوائف وليست بحسب الكفاءة! إنه التخلّف بعينه. هل يمكن ان نربط علاقتنا بالله بهوية الشخص الذي سننتخبه أو بحسب منصب نتبوّؤه في الوظائف العامة أو بالانتماء السياسي والحزبي؟ ما هذه السخافة؟ مسألة الدين خاصة جداً وعلاقتنا بالله كذلك. وصل العالم الى المريخ ونحن ما زلنا نناقش هذه المواضيع! لا يجب أن تكون التربية دينيّة في المدارس، بل يجب تدريس الأخلاق والإنسانية. أنا مؤمنة ولا أدعو الى التفلّت إن طالبتُ بفصل الدين عن الدولة.

أسست مع بديع أبو شقرا وعبدو شاهين مبادرة "ع قدك". ماذا حققتما؟

أردنا إحداث تغيير ما ومساعدة الآخرين منذ شاركنا بالثورة. حصل شاهين على ربطات خبز كتقدمة فاتّصل بأبو شقرا وبي لتنطلق فكرة توزيع حصص غذائية للأسر الأكثر حاجة وفقراً. وهكذا انطلقت المبادرة لكنها توقّفت بسبب انتشار الجائحة وتردّي الأوضاع. لكنني لم أتوقّف عن العمل وأسست جمعية We Do Association وتعاونني فيها شقيقتي ربى ريحان، السيد يحيا جابر ومجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين كهشام حداد وغيره. كذلك، أتعاون مع جمعيات عدة كـ Lebanon of tomorrow مع طارق كرم وجوزيف طوق، وLebanese food bank وجمعية دفى وبولا يعقوبيان وغيرها. نحاول تقديم الدعم لـ400 حتى 500 عائلة كما نتعاون في مشاريع عدة مع الـUNDP.

ما زلت مؤمنة بلبنان؟

أفكر بالهجرة يومياً لأضمن مستقبل أولادي. ولكني ارفض مغادرة الوطن لقدرتي على التأثير ولو قليلاً على محيطي. زوّدتنا الثورة بأمل الوصول الى وطن طالما حلمنا به. أما اليوم فنعيش الذلّ وأصبحنا نحتفل إن ملأنا سياراتنا بالوقود! يجب أن نتعاون كلبنانيين. اعتمد حكّامنا سياسة "فرّق تسد" ليصبح الولاء للطائفة والأحزاب، وهذا منطق خاطئ وأنبذه. علينا أن ننسى طوائفنا وأحزابنا وأن نبتعد عن الأفكار السامة التي زرعوها فينا لنبني الوطن الذي نطمح للعيش فيه.


MISS 3